العدد 2716 - الخميس 11 فبراير 2010م الموافق 27 صفر 1431هـ

حتى أنت يا عباس؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أسخن الأخبار السياسية التي تناقلتها وكالات الأنباء اليومين الأخيرين، ما جرى من «تحرّشٍ جنسي» من قبل «إسرائيل» بالسلطة الفلسطينية في رام الله!

الشارع الفلسطيني تلقى قبل ليلتين صفعة قوية، وجّهتها القناة العاشرة الإسرائيلية، التي بثت لقاء مع ضابط فلسطيني سابق، عرض وثائق تثبت تورّط مسئولين بالسلطة في قضايا اختلاس بملايين الدولارات. وإذا كان مثل هذا الخبر يجري هضمه عربيا بسرعة، إلا أن ما عجز عن هضمه الشارع الفلسطيني بثّ شريط فيديو لرئيس ديوان الرئيس الفلسطيني (من دون ملابس) في منزل امرأة حاول استغلالها جنسيا، مقابل الموافقة على طلب توظيف تقدّمت به للسلطة، وتم تصويره من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني. وسرعان ما تسرّب هذا الشريط إلى موقع اليوتيوب ليجري تداوله على نطاق فاضح.

«المجلس الثوري لحركة فتح» اعتبر اتهامات الفساد محاولة فاشلة للنيل من الرئيس عباس والمسّ بهيبته والتشهير بسلطته! أما السلطة فأعلنت نيتها ملاحقة القناة الإسرائيلية الملعونة «لبثها أكاذيب وادعاءات زائفة». واتهمت الضابط بأنه ملاحق في قضايا متعلقة بتسريب أراضٍ لدولة أجنبية والشروع بالقتل والنيل من هيبة «الدولة». أما أمين عام الرئاسة فأدان «الحملة (الإسرائيلية) المسعورة التي بدأتها بعض أجهزة الإعلام»، وأكد أن التقرير «كاذب» والصور «مفبركة»! أما من فجّر القنبلة فضابطٌ صغير سابق في المخابرات الفلسطينية أقيل منذ عامين بعد أن افتضح تورطه (وحده) بالتعامل مع الجانب الإسرائيلي!

نفي الفساد والتعذيب والتجاوزات لا يعني عدم وجود الفساد، لذلك فإن الرأي العام الفلسطيني لم يقتنع بتبريرات السلطة وردودها المتشنجة، وخصوصا أن الروائح فاحت منذ سنوات. بل إن النائب العام الفلسطيني نفسه، سبق أن تحدّث عن قضايا فساد تُقدّر بـ 700 مليون دولار، دون أن يسمع عن محاسبة أحد الفاسدين، أو إرجاع الأموال التي تعرضت للتلاعب والسلب.

أحد أفراد الأجهزة الأمنية اعتبر ما جرى فضيحة، وأعرب عن أسفه لأنه لم يعرف عنها إلا من خلال الإعلام الإسرائيلي، فالإعلام المحلي ممنوعٌ من الاقتراب من مصادر الروائح الحمراء. والصحف الفلسطينية لم تقترب من القضية إلا من خلال نشر بيانات السلطة فقط، تليها افتتاحيات ومقالات من تابعيها ووعّاظها، الذين سيلعنون آباء وأجداد الضابط الفلسطيني الذي رفع الغطاء... مع انه خرج للإعلام ثانية وهدّد بكشف المزيد من الفضائح والأفلام «الجنسية» إن لم تعلن السلطة تقديم الفاسدين للمحاسبة، بمن فيهم أقارب للرئيس الفلسطيني.

«حماس» العدو اللدود لـ «فتح»، لم تستغرب الخبر وإنّما وجّهته سياسيا، فحذّرت من استخدام العدو لمثل هذه الفضائح الأخلاقية، التي نُشرت والتي لم تُنشر بعد، في ابتزاز رجال السلطة للعودة إلى المساومات العبثية وبدون شروط.

