العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ

الملاعب للترويح أم للتنفيس

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الملاعب الرياضية على اختلافها هي موقع للترويح عن النفس وتخفيف ضغوط العمل وضغوط الحياة اليومية، وهو ما يدفع الجماهير على ارتيادها ودفع الأموال من أجل حضور منافساتها.

وفي أوروبا نشاهد العوائل بأكملها تحضر للمباريات في عطلة نهاية الأسبوع للعيش في أجواء أشبه بالمهرجان الرياضي الذي يحضره الصغير والكبير المرأة والرجل ومن مختلف الطبقات والفئات.

هذه الملاعب هي مخصصة من أجل الترويح عن النفس ولكننا نشاهدها تتحول إلى مواقع للتنفيس عما في داخل النفس.

فبعض الجماهير الرياضية لدينا لا تحضر إلى الملاعب من أجل الاستمتاع وإنما من أجل السب والشتم تحديدا لتفريغ ما تعانيه من ضغوط مختلفة من خلال هذه الملاعب التي تحولت إلى مواقع متكاملة للتنفيس.

فمع أي صفارة لأي حكم في أي لعبة هناك من يلعنه ويسبه على المدرجات ومن دون خجل أو تردد وبصوت مرتفع، وهذا السب واللعن المنتشر نسمعه سواء كانت الصافرة خاطئة أو صحيحة لأن من يقوم بذلك لا يهمه الصافرة ونوعيتها بقدر ما يهمه أن ينفس عن نفسه.

لدينا لا تستمتع بعض الجماهير بالمستويات الفنية وبالمباريات وإنما تستمتع بالسب والشتم مع كل لعبة، فهي بالنسبة لها مثل الهواية التي تمارسها باستمرار.

قد يكون السبب في هذا الأمر راجع للبيئة الثقافية التي عاش فيها الفرد، أو قد ترجع بالأساس لمقدار الضغوط التي يواجهها في حياته، ولكن على رغم كل ذلك فإن ما يقوم به هذا النفر من الجماهير لا يمكن تبريره بمثل هذه الأمور لأنه خروج عن فطرة الإنسان قبل أن يكون خروجا على الدين أو العادات والتقاليد.

فالحكم والمدرب واللاعب والإداري جميعهم بشر ومعرضون للخطأ باستمرار، والجمهور الواعي يدرك هذا الأمر في حين أن التعصب يقود في بعض الأحيان لتصرفات غريبة، ولكن السب والشتم ليس عائدا بالأساس إلى التعصب وإنما عائد لشخصية الفرد ومدى تقبلها للقيام بمثل هذه التصرفات والتلفظ بمثل هذه الألفاظ.

الملاعب الرياضية يجب أن تتحول إلى مواقع للترويح وتخفيف الضغوط وحتى نصل إلى هذا المستوى من الوعي فإننا بحاجة إلى تجاوز مراحل عدة والاستمرار في سماع الكثير من السب والشتم إلى أن تدرك هذه الفئة التي تقوم بمثل هذه التصرفات أنها باتت خارج السياق العام وخارج العصر!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً