العدد 2698 - الأحد 24 يناير 2010م الموافق 09 صفر 1431هـ

مشكلة الأرض أم مشكلة المعامير؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عندما توصد الأبواب أمام أي حوار داخلي بشأن القضايا المؤرقة على المستوى الوطني، يضطر من بُحّتْ أصواتهم لطرحها على المستوى الدولي، فتثور أعشاش الزنابير.

قبل أسبوعين لمّحت جمعيات المعارضة بتدويل ملف التجنيس السياسي المدمّر، بطرحه على المنظمات الحقوقية الدولية، بعد أن أوصدت أمامها كل النوافذ والأبواب.

إن تعمّد عدم الاكتراث للأصوات الوطنية الناقدة للسياسات المثيرة للخلاف، يدفع بهذه القوى إلى حافة اليأس... فالتدويل. ولم يعد ذلك يقتصر على جريمة التجنيس فحسب، بل أصبح البيئيون يقتربون من الحافة ذاتها. فما الذي يدفع شابا بحرينيا مهتما بالشأن العام لحمل قضية قريته الصغيرة إلى الدنمارك للتعريف بها في قمة البيئة؟ أليس ذلك نتاجا طبيعيا للإهمال وسياسات المماطلة والتضليل؟

في أحد شوارع كوبنهاغن وقف الرجل تحت درجة حرارة 15 دون الصفر، ليعزف على العود قصص موت أهله وجيرانه، للفت أنظار العالم الخارجي لما تمر به قريته من نحرٍ بطيء، بينما يصم الوطن أذنيه عن سماع صوته وصوت غيره من البيئيين.

عندما تسأله عن دوافع سفره وتحمله التكاليف من جيبه الخاص، يقول إن السبب هو إنكار وزيري الصحة والصناعة للأضرار الناتجة عن الكارثة البيئية في قريته. وقد وصل إلى قناعةٍ أنه لا جدوى من التعاطي مع ملفها داخليا، فالسنوات الطويلة تقف شاهدا على ذلك بدليل استمرار مسلسل التدمير.

الوزارة التي تشترط لافتتاح ورشة نجارة صغيرة ترك مسافة لا تقل عن 60 مترا عن المناطق السكنية، نفت أن يكون مصنع الخرسانة مخالفا للقانون، رغم وجوده على بعد عشرة أمتار من منازل المواطنين، فضلا عن مجاورته لمدرسةٍ تضم 500 طالب يستنشقون غبار الأسمنت المتطاير.

الشاب محمد المعاميري يتحدّث بمنطقٍ يصعب الرد عليه، فالبحرين كما يقول وقّعت وثيقة الحدّ من الكوارث الطبيعية، ودعمتها بمبلغ مليون دينار عندما دعت الأمين العام لتبلغه قلقها البالغ من زيادة الكوارث الطبيعية، بينما سياستها الداخلية تؤدي لاستمرار صنع الكوارث البيئية، بسبب الافتقار للتخطيط والرؤية المستقبلية، وعدم مراعاة شروط حماية البيئة.

ليس سرا تاريخيا أن مسئولي شركة النفط الأجانب رفضوا السكن في القرية، لمعرفتهم التامة بمآلات صناعة النفط وتبعاتها الصحية... بينما مازال بعض مسئولينا يصر على نفي أي ارتباط بين التلوث والحالات الصحية المسجّلة؛ ما يؤخر الاعتراف بوجود مشكلة تحتاج إلى حل.

المعامير الصغيرة وقفت لتدافع الموت بيديها العاريتين، فشكّلت لجنتين بيئيتين، وفرقة موسيقية مستقلة، وأخذت بتنظيم مهرجان سنوي منذ خمسة أعوام. كما شرع بيئيو المعامير في تنظيم العديد من الاعتصامات الفردية والجماعية، والاعتصام أمام مداخل الشركات المسببة للتلوث، وخصوصا عندما تخاتل هذه الشركات الرأي العام، وتقوم بتنظيم احتفالات وحملات علاقات عامة في مناسبات ترتبط بالبيئة التي تسهم في تدميرها.

المعامير وقعت عريضة أيضا للمطالبة بإبعاد 3 مصانع ملوثة للبيئة، إضافة إلى رسالة متلفزة من أطفالها موجهة إلى الوزير الذي يتولى رئاسة جمعية تهتم برعاية الطفولة. وفي آخر خطواتها قامت بتأليف أغنية بعنوان «قتل الحياة» باللغة الانجليزية وقدمتها في كوبنهاغن، وتعاطفت معها بعض القنوات الأوروبية وقامت ببثها... وهو حلمٌ لا يمكن أن تفكّر المعامير بإمكانية حدوثه في تلفزيوننا الوطني إلا بعد خمسين عاما!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2698 - الأحد 24 يناير 2010م الموافق 09 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:15 م

      بنت الجيب

      أقول الله يعينك يا أستاذ قاسم على المجنسين اللي ابتدوا يعلقون على مواضيعك و هذا معناه انك تسير على الدرب الصحيح فقضية التجنيس اصبحت حديث الشارع البحريني و خصوصا بعد ازدياد اعدادهم و جرائمهم الغريبه على المجتمع البحريني و تجمهرهم بشكل عصابات و الاعتداء على ابناء هذا الشعب لفرض السيطره على الحي الذي يقيمون فيه و كأنهم لا يزالون يعيشون في أوطانهم الام من دير الزور و غيرها أستمر في كتاباتك أخي فقافلتك تسير و ال...تنبح لك تحياتي ( لا س لا ش بس بحريني ) ( أحبك يا وطني )

    • زائر 19 | 1:28 م

      استح يامجنس

      يا مجنس لو كان ليك اصل كنت حصلت لك جد مدفون بهالارض ن لكن شوف أجدادنا في كل شبر لهم اثر ومزار وتراث.

    • زائر 18 | 1:25 م

      والله ابتلشنا

      يعني مجنسينكم ياخمام الشعوب وبعد ماعندكم احترام مع أولاد البلد؟
      قاتل الله الجهل والصلافة وقلة الحياء.
      يبه تعرف بني عبد القيس لو تعرف اولاد بكر بن وائل؟
      يامتخلف الزراريع وصانعي الفخار والنسيج هم اصول البلد والآثار القديمة كلها بمناطقهم ، لكن شوف مناطق تجنسسيك ودور اصلها ما راح تلقى إلا الريش؟

    • زائر 17 | 12:43 م

      خالد الشامخ : العيارة أشكال

      أنا مستغرب من سكان المعامير ..لازم يحمدوا ربهم بأن منطقتهم صناعيه ..لان سعر القدم الصناعي 30 دينار بينما السكني 10 دينار .أو يأجروا بيوتهم و خرايبهم علي العمال بمئات الدنانير ..لكن المسأله و مافيها عياره مثل عيارة حقوق الانسان..

    • زائر 15 | 11:21 ص

      معاميري يطالب جلال الملك بحل مشكلتهم

      جلالة الملك نحن ابنائك وأنت الأب الرحيم هل تقبل لنا ونحن ابنائك أن نعيش في قرية منكوبة،فأنا أب وعندي أولاد واريد أن أحمي أولادي من الروائحة المرعبة والمضرة جداً وأحتقر نفسي وألعن نفسي لأنني أجني على أولادي بأن يعيشوا بهذه القرية الملوثة وأنا ليس بيدي حيله لأخرج منها وأرجوا من أبنائي وبنات العذر والسماح لقلة حيلتي.. وأقول لهم أن جلالة الملك لن يسكت عن تضرركم فأنتم أبنائه وهو الذي لا يقبل لأبناء أن يعيشوا في هذا الجو الملوثة... فيا جلالة الملك حمد بن سلمان آل خليفة أما آن لنقذتنا

    • زائر 14 | 6:12 ص

      صاحب الأرض

      المزراع هو صاحب الأرض يا عبقري رقم 11، وينك وين الاصول.نعم الأاصليين عرب أقحاح من عبد القيس، وإذا ما تعرف اقرأ وتثقف ولا تظل طول عمرك غبي. رحم اله صعصعة بن صوحان العبدي، تعرفه؟ ما اعتقدسيمعت باسمه من قبل.

    • زائر 13 | 5:56 ص

      آثارنا تاريخنا شرف لنا ..

      اقول للغربان الناعقة و الحمير الناهقة قولوا لي اين و في اي مناطق البحرين موجودة الآثار و الأماكن الأثرية التي صار لها آلاف السنين. اين تقع و في اي المناطق.؟ وصلوا هذا السؤال لجماعتكم وا عطوني الجواب..

    • زائر 12 | 5:03 ص

      الاصول

      عندما يطرق البعض عن الاصول والانتماء الى جذور البحرين فالبحرين عربية وساكنيها من الاصول العربية منذ القدم وليسوا من مخلفات محمرة من عملوا عكاكير وزراريع وبقالة ونقل السماد في البحرين ويدعون الاصل بسنا تهافات والكل يعرف اصله 0

    • زائر 11 | 3:22 ص

      لزائر رقم 6

      ياخوي روح فصل لك نضارة طبية تقول الكاتب المهووس ماذكر شي عن التجنيس لاحول ولاقوة الا بالله .... ياخوي ماعندكم وظيفة رادود ترى صوتي جميل باخليكم تستطربون عدل في الاربعين.

    • زائر 10 | 2:48 ص

      صدق والله

      صدق والله ما عندهم اخلاق هالنوعية من المجنسين، حتى اللي منهم يعرفون يستخدمون النت ويدخلون يعلقون على مقالات الكتاب البحرينيين . والشره على اللي جايبنهم ومجمعنهم من كل وادي وصحراء عشان يبلش ابهم البحرينيين السنة والشيعة. .

    • زائر 9 | 2:45 ص

      للمجنس رقم 5

      والله لو ساكت وساتر على نفسك أفضل
      ترى الدنمارك ما يجنسون الاميين والحوش، هناك يجنسون اصحاب الكفاءات والشهادات.

    • زائر 8 | 2:43 ص

      حزب المجنسين ناط لهم عرق اليوم

      نشوف حزب المجنسين اليوم متوترين وايد.... مو متحملين كلمة واحدة. الرجال ما تكلم عن التجنيس بالمرة اليوم ومع ذلك فالتة اعصابكم. عاد تعاملوا بادب مع البحرينيين، مو ما عندكم إلا كلمات غبي وايراني.. هذي أخلاق عاد؟ هذلين هم أصل البلد يا ذكي.

    • زائر 6 | 2:21 ص

      البيئة آخر الدواء

      على قولتهم آخر الدواء الكي، والحكومة آخر ما تفكر فيه ما يسمى بالبيئة هذا إذا تعرف الحكومة يعني شنو بيئة !!!!!!!

    • زائر 5 | 2:04 ص

      ياخي الكاتب

      ياخي الكاتب انت وغيرك وهذا الرجل الذي ذهب الى الدنمارك فارغين حدكم روحوا دورو لكم شغل وبسكم نعيق انتوا بروحكم مجنسين وليش ماتبقون غيركم يتجنس وبعدين هالغبي ماراح الا الدنمارك ..فشلنه هاذلين ناس راقيين وعندهم مجنسين من كل دول العالم الا اذا رايح هناك يفتح ماتم عاد هاذي طامة عوده بعد يصدر لهم التخلف الاعمى.

    • زائر 4 | 12:01 ص

      الحل الوحيد لهذه المشكله..

      تركيب الفلترات الصديقه للبيئه..
      ثانيا بابكو متهالكه يعني مرقعينها ترقيع وانه من الذين عملت هناك في ترميم مصنع التكرير واشوف نها فعلا مصدأه ولا يفيد الترقيع ولا التصليح فيها.
      مفروض ينشأون الشركه في مكان بعيد عن المناطق السكانيه مثلا في حوار .متهاوشين ويا قطر على حوار ومازال اغلب اراضي حوار مناطق محضوره وعسكريه.اللي يقول البحرين كبر الهند.

    • زائر 3 | 10:44 م

      هذه مسؤوليتكم ككتاب

      سيد قاسم قاعد تعور قلبك وتعور قلوبنا معاك. لعلمك ليس هناك في الحكومة ولا واحد يهتم بالبيئة وقضاياها. كل الوزراء والوكلاء والمسؤولين ما يهمهم اي شيء يتعلق بالبيئة والكوارث التي تسببها السياسات الخاطئة والمضرة بالبيئة. مع ذلك لا يعفيكم انتم الكتاب الوطنيين من الضرب على هذا الموضوع لعل وعسى، وهذه مسؤوليتكم وواجبكم تجاه بلدكم. والله يكون في العون.

    • زائر 2 | 10:36 م

      هذا اكيد ايرانى

      يخرب سمعة البلد ما يستحى علة ويه

    • زائر 1 | 10:35 م

      ولا حتى مئة عام

      ههههههههه... مو بس خمسين عامن قول ولا حتى مئة عام مادام عقلية الجماعة في التلفزيون مازالت مال أول.

اقرأ ايضاً