القناة الإسرائيلية الملعونة، عرضت تقريرها المثير للجدل بعنوان «فتح غيت»، تضمن مستندات ووثائق وصورا ذات حساسية. يقول البعض إنه من أجل أن تركع فتح فتواصل المفاوضات دون شروط، والسؤال: في حالة عناد السلطة... كم من الوثائق والصور والأفلام الحسّاسة التي مازالت بجعبة الإسرائيليين سيطّلع عليها الفلسطينيون؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2716 - الخميس 11 فبراير 2010م الموافق 27 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:43 ص

      ليس بغريب

      للاسف أن الامة توارثت إظهار فحش ابن العاص و لم يتوارثوا عفة و حياء اميرالمؤمنين علي ابن ابي طالب... وهذه النتيجة ( القاضي هكذا فما بالك بالرعية )

    • زائر 9 | 10:31 ص

      ضرب عصفورين بحجر واحد - ام محمود

      لقد نجحت السياسة الاسرائيلية والاعلام الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية في ضرب فتح وحماس في آن واحد عن طريق تلفيق التهم لقضايا الفساد المالي والأخلاقي للاولي من أجل ابتزازاها واخضاعها للاملاءات الصهيونية العدوانية عن طريق ضابط صغير اسمه فهمي شبانه من سكان القدس الشرقية مطلوب للعدالة وما زال يحمل الهوية الزرقاء وغيرها من الأساليب المكشوفة والثانية عن طريق ملاحقة قياداتها واغتيالهم مثل ما حدث في دبي الاسبوع الماضي وعلى العرب الوقوف مع فلسطين بدل التهكم والتفرج خاصة وان القصف ما زال مستمر للشعب

    • زائر 8 | 4:23 ص

      كلكم شاهدتم بوش وهي يفعل فعلته ... وأخينا ميت من الضحك !!

      بوش كان يفعل فعلته ... وأخينا ميت من الضحك .. ولقد شاهد هذا المنظر الملايين من الناس في العالم .. وكذلك شاهد الناس بعض الصحفيات وهن يمزحن مع بوش .. حتى كاد أن يقترب أكثر وأكثر من تلك الصحفية المتحجبة ... فلا غرابة بما يحدث في فلسطين وغيرها من الدول العربية .. فكلنا في الهوى سواء .

    • زائر 7 | 3:52 ص

      اللهم صلي على محمد وال محمد

      كل ظالم او ليه يوم ولكل حصان كبوه .. الله شاهد و موجود و الي يغفل عنه الناس لا يغفل عنه الله ولاكن هل هناك من يتعض ويتعلم.... ام حممود

    • زائر 6 | 3:27 ص

      ماذا عن باقي العربان

      ماذا عن باقي العربان الذين تضج مخابراتهم ومسئوليهم بالفضائح المالية والاخلاقية ، والتي الى الان لم تتسرب منها الا القليل ، كأني بهم اليوم كل واحد منهم يحاول ان يلمم كل ما لديه من وثائق وأفلام ويتلفها ، ولكن لن يستطيع تلف الاوراق والافلام التي بيد مناوئيه ومستغليه وربعنا ما أسهل استغلالهم ، حلوا نطمش على زعامات الزيف والعنتريات والفساد العربي ، من فوق أسد ومن تحت فأر ، تحياتي وعقبال اللي عندنا .

    • زائر 5 | 2:32 ص

      محمد ابو احمد

      اسعدت صباحا سيد قاسم كما اسعدتنا بهذه الفضائح الخاصه باعتى الخونه وبائعي الاوطان فباي وجه سيظهرون بالرغم ان الحياء قد نزع من وجوه تلك الشله ولا ننسى ان هناك وثائق اخرى لدي رجال حماس عثروا عليها في اوكار مخابرات عباس في غزه عند تحريرها والسؤال كم يوجد من هذه الفضائح لاصحاب القرار العربي....وربما يفسر هذا حالة التراخي حيال قضية ماكان يسمى بفلسطين

    • زائر 4 | 2:15 ص

      تتشابه الاماكن

      عندنا وعندهم خير

    • زائر 3 | 11:34 م

      ومن هو !!

      هو ليس سوى ....اسرائيلى بحت ولماذا اسرائيل قامت بتصفيه الرئيس السابق ياسر عرفات!! لانها وجدت هذا ...اللذي يأمر جلاديه علنا بذبح المسلمين..فهو ليس اكبر من ان يقول بأستغلال ..... ليشبع غرائزه هنيئا لاسرائيل بك

    • زائر 2 | 10:51 م

      الانبطاحيون في كل مكان

      البلاد العربية حبلى بالرؤساء والقادة الانبطاحيين فلا عجب من صحت ما ذكر ... وهل من يبيع شعبه ووطنه يملك وازعاً يردعه من فعل المحرمات؟

    • زائر 1 | 10:37 م

      الحرب خدعة

      الحرب خدعة وإن أساليب الحرب تتعدد حسب الظروف الزمانية ، لا نلوم العدو على استخدام اسلوب الفضائح ، ولكن نلوم الذين عملوا الفضائح .

اقرأ ايضاً