منذ نشأنا ونحن نرضع بغض الصهاينة، ويكبر البغض في نفوسنا سنة بعد أخرى، لاسيما ونحن نرى مدى حقد الصهاينة على كل ما هو عربي أو مسلم منذ قيام دولتهم المغتصبة وحتى اليوم.
مقاطعة الصهاينة كانت جزءا من ثقافتنا، والدول العربية كلها كانت تتغنى بهذه المقاطعة ومثلها الدول الإسلامية ودول أخرى تفعل ذلك لإيمانها أن الصهاينة مغتصبون ويجب أن يعودوا من حيث جاءوا.
وبدأ جدار المقاومة يتهاوى شيئا فشيئا... دول عربية اعترفت بـ «إسرائيل»... دول أخرى فتحت مكاتب تجارية لهم... أخرى تريد فعل ذلك على استحياء حتى الآن وتنتظر أية فرصة قادمة...
حكومة السلطة قررت وقف المقاومة، اعترفت بدولة الصهاينة... ثم قرر الجميع أن المقاومة المسلحة يجب أن تتوقف!
الأحداث كانت تتابع شيئا فشيئا... البعض يكاد لا يصدق ما يراه... آخرون كانوا يتقبلون هذا التطبيع على مضض أولا ثم ألفوه ثانيا، وربما دافعوا عنه أخيرا كل ذلك كان يسير في الإطار السياسي ومع السياسيين، لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد.
عندما شاهدت بعض القنوات الخليجية تستضيف صهاينة لم أصدق ذلك! قلت: هل بتنا نسمح لهؤلاء الذين احتلوا ديارنا بدخول بيوتنا وترويج أفكارهم بيننا كما يحلو لهم؟!
ولأن مسلسل التنازلات يصعب إيقافه فقد كانت مصافحة شيخ الأزهر لطاغية «إسرائيل» أمرا مدويا، والأنكى تبرير الرجل لفعلته وكأنه نسي ما سبق أن كتبه عن اليهود في كتابه «اليهود في القرآن الكريم»، ولكن.. قاتل الله المناصب كيف تفعل بأصحابها! والآن التفت الصهاينة يمنة ويسرة فوجدوا أن مجموعة من السياسيين تقف معهم، ومثلهم مثقفون، وقلة ممن ينتسبون إلى الدين خاصة الرسميين منهم بحكم وظائفهم، فوجدوا أن من مصلحتهم العظمى أن يضموا لهذه الجوقة مجموعة من علماء السعودية لكي تكتمل حلقة انتصارهم وتطوى صحيفة المعارضة والمقاطعة إلى الأبد! ولكن لماذا علماء السعودية تحديدا؟!
الشائع عند الناس خارج السعودية أن علماء السعودية «وهابيون» أي متزمتون ومتشددون يصعب التعامل معهم، وأيضا هم من أكثر العلماء – في الجملة – وقوفا مع القضية الفلسطينية، ومن أكثرهم دعوة لمقاطعة الصهاينة وجهادهم حتى يخرجوا من فلسطين... هذه المعطيات – وسواها – تجعل من اصطياد علماء السعودية – أو بعضهم – أمرا في غاية الأهمية للصهاينة؛ ليقولوا – إن فعلوا ذلك – ليس هناك من يقاطعنا اليوم... لنا شرعية مطلقة منكم وحتى من أكثر علمائكم تشددا؟ السعوديون!
في السعودية هذه الأيام بداية جدل حول هذه النقطة، فالشيخ الدكتور علي بادحدح يقول: إنه تلقى اتصالا ممن سمى نفسه «صحافي وسيط» يطلب منه المشاركة في أحد البرامج التي تعرضها القناة العاشرة الإسرائيلية بمداخلة هاتفية حول القضية الفلسطينية!
الوسيط ولكي يثبت نزاهة قناته ويطمئن الضيف – إذا وافق – تعهد له أن بإمكانه أن يتحدث كما يشاء، وأن المذيع لن يقاطعه وأن الترجمة الفورية ستكون أمينة! وإذا عرفنا أن بادحدح رئيس جمعية التحالف من أجل فلسطين، وأنه من الناشطين في المقاطعة الصهيونية، ونشط في أكثر من جمعية إسلامية أدركنا سر الصهاينة في جعله ينخرط – بأي صورة – في مشروعهم التدجيني لكل من يقف ضدهم!
الشيخ رفض هذا العرض؛ لأنه اعتبر القبول به مؤشرا على قبوله بالكيان الصهيوني... لكن شيخا آخر له قيمة ممتازة في المجتمع السعودي كان له رأي آخر ملخصه أن المشاركة في أي قناة – مهما كانت – مطلب لا يجب الابتعاد عنه، ولاسيما إذا كان بمقدور المتحدث أن يقول الكلمة التي يعتقدها!
الحديث في المجتمع بدأ يدور حول ظاهرة مشاركة علماء السعودية في القنوات الصهيونية ومدى فائدته! حتى الآن يبدو أن الفكرة مرفوضة، ولكن... لا أعرف ماذا قد يحصل مستقبلا في ضوء وجود واحد من أفضل العلماء يؤيد هذه الفكرة!
أقول: وبعيدا عن الدين الذي يأمرنا أن لا نمد أيدينا لمن احتل أرضا إسلامية وقتل أبناءها ويخطط للمزيد... بغض النظر عن ذلك كله فإن واقع الصهاينة وتاريخهم معنا يؤكد أنه ما من شيء يمكن أن يؤثر فيهم ويعيدهم إلى صوابهم مثل المقاومة بكل أنواعها.
ماذا سيقول لهم هذا الشيخ أو ذاك؟! افترض أنه قدم لهم مئات البراهين على أنهم محتلون إرهابيون فهل سيقتنعون بهذه الأقوال؟! هل لو قدم لهم كل البراهين التاريخية على أن فلسطين ليست لهم هل سيقتنعون بأي كلمة مما يقول؟!
سمعوا كل ذلك الكلام وعلى مدى سنوات طويلة فماذا حصل؟! بل أجزم أن معظمهم يعرف ذلك، وهذه المعرفة لم ولن تؤثر فيهم مطلقا.
من الجهل الكبير أن يتوقع أحد أن محاورة تلفزيونية سيكون لها أي أثر مهما كان ضئيلا! باختصار هم الرابحون في أي علاقة يقيمونها مع العرب مهما كانت صغيرة! أما تطويع علماء السعودية فهو الهدف الأكبر لهم!
سيقولون للعالم: ها هم علماء السعودية – بما عرف عنهم من تشدد – اعترفوا بنا! حديثهم معنا يؤيد ذلك الاعتراف ولو ضمنا!
سيستخدمونهم كالمنشفة – وقت الحاجة – ثم يقذفونهم مثلها إذا انتهى دورهم!
أليس من العيب أن ترفض بعض الراقصات الترفيه عن اليهود، ويقبل بعض العلماء ترفيههم على الطريقة الإسلامية!
هل يصطف بعض علمائنا مع علي سالم وأشباهه؟!
إن اتحاد الصحافيين يكبر في عيني عندما أسمع أنهم حققوا أو فصلوا صحافيا سافر إلى «إسرائيل» أو استقبل صهيونيا في مكتبه! هؤلاء يعرفون حقيقة الصهاينة بصورة جيدة.
أشعر بارتياح شديد وأنا أشاهد الشعب المصري يعبر عن نفوره الشديد من السفير الإسرائيلي، بل ومن كل سفراء الصهاينة في مصر!
من العار أن نقبل الاستغلال الصهيوني لعلمائنا... ومن المعيب أن نصدقهم مهما قالوا!
إذا تساقط علماؤنا فإنهم سيفتحون الباب لكل أحد أن يقدم للصهاينة ما يريدون... عندها لن يستطيعوا أن يتفوهوا بكلمة.
ولعل ما قام به الأمير تركي الفيصل عندما صافح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تؤكد صحة ما قلته، فقد استغلها الصهاينة، فأساؤوا الى بلادنا وسمعتها، وقد نحتاج الى وقت طويل لترميم آثارها.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ
ما هو رأي الكاتب
وما هو رأي الكاتب في قوى أمن في دولة عربية مسلمة تفتح النار على متظاهرين شباب عزل يرفعون شعار (الله أكبر الموت لإسرائيل) ليسقط الشهيد محمد على الأرض مضرجاً بدمه وروحه ترتفع إلى السماء تنظر بعين إلى الأرض وبالأخرى تنظر إلى الجنة، هل يستطيع سعادة الكاتب أن يوضح لنا رأيه الفذ في هكذا حالة
الي الكاتب العزيز الهرفي
تحية من القلب للكاتب المحترم اذا ياك الحقد من صهيوني تهون طال عمرك لانه صهيوني ..لكن الفيعه في اذا ياك الحقد من عربي ومسلم مثل اللي نشوفه من طائفية لعينه .. خلها على الله يا استاذ الهرفي
شكرا لك سيدي على مقالك الجميل
يابن الهرفي نحن مستهدفون جميعا بغض النظر عن اصل وفصل العربي والمسلم وارجع واقول بان ماذكرته حقيقة واقعة يجب الانتباه لها ولعلماء السعودية حان الوقت لعدم الافتاء بتحليل دم الشيعي فنحن نعبد الله الذين انتم تعبدونة وان انحرفنا في عبادتنا من وجهة نظركم فاقنعوننا بصحة ذلك فان اخدنا بها اولم نأخد بها فلكم الشكر من قبلنا وجزاءكم من رب العالمين على النصيحة..لكن ان تعمموا موقف شخص على مجموعة فلايصح ذلك هذانا الله جميعا لطريق العزة والرفعة وراية الاسلام خفاقة.
هم من أفتى بجواز الإستقواء بالأجنبي
هؤلاء الذين تسميهم علماء أفتوا بجواز بل بوجوب الإستقواء بالأجنبي وأفتوا أيضا بحرمة الدعاء على من يقاوم إسرائيل وأفتو بقتل الشيعة (أنظر ماذا يحدث في العراق وباكستان وأفغانستان) ، فهل تريد منا أن نقتنع بأنهم لن يصافحوا إسرائيليا ولن يتكلموا في إذاعة إسرائيلية ؟
فتاواهم طالت كل العالم وفتنهم لم تبقي ولم تذر ووصل القتل إلى الأسواق والمدارس والمواكب والمساجد وأنت تقول أنهم لن يصافحوا يهوديا لكن ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
إلعب غيرها.
تحياتي
إنكم لم ترضعوا بغض الصهاينة فقط .. ولكنم رضعتم بعض وكراهية طائفة
إنكم لم ترضعوا بغض الصهاينة فقط .. ولكنم رضعتم بعض وكراهية طائفة بأكملها .. وراح جماعتكم من يسمون أنفسهم بالوهابية .. يكفرونها ويحللون مالها وعرضها .. وهي مأساة حقا .. وجهل مطبق ما بعده جهل ... ثانيا هناك من يتخذ الدين ذريعة يعبر من خلاله لرضا حكامه الذين يهرولون للتطبيع مع الكيان الصهيوني .. والإستشهاد بآت القران الكريم .. لإقناع السذج من الناس بهذا التطبيع البغض .. كقوله تعالى : وإن جنحوا للسلم فإجنح لها ( صدق الله العلي العظيم ) ....
ليس ببعيد يأستاذ!
أليس هم من حرم حتى الدعاء على اسرائيل فليس ببعيد ان يظهروا على قنواتهم هؤلاء علماء تكفيريووووون فقط وفقط وشعارهم اقتل من الطوئف المغايرة لفكرهم وتغذى مع الرسووووول.
شعروا أم لم يشعروا!!!
شعروا أم لم يشعروا !!!هناك فعلا بعض منهم من يطبق مخططا صهيونياويغرق فيه حينما يكفرون ويستبيحون دماء طائفة من المسلمين تعبد الله كما هم ويؤمنون باالرسول الاكرم ص ويحجون وووو. ما المانع من ان يظهروا على شاشات العدو وسنراهم قريبا وان غدا لناظره....ماذا سيقول من يسمون انفسهم علماء واليوم يكفرون وو اذا رجعت العلاقات انشاء الله مع ايران؟؟!!! باالأمس كفارا واليوم ماذا؟ اتقوا الله في اخوانكم وفي انفسكم.
لا تستغرب
ولعل ما قام به الأمير تركي الفيصل عندما صافح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تؤكد صحة ما قلته، فقد استغلها الصهاينة، فأساؤوا الى بلادنا وسمعتها، وقد نحتاج الى وقت طويل لترميم آثارها.
كان الامير مشتبه حيث كان ايفكر انه وزير خاجية بلد الوقواق ههههههههههههه.
اسرائيل حليفة للحكومات والحكومات عدوة لشعوبها.
اي الجريمتين اكبر
الاشتراك في برنامج تلفزيوني لدولة معادية ام الافتاء بالقتل بحق الشيعة اعظم يا استاذ؟؟!!!
من لا يتورع باهدار دماء الاطفال لانهم من اصلاب آباء سبوا الصحابة كما زعموا فهل تستغرب لوحتى افتوا باباحة الزنا.