تكاد الدورة البرلمانية تنتهي بعد أن أوشكت الأربع سنوات على الانتهاء، وأعتقد أنها كانت سنوات عجافا، لم نشهد فيها تحقيق إنجازات حقيقية ترتقي إلى طموحات الإنسان البسيط الذي توسم خيرا حينما سارع في وضع بصمته على أوراق الانتخابات، وما يحز في النفس -حقا- أننا شهدنا طرحا للكثير من القضايا التي تنأى النفس عن الحديث في بعضها، بعد أن وجدنا فيها النفس الطائفي الكريه الذي كنا نتمنى ألا يطرح تحت قبة برلمان يمثل جميع طوائف الشعب. ولكن ماذا أقول، فهذا قدرنا على هذه الأرض الطيبة التي شهدت مواقف وطنية لا مثيل لها منذ القدم، حينما كانت كل الطوائف تمثل أبناء قرى و»فرجان» ومدن متداخلة في بعضها بعضا، وكان الكل يعيش فيها بسلام كأسرة مترابطة متحابة قبل أن يستعين البعض -للأسف- بـ «صديق!».
ما يهمني حقيقة من هذا الطرح هو المردود الإيجابي الذي ناله شبابنا من الدورة البرلمانية، وهل كانت في مستوى طموحات شبابنا الواعد الذي هو أمل ومستقبل الوطن، وهل شهدنا في هذه الدورة تشييد منشآت رياضية تخدم أنشطته... أو تضاعف الدعم المادي والمعنوي؟ وهل سخرت الأموال لتصرف لصالح الشباب عموما، أم أنها انصبت لصالح فئة معينة دون غيرها... أو أن الدورة البرلمانية الحالية ستخرج خالية الوفاض ولو من مشروع واحد نتحدث عنه أو يكون شاهدا على عصر هذه الدورة؟!
طبعا، الإجابة واضحة وضوح الشمس لا تحتاج إلى تحليل أو برهان، ولكن ما استوقفني في هذا السياق خبر اجتماع نادي التضامن بممثليهم في البرلمان. فالخبر -للأسف- يشير إلى سعي إدارة النادي إلى نيل دعم ممثليهم في البرلمان أو استعطافهم إن صح التعبير للاهتمام بقضيتهم الأولى وهو بناء ناد نموذجي لقرى انتظرت أكثر من 7 سنوات منذ أن وضع صاحب السمو ولي العهد بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة حجر أساس هذا النادي الذي لم نشاهد منه سوى اللافتة التي أزيلت بسبب أدراج الرياح.
فأين ذهب النادي النموذجي، ولماذا تكاسلت المؤسسة العامة في بنائه، ولماذا انفرط عقد الدمج وانسلت منه أكثر من قرية بسبب طول المدة والإهمال الحقيقي الذي لاقاه من المسئولين. والأهم من ذلك وذا، أين كان نواب الشعب المختصين بهذه القرى ونحن نطرح قضية تأخر البناء بين فترة وأخرى، فهل كانوا ينتظرون أن يقوم أعضاء إدارة هذا النادي وأهالي هذه القرى التي انتخبتهم بالمرور على مجالسهم لاستعطافهم من اجل قضية كان من الأحرى ان تكون من أولويات قضاياهم التي يطرحونها تحت قبة البرلمان وخصوصا أنهم يملكون كل المستندات التي تشفع لهم!
ما يحدث في نادي التضامن هو شبيه لما يحدث في النادي العربي الذي «تفركشت» أوصاله بعد أن طالت فترة الانتظار. والأمر نفسه يحدث مع نادي سترة الموعود بالخرائط والبراهين، وكذلك قرية الشاخورة التي تفاجأت بأن الأرض المخصصة من قبل ملك البلاد لبناء مقر للنادي وإقامة ملعب عليه قد تحولت في غمضة عين إلى أرض لبناء مساكن عليها وهو الامر عينه ما حدث لنادي قلالي المكافح حينما تم الاستيلاء على الارض المخصصة له، ولماذا بقي نادي البديع بتاريخه الرياضي الطويل عرضة للاهمال طوال هذه السنين؟
أنا لا أريد أن أقول لنواب الشعب كان الأحرى أن تكون هذه القضايا من أولويات اهتماماتكم الملحة، ولا أريد أن أفهمكم أن بناء ناد ولو صغير للقرية سيحمي شبابها من آفات العصر الحديث وأولها تعاطي المخدرات أو الانخراط -بسبب الفراغ- في أنشطة محرمة، لأن المفروض فيكم أن تكونوا مستوعبين أهمية ذلك.
أخيرا، أقول لنواب الشعب، بقيت أيام قليلة قبل أفول الدورة الانتخابية الحالية، نتمنى منكم أن تكون من أولويات اهتمامكم الاهتمام بأنشطة الشباب تحت قبة البرلمان، وألا تكون هذه الاهتمامات المقبلة على شكل دورة رياضية تقدمون فيها القليل من أجل الفوز بمغانم أربع سنوات مقبلة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