أنا، والعياذ بالله من كلمة أنا، من الأشخاص الذين يميلون إلى التفاؤل في حياته الخاصة، وأرفض أن تغلف مجتمعي الصغير حالات من الإحباط والتشاؤم، لذلك أقول لمن حولي، كتب الله علينا أن نحفر بأيدينا في الصخر حتى نكوّن مستقبلنا، ولا يوجد شيء في الحياة يتحقق ببساطة وسهولة ويسر، لذلك يجب أن نعمل ونعمل لصالح حياتنا ومستقبلنا ومستقبل من هم حولنا. مؤمنا بأن العمل لصالح المجتمع والوطن واجب.
ولكن ما يؤسفني - حقا - أن كثيرا من كتاباتي الرياضية تميل إلى اللون الداكن تتصدى للمشكلات أو المعاناة التي يعاني منها مجتمعنا الرياضي الصغير الذي أصبح – إن صح القول - بحاجة ماسة إلى طبيب يعالجه أو يؤهله حتى يكون صالحا وأفضل مما هو عليه. ولكن - للأسف- وهو الأمر الذي يحز في النفس، بأننا وجدنا أنفسنا عشرات السنين ندور في حلقة مفرغة، متماشين مع المثل القائل «تيتي تيتي... لا رحتي ولا جيتي!».
فبالأمس القريب حملنا كل أحلامنا الوردية بدخولنا الألفية الثالثة، والآن يمر على دخولنا 11 عاما، فما هو الجديد الذي تغير في حياتنا الرياضية؟ وهل وصلنا إلى مرحلة أفضل؟ أم أن وضعنا مازال على حاله مثل الأمس، ليس فيه جديد سواء في أنديتنا الوطنية، أو اتحاداتنا الرياضية اللهم إلا زيادة اتحادات جديدة مثل الكريكت الذي أصبح يمثل البحرين خير تمثيل لأن تاريخنا الرياضي القديم ارتبط بهذه اللعبة كارتباطنا التاريخي الكبير بالعملة الهندية «الروبية!».
ففي العام 1989، أي قبل 21 عاما، تطرقت في الزاوية الأسبوعية «وجهة نظر» التي كنت أكتبها في صحيفة «الأضواء»، وكان يشرف على تحرير الصفحة الرياضية الأخ الكبير الذي أكن له كل احترام رئيس القسم الرياضي بصحيفة «أخبار الخليج» ماجد العرادي إلى الوضع المأسوي لمنشآتنا الرياضية، وبعد أقل من ساعات من نشر المقال، فوجئت باتصال هاتفي من مدير الشئون الإدارية والمالية يخطرني بأن رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة يحذرك وينذرك بعدم التعرض بالنقد للوضع الرياضي بما فيها المنشآت الرياضية لكونك موظفا في المؤسسة العامة، وحينما حاولت أن أبرر له وجهة نظري، وأقول له إن ما ذكرته هو الحقيقة الدامغة، قال لي بحزم «قد أعذر من أنذر»!
فالمسئولون إما هم يريدون أن يغطوا دائما في العسل الأسود ولا يريدون أن يستفيقوا من أحلامهم الوردية أو أنهم لا يريدون أن تتطور رياضتنا. فمنذ أكثر من 20 عاما، ماذا تغير في أنديتنا الرياضية الكبيرة كالمحرق والأهلي والبحرين والمنامة والحالة؟ ولماذا التأخير في بناء الأندية النموذجية والمنشآت الرياضية؟ حتى مدينة الشيخ خليفة الرياضية التي نعلق عليها آمالا عريضة مازال مستقبلها في علم الغيب بعد أن كان مقررا أن تفتتح في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
الأخ جابر نصار المحرر الكويتي والإعلامي البارز، قرر أن يتوقف عن الكتابة بسبب الوضع «الغلط» الذي تعيشه الرياضة الكويتية وأصبحت عجلتها تتدحرج إلى الخلف بعد أن كانت منطلقة للأمام متزعمة الرياضة الخليجية في مختلف المجالات، وأتساءل: هل لو أننا سكتنا ستتطور رياضتنا؟
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2719 - الإثنين 15 فبراير 2010م الموافق 01 ربيع الاول 1431هـ