العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ

حماية الشركات الوطنية... بتلكو نموذجا

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

من المفترض أن يدرك المواطن أن الشركات الوطنية شريكة مع الحكومة في تنمية المجتمعات وتطويرها.

وهنا يجب أن نؤكد على ضرورة ترسيخ الشراكة بين الحكومة وهذه الشركات، بحيث لا تستمر النظرة القديمة، التي كانت تصور العلاقة بينهما كأنهما ضدان أو متنافسان، بل على العكس، فقد صار من المهم أن تدرك الحكومة والشركات شبه الحكومية، ضرورة أن يسيرا في اتجاه واحد ونحو تحقيق هدف مشترك للمجتمع وان يتكاملا بشكل يجعل كلا الطرفين يستفيد من الآخر ويفيد المجتمع.

لذلك يجب حماية الشركات الوطنية.

إن التعريف الأقرب للشركات الوطنية هو نسبة امتلاك المواطنين من أسهم الشركة بصفتهم الاعتبارية، علما أن هذا التعريف لا ينطبق على الشركات التي تديرها شركة ممتلكات.

ما يهمنا هو كيفية المحافظة على هذه الشركات وان لم تكن لدينا أسهم بصفتنا الاعتبارية لأسباب عدة. ولنأخذ شركة بتلكو نموذجا، حيث تسهم الحكومة برأسمالها الثابت والتشغيلي، وفي المقابل تقوم هذه الشركة بتوفير فرص عمل للمواطنين، بالإضافة إلى رفع كفاءتهم العملية، هذا بجانب إسهامات هذه الشركة بالميزانية العامة ودعم الاحتياجات المجتمعية نظير ما تحققه من أرباح.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ساهمت شركة بتلكو في العام 2008 في الكثير من النشاطات الاجتماعية والتربوية وقدمت أنواعا مختلفة من الدعم من بينها:

- مدارس المستقبل: 1.2 مليون دينار.

- بتلكو لايف: 300 ألف.

- العرين للحياة الفطرية: 140 ألف.

- مكتبة الشيخ عيسى: 350 ألف.

- صندوق المنح الدراسية: 200 ألف.

- منحة صندوق المجاميع: 1 مليون.

- مركز الشيخ محمد بن خليفة للقلب: 400 ألف.

- معهد الأمل للتربية الخاصة: 175 ألف.

- حلبة البحرين الدولية: 145 ألف.

- فعاليات ومساعدات مختلفة في رمضان (سلال وتشمل المواد الغذائية الأساسية بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية).

ما نذكره هنا ليس من باب الدعاية والإعلان، ولكن لفهم دور الشركات الوطنية في الإسهامات المجتمعية، هذا بجانب توجهها لإيجاد أسواق جديدة في الهند واليمن وغيرها، بالتأكيد سيعود كل ذلك بالنفع على زيادة رأسمالها بعد تحويل أرباحها الصافية إلى مملكة البحرين.

إذا ما هو دور المواطن للحفاظ على هذه المعطيات تجاه هذه الشركات في ظل المنافسة الشرسة وانفتاح السوق لجلب شركات منافسة لتنويع الخدمات وتوفير فرص تنافسية يستفيد منها المواطن بالدرجة الأولى.

في الفترة الأخيرة تم الترخيص لبعض شركات الاتصالات التي توفر خدمة الهاتف النقال والثابت وخدمة الانترنت، بحيث تكون جزءا لا يتجزأ من السوق المحلي، بعدما قامت هذه الشركات بجميع الإجراءات النظامية لتأسيس الشركة والحصول على موافقة مجلس الوزراء ووزارة التجارة مثلها مثل أية شركة وطنية، كما أنها حصلت على رخصة بحرينية و(غالبا) إنها دفعت لخزينة الدولة قيمة الرخصة، ولو أننا لا نعلم كم النسبة التي ستدفعها من صافي أرباحها كخدمات اجتماعية نظير مردودها من هذا السوق، ولا نعلم كم رسوم الأبراج ورسوم استخدام الطيف الترددي... الخ.

هنا نسأل، هل الشركات الجديدة ستساهم بهذه الإسهامات المجتمعية؟

وهل حساباتها الجارية سيتم تداولها داخل المملكة أم سيتم تحويلها إلى بلد المنشأ؟

المنطق يقول ستقوم هذه الشركات بتحويل أرباحها لخلق فرص استثمارية جديدة خارج المملكة.

نقول إن دخول شركات الاتصالات الجديدة سيكون إيذانا بنهاية احتكار شركة بتلكو لتقديم خدمة الهاتف النقال، وخدمات الانترنت. فالمواطن مطالب بالحفاظ على صبغة شركاتنا الوطنية وان لم يكن لدينا بها أسهم، نظير ما تقدم من خدمات وتوفير فرص عمل وأسعار تفضيلية للخدمة وتداول حساباتها الجارية داخل المملكة.

لذلك نقول للعاملين على فتح الأسواق وخلق فرص تنافسية إن الثورة الهائلة لشبكة الاتصالات وتأثيرها على عالم التجارة ولد الكثير من الضغوط والأعباء التي ينبغي أن نتكيف معها.

وإذا ما توقف احد الميادين عن العمل، نشط الآخر فيصبح على الشركات مواكبة متطلبات الاقتصاد الذي يعمل على مدار الساعة. وفي كل مرة تفرض فيها مطالب جديدة على الشركات وقطاع الأعمال لمواكبة التغيير التقني السائر بسرعات كبيرة، تفرض المطالب ذاتها على الأنظمة التي تقوم بتشغيل الشركات.

من هنا يمكن القول إن العقود التي تقوم بحماية الشركات الوطنية هي ذات اللوائح والأنظمة التي تنظم العمل التنافسي ليس فقط بين الشركات ولكن كذلك في الإسهام المجتمعي من قبل الشركات نظير ما تحققه من أرباح طائلة.

ولمعرفة أهمية وحساسية توفير الحماية للشركات الوطنية الرابحة لا الشركات المتعثرة التي تتكبد خسائر تراكمية (برحابة صدر من الحكومة)، علينا استيعاب الأخطار التي قد تحصل جراء عدم الحماية الكافية لمنع حدوث حالة الإخفاق، فنرجو عدم التفريط بنسب هذه الشركات أو صبغتها الوطنية.

وعلى شركة بتلكو ومثيلاتها من الشركات الوطنية أن تبرز مدى إسهاماتها في العمل المجتمعي والإنساني كي يعي المواطن معنى شركة وطنية وان لم يكن لديه أسهم بصفته الاعتبارية.

لكن يبقى السؤال هل نحن بحاجة إلى حملة وطنية لحماية هذه الشركات؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:40 ص

      الخطوط المسروقه مرة اخرى

      شكرا اخي الكريم راعي المقال بو خالد حفظكم الله ورعاكم لكن هناك فