في ذكرى الأربعين تتكرر تلك المشاهد أمام ناظرينا، ويخالجنا الشعور بالحسرة، إذ لم نكن بين تلك الجموع التي تزور الإمام الحسين (ع)، في الحين ذاته تعاودنا الأسئلة مرة أخرى حين نرى المحطات الفضائيات وهي تعرض صور آلاف الحشود من الناس وهي تسير على أقدامها أميالا طويلة، تلفح وجهها الغبرة، تسير وهي متلهفة لزيارة الحسين في الأربعين، لنتساءل أي عشق ملك قلوب تلك الجماعات؟ والتي جعلها تهيم على وجهها معرضة نفسها للموت وهي تصرخ بحماس لا يهدأ، ولا ينقطع «لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين»، ونتعجب أكثر حينما نرى نساء ورجالا وأطفالا باختلاف مستواهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي يصطفون في تسابق حميم مقدمين المال والوقت والجهد لخدمة المعزين في المآتم وعلى طول الطريق وكل ما يمت بصلة للعزاء، بل ترى الكل يفزع، والكل يتحرك طوعا وحبا، فأي ثقافة صنعها حب الحسين؟ والأعجب من ذلك كله أنه لا نستطيع أن نلم الناس في أية مناسبة، وإن استطعنا سنجدهم صنفا واحدا إما سياسيا أو ثقافيا أو رياضيا، لكن في عاشوراء تجدهم مشارب مختلفة، لتتساءل بعدها من جمعهم في مكان واحد وبشعور واحد؟
حينها تتذكر عابس بن شبيب الشاكري الذي شوهد في ساحة المعركة وهو يجري فزعا تاركا درعه فقيل له: أجننت يا عابس فقال: حب الحسين أجنني، نعم جننه ذلك الحب فكيف لا وهو الذي وقف بين يدي الإمام الحسين يوم عاشوراء قائلا «يا أبا عبدالله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعز عليّ من نفسي ودمي لفعلته».
لقد اختلف في معنى الحب فقيل إن احُبَُّ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، وقيل: إنه مأخوذ من الحُباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد، فكأنَّ غليان القلب وثورانه عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك، وقيل إن لفظة حب مشتقة من الثبات والالتزام، ومنه: أَحَبَّ البعير، إذا برك فلم يقُمْ، وقيل: إنها مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه، ومستودع الحُبِّ ومكمنه، وقد سئلت امرأة لا تجيد القراءة والكتابة عن معنى الحب، فما كان من تلك المرأة إلا أن ضمت ابنها بقوة إلى صدرها قائلة لمن سألها هذا هو الحب.
للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام.
كيف يُقرأ حب الحسين، وكيف يراه الآخرون وبأي مقياس؟
في كتابه الصادر حديثا بعنوان علموا أولادكم حب الإمام الحسين، يشير الحسين أحمد السيد إلى أن حب الحسين يمثل «صيانة وقيمة، أخلاق وحضارة، إن حب الإمام الحسين (ع) عزة وإباء؛ لأن حبه بركة ونماء، وصلة بالسماء، واقتداء بالأولياء، وتبع للأنبياء، وطموح للأتقياء»، هذا الكاتب يراه أخلاقا وقيما وتقوى بينما يترجمه الكاتب الصحافي غريب مراد على أنه وعي وعمل وفهم لواقع، إذ يشير في عموده في صحيفة الدار الكويتية إلى أن تحديد مستوى حبنا للإمام الحسين ينطلق من الجواب الدقيق على الأسئلة التي يثيرها «لماذا نتذكر الحسين في مناسبة ميلاده أو شهادته أو يوم أربعينه فقط؟ يا ترى هل الحسين حاضر في عقولنا وقلوبنا دائما؟ وما مدى وعينا لرسالة الحسين؟».
لكن الشاعر السيد عبدالخالق المحنه في قصيدة صوت الراية يختلف عما سبقه فهو شاعر يرى الحب في القرب؛ لأن في البعد مماته، فها هو يصف حبه للحسين «وودت لو أنَّ الطريق لكربلاء من مولدي سيرا لحين مماتي..... لأُنادي في يوم الحسابِ تفاخُرا أفنيتُ في حُب الحُسين حياتي».
أحد المحبين كتب في مدونته «لــو قطعونـي، لـو أحرقوني، لـو قتلوني، سأحفـرُ ها هنـــا في أعماق قلبي، حي على حب الحسين بن علي».
نعم في حب الحسين، في حب الحسين، عبارة تتداول بيننا، ونرددها جميعا، نصمت حينما نسمعها ونطيع الأمر طوعا؛ لأنها تأسرنا، ولكن هل وقفنا عندها طويلا؟ وهل فهمنا الحسين حقا؟ وكيف نترجم هذا الحب الكبير في حياتنا؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 2710 - الجمعة 05 فبراير 2010م الموافق 21 صفر 1431هـ
للزائر 3
يزيد بن معاوية تربى تربية نصرانية على يد امه ميسون التي كانت من النصارى وكان بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي وتعاليمه وكان سلوكه منحرف منذ الصغر وعندما تولى الحكم فعل الأعاجيب من الظلم والقتل والتنكيل والتمثيل بجثث أهل البيت عليهم السلام وهو ابن حرام من الزنا ومات صغير في السن بسبب مرض عضال.
هل يزيد كان مسلما0
اننى اتسائل نفسى هل يزيدا كان مسلما ام كافرا المسلم لايمكن ان يقوم به مثل ماقام به هذا الفاجر والكافر لااعتقد ان يفعل ما فعله اذا المسئلة هى مؤامرة لبسط ديمقراطية يزيد الاباحية وعدم تركها لمن يريد ان يجدد دين الاسلام هذا هو مايقوله المنطق وهذا البسط لازال مبسوطا حتى يومنا هذا 0 سلام الله عليك ياابن رسول الله 0
تبكيك عيني لااجل مثوبة لكنما عيني لااجلك باكيه
كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء اختي الكريمه ذكر الحسين يتجدد في كل يوم على مدار السنه ولايوم يمر علينا لا يوجد فيه ذكر الحسين وهذا سر من اسرار الله شكرا للكاتبه ووفقك الله لزيارة الحسين ع ووفقك الله في خدمة الحسين اكتبو ايها الكتاب عن مظلوميه اهل البيت لان التاريخ ظلمهم بينو لناس عبر الصحافه عن مظلوميه اهل البيت والائمه الاثنى عشر ووفقكم الله ورعاكم
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ..
فعلا هو عشق أزلي يتملك المولي بشكل خاص والعامة بشكل عام فلا تفسير لهذا الحب العظيم سوى صاحبه الذي قال فيه المصطفى : (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) فبورك ذاك الضريح الأخضر ورزقنا الله زيارته وشم عطره الذي يذيب الهم ..
بوركت
و بورك قلمك النير