يسود قلق في أوساط كبار المسئولين الأميركيين بمن فيهم الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ومستشارته للأمن القومي كوندليزا رايس إزاء محاولات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد التدخل في رسم السياسة الخارجية.
وقال مسئولون إن بوش تدخل لإبطال اقتراح قدمه رامسفيلد في 29 أبريل/ نيسان الماضي بإرسال نائبه بول وولفويتز إلى كوريال الجنوبية لإعلان أن الولايات المتحدة تسحب قواتها من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. ولم تجرَ مشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة وخصوصا مع رئيس كوريا الجنوبية روه ماو هين الذي كان يستعد للقيام بأول زيارة رسمية له لواشنطن. ويشير هؤلاء المسئولون إلى أن رامسفيلد منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني 2001 وهو يصدر مذكرات وتعليمات بشأن السياسة الخارجية التي هي ليست من مسئولياته. ولم تعد الخلافات بين رامسفيلد وباول سرا في واشنطن، وخصوصا بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان والعراق وخلايا تنظيم «القاعدة»، ما يدفع الكثير إلى القول إن باول أصبح شخصية هامشية. غير أن نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج قال إن «من السخافة التعميم بأن إدارة بوش تفضل الحرب كوسيلة رئيسية لحل الخلافات». وأضاف: «ان الدبلوماسية هي الوسيلة المعتمدة الآن في حل الخلافات مثل كوريا الشمالية وإيران وسورية». ويقول مسئول في وزارة الخارجية إن تعليمات رامسفيلد، الذي يحظى بدعم من تشيني، أدخلت باول ومساعديه في حال من الارتباك. فعلى سبيل المثال أمر رامسفيلد قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال جيمس جونز للبدء في التخطيط لإغلاق القواعد الأميركية في ألمانيا ونقلها إلى أوروبا الشرقية. ويقول مسئولون أميركيون إن رامسفيلد ومساعديه لعبوا دورا رئيسيا في دفع المستشار الألماني غيرهارد شرودر إلى معارضة الحرب الأميركية على العراق، على رغم أن حكومة شرودر أعلنت أنها تسمح للقوات الأميركية باستخدام القواعد في ألمانيا. ويقول مسئولون في وزارة الخارجية إن رامسفيلد بعث مذكرة إلى باول في 24 أبريل الماضي يدعو فيها إلى تولي مسئولية المعتقلين في قاعدة غوانتنامو في كوبا، والعمل على تسليم بعضهم إلى بلدانهم الأصلية ونقل الآخرين إلى سجن في أفغانستان، وهي فكرة تقول الخارجية من غير المرجح أن يقبلها الرئيس الأفغاني حامد قرضاي
العدد 269 - الأحد 01 يونيو 2003م الموافق 30 ربيع الاول 1424هـ