العدد 2719 - الإثنين 15 فبراير 2010م الموافق 01 ربيع الاول 1431هـ

التقرير... والهزّات الارتدادية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إطلاق تقرير «هيومان رايتس ووتش» في الثامن من فبراير/ شباط الجاري، أثار عدة هزات ارتدادية، مازالت تتوالى.

أهون الهزّات ما طال الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، عبدالله الدرازي، الذي قادها بتقدير جيد جدا، في ظرفٍ تكالبت عدة قوى، ظاهرة وخفية، للنيل منه شخصيا. ومن المؤكد أنه سيتجاوز هذه الهزّة، رغم ما ناله من سهامٍ غاضبة واتهامات بالخضوع للإغراءات. فالرجل كما قال «أنا مدرّس بالجامعة، وحالتي المعيشية مستورة، وستسمر مستورة إن شاء الله». ولا ننسى كم من الكتابات استهدفته من أطرافٍ عُرفت بمعاداتها لثقافة حقوق الإنسان، بما فيها الحقوق السياسية والاقتصادية التي وقّعت عليها مملكة البحرين، وباتت مطالبة بتطبيقها أمام المجتمع الدولي.

الهزة الثانية أصابت الجمعية، هذا الكيان المتماسك الذي يُحسب على جمعية «وعد»، إذ سيستمر انتقادها لضيقها بموقف أحد كوادرها البارزين، وكان بإمكانها الاكتفاء ببيانها لتنأى بنفسها عن تصريحه، واعتباره رأيا شخصيا بدل استقالته. وإن كان هناك تفسيرٌ آخر باستجابتها لضغط «البحر الجماهيري» الذي تعمل وسطه وتدافع عن حقوقه. وقد نسمع كلاما كثيرا عن خلافات شخصية و»صراعات أجنحة»، في جمعية (شبه مغلقة) لا يتجاوز أعضاؤها بضع عشرات يتعرّضون لضغطٍ دائم... وهي مقبلةٌ عموما على انتخاباتٍ بعد شهرين ستحدّد مسارها للفترة المقبلة.

على أن الهزة الأكبر من نصيب الطرف المعني أساساَ بالتقرير. فإذا كان الاهتمام المحلّي قد تحوّل إلى تصريح الدرازي وما أعقبه من تداعيات، فإن الاهتمام الخارجي لن يقف عند هذا المنعطف المحلي الصغير، بدليل عدم حضور أية وكالة أنباء أجنبية أو دبلوماسي من سفارة أجنبية صديقة في المؤتمر الصحافي يوم السبت.

المسألة أن هناك منظمة حقوقية ذات اعتبار دولي، أصدرت تقريرا يتضمن «ادعاءات» بعودة ممارسات التعذيب من جديد. وهي «تهمة» لا يرحّب بها أي نظام سياسي في العالم، بما فيها «الديمقراطيات العريقة». وهي ادعاءات لا يمكن الرد عليها بمقالاتٍ تضج بروح التشكيك والعداء، وإنّما بردّ موضوعي من قبل الجهات المعنية، خصوصا أنها امتنعت عن الرد على مراسلات المنظمة طوال أربعة أشهر. فأنت قد تقنع بعض من يعيش خارج العصر، بوجود مؤامرةٍ مدبّرة تستهدف بلدك دون بقية البلدان، ولكنك لن تستطيع إقناع كل الناس، بأن أطراف ثوبك نقية تماما من لوثة التعذيب.

التقرير الذي أثار كل هذه الهزّات، شارك في إعداده ودراسة مادته ومراجعته قانونيا 15 شخصا من غير البحرينيين، لكيلا يُتهم بالمحاباة والمعاداة. واعتمد على مصادر حكومية أساسا (وثائق المحاكم وتقارير أطباء الداخلية والصحة)، لكيلا يقال إنه من مصدر أحادي. لذلك من المهم الرد عليه حجة بحجة، وليس بطريقة أحدهم المزاجية: «قرأت منه صفحتين فقط فلم يعجبني»! فالعالم لا يسير حسب أهوائنا، فهناك ظرفٌ دوليٌ يسمح بملاحقة منتهكي حقوق الإنسان، ويمكن لأيٍّ كان أن يرفع قضية ضد من عذّبه أو انتهك حقوقه في بلدان أخرى، طلبا للعدالة والإنصاف.

حسنا فعلت الخارجية بردّها الدبلوماسي المسئول، حين وعدت بدراسة الادعاءات الواردة فيه، فهذه هي اللغة التي يفهمها العالم، فتهمة التعذيب لا تشرّف أي دولة أو نظام سياسي. أما مواجهتها بفزعة إعلامية متشنجة، فهذه من أضعف طرق الدفاع... ومن يحبّ البحرين وتهمه سمعتها حقا، فليسعَ لاحترام وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2719 - الإثنين 15 فبراير 2010م الموافق 01 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 4:52 م

      ظلم .. ظلم .. طالعة من القلب !

      الله ايساعد حكومة البحرين ، صراحة تكسر الخاطر !
      مشاكل كثيرة : التجنيس ، التمييز ، الطائفية ، التقرير المثير .. الخ . لكن مثل ما قال حسين بن عاقول : هذا ظلم .. ظلم .. ظلم .. طالعة من القلب !

    • زائر 20 | 1:22 م

      لا تعذيب ..... لا تمييز .......... لا تجنيس

      أولا .. نشكر عملاق الكلمة في صحيفة الوسط على شجاعته وجرأته .. وكل المقالات التي كتبت .. وكل الحملات الإعلامية .. لا يمكنها أن تغير من الواقع شيئا .. ولا يمكن لكائن من كان أن يستغفل الناس أو يخدعهم .
      والجماهير الواعية تعرف تمتما ما يدور من حولها .. ولا يمكن تضليلها وتغطية الحقيقة الساطعة .. لعموم الناس ........

    • زائر 19 | 11:33 ص

      الهزات الارتدادية ستتسع في المستقبل القريب- ام محمود

      وربما ستصيب اناس آخرين وسيرتفع بذلك عدد المتضررين.. ما قصدته في تعليقي الآول هو موقف وزير الخارجية الفاضل كان صحيحا وفي مكانه ووقته المناسب. اليوم تكلم أحد الصحفيين في جريدة محلية اخرى عن رؤوس للفتنة وأنا أؤيدة في مقالة وأعتقد ان هذه الرؤوس كبيرة وليست صغيرة من أطفال التواير.

    • زائر 18 | 9:24 ص

      حقوقي بحريني

      ما هو الرد الدبلوماسي السريع والمسئول الذي أنقذنا من تداعيات التقرير با أخت ام محمود؟ وما هي تلك الأخطاء التي فيه؟ وكيف ابتعد عن الصواب والمصداقيه في بعض النقاط؟ أضم صوتي للقارئ (مسامحة ام محمود). وسؤالي لك: هل قرأت التقرير فعلاً؟ ام اعتمدت على ما تروجه الأبواق الحكومية من ترهات واكاذيب؟ وما هو تدخل الحكومة الحكيم الذي لولاه لأصابنا زلزال بقوة 7 على مقياس ريختر؟ تريثي وابحثي عن الحقائق المغيبة وراء هذا الكم الهائل من اكاذيب الابواق الإعلامية.

    • زائر 16 | 8:07 ص

      مسامحة ام محمود

      السيد قاسم يتحدث عن تداعيات التقرير وما سببه من هزات أصابت ثلاث جهات: شخص محترم مثل الدرازي وجمعية حقوقية مستقلة والحكومة أيضاً، وانت تتكلمين ان تصريح دبلوماسي جنبنا الهزات؟؟؟؟
      يبدو انك لا تتابعين ما يجري وليس لديك خلفية تساعدك للحكم الصحيح. ياليتك تحصلين على نسخة من التقرير لتقرئيه وتعرفين ما حصل. واعتقد ان الحكومة اكثر طرف متضرر من التقرير وهي غاضبة جدا منه، لذلك حاولت التعلق بقشة تصريحات الدرازي لتصرف الانظار عن الحقيقة. تحياتي لك وللكاتب.

    • زائر 15 | 7:56 ص

      خوش عمل!!!!!!!

      الحين الحكومة بدل ما تحقق في الادعاءات وتبريء ساحتها من التهم المخجلة، تقوم تشكك بالمنظمة؟ وازيد من ذلك تقوم بتحقيش كتابها ضد المنظمة وجاك سترو والدرازي والمنظمة البحرينية المستقلة؟ للحين ما شفنا إلا القليلين جدا يتكلمون حول هذا الموضوع، والاغلبية موقفهم موحد ضد التقرير كأنهم عندهم اوامر من مصدر واحد يحركهم بالروموت كونترول.عجيبة هالبلد.

    • زائر 14 | 7:52 ص

      صح لسانك

      إذا كانوا جادين في تطبيق الاتفاقات الدولية التي وقعوا عليها فليحترموا حقوق الانسان بدل التشهير بمنظمة حقوقية دولية يهابها حتى الاميركان والصهاينة لانها لا تحابي أحداً. تقاريرها احتوت انتقادات لجرائم امريكا في غوانتانامو وجرائمرائيل في غزة، على عكس ما يتوهم صاحب التعليق رقم 8 ويبدو انه ممن لا يعلمون ما يجري بالعالم، بس حشر مع الحكومة عيد!!!!!

    • زائر 13 | 7:25 ص

      الرد الدبلوماسي السريع والمسئول أنقذنا من تداعيات التقرير - ام محمود

      الذي كان به بعض الأخطاء وابتعد عن الصواب والمصداقيه في بعض النقاط ولولا تدخل الحكومة الحكيم لأصابنا زلزال بقوة 7 على مقياس ريختر أو تسونامي مثل الذي أصاب أندونسيا والذي معه يصعب على الانسان التصرف الصحيح.

    • زائر 12 | 4:49 ص

      حكومتنا تتبع سياسية : أفضل الطرق للدفاع الهجوم

      لذلك تراها قد ثارت ثائرتها ودقت طبول الحرب الإعلامية وهجمت هجوما واسعا وتركوا الدفاع ولكن أقول ليهم حاسبوا لا ايدش فيكم "جووووووووووووووول"واتصير النتيجة بدل (1-صفر) اتصير (5 - صفر )

    • زائر 11 | 3:53 ص

      زائر 7

      هذه المنظمة عالمية رضيت أو ما رضيت والتقرير الذي تصدره له نتيجة قوية واذا أنت يا حجي ما تدري الدولة صرفت الملاين من الدنانير عشان تعدل سمعتها في الخارج وهذا ما كشفه تقرير >>>> وباءت جهود الدولة بالفشل الذريع وأنتصر الحق على الباطل وعلى الحكومة الأسراع في تعديل وضعها والألتزام بالتوصيات قبل ما تجيها الصفعات العدلة وأنت وأمثالك أحسن شي تشربون من ماء البحر عشان أتبردون من حرتكم لأن حجيكم ماكول خيره

    • زائر 9 | 2:57 ص

      هيومن لاى0

      هذه المنظمة انتقدت دولا ليس لها ذنب وتترك دولا غارقة بالجرائم البشعة وكيف اتصدى للدفاع عن النفس والحوار مفتوح امامهم بحرية تامة ولماذا لا يرون الصهاينة واعمالهم وخروقاتهم للمجتمع الدولى اين هم من ايران والقمع المشهود امام المجتمع اين الادانة لامريكا بقتل ملايين العراقيين وتشريدهم مثل ما فعلوا للسود والهنود الحمر 0 هذه المنظمة معروفة بكذبها وافترائها على الدول الضعيفة فقط 0

    • زائر 8 | 1:41 ص

      كلمات شكر وترحم ونصيحة

      اولا شكري للكاتب الحصيف وثانيا لكوادر وعد الطيبين بما فيهم الاخ عبدالله الدرازي وقبل كل هؤلاء شعبنا الطيب الوفي واهالي المعتقلين او المتهمين زورا والشكر موصول لهذه المنظمة الحقوقية ونترحم على شهدائنا كا نترحم على الشرطي الذي زج به وهو ميت مرتين المرة الاول وفاته في باكستات او اي مكان اخر لاتفرق والمرة الثانية في مسرحية تسمى قتيل كرزكان واختم التعليق بنصيحةاوجهها الى حكومتنا بان لا تتورط مع هؤلاء الكتاب المرتزقة فليس هناك ديرة ما بيها مقبرة ولا عيب في ان نعترف بالحقيقة ولو انها مرة

    • زائر 7 | 12:29 ص

      الى متى

      ولعل الهزة الاكبر ما اصاب الكتاب المأجورين الذين جلبوا من بيئة مختلفة وطلب منهم الافناء في الشأن المحلي وتصنيف وتحليل المواطنة ومن هم المخلصين من ابناء الوطن ومن هم غير ذلك هذا هو حال التجنيس والمجنسين الذين يتحكمون في كل شىء من القضاء والخبراء والمستشارين والمدرسين و المدرسات والاطباء والعمال والباعة .
      المجنسين هم كل شىء والمواطنين لا شىء

    • زائر 6 | 12:23 ص

      اعجبتني ياسيد

      هذه الجملةفتهمةالتعذيب لاتشرف أي دولةأونظام سياسي .أمامواجهتهابفزعةإعلاميةمتشنجةفهذه من أضعف طرق الدفاع ...ولك تحياتي

    • زائر 5 | 12:11 ص

      نريد المزيد من المعلومات

      نعم نتمنى منك يا سيد الكتابة لناس حول الأضرار التي ستصيب الحكومة جراء التقرير وما أثره على سمعة الحكومة وهل سيكون هناك أجراء من الدول الأوربية ضدد الحكومة والجلادين وهل سيتم ملاحقة الجلادين نتمنى منك الأفادة

    • زائر 4 | 12:05 ص

      ماذا بعد الدراسة ومتى سوف تبدأ ؟

      اعتقد أم كلمة وزير الداخلية سندرس التقرير ومافيه معناه أن الدراسة سوف تكون مفتوحة الأجل وبغد مماطلة طويلة سيصرح الوزير بأن ما جاء في التقرير عبارة عن أكاذيب لا تمت للواقع بصلة و السلام ( السالفة قديمة تعودنا عليها من زمان )
      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 3 | 11:50 م

      والله مقالك رائع جدا..ولكن

      لا حياة لمن تنادي

    • زائر 2 | 11:49 م

      رسالتي لكم

      أوجه رسالة إلى منظمة هيومن رايتش
      " أرجو منكم التحقيق الجدي والصارم في قضية خطيرة تقوم بها حكومتنا وهي قضية التجنيس الممنهج والذي قضى على أعمالنا نحن شباب البحرين , قضى على الخدمات , قضى على التماسك الإجتماعي , قضى على تاريخنا ووو...
      أنا شاب أبحث عن عمل وعن مسكن وعائلة فلا أجد , بينما أرى المجنسين بين ليلة وضحاها يحتلون مساحات واسعة من أرضي من مسكن وعمل وخدمات مجانية تقدم لهم على طبق من ذهب "

اقرأ ايضاً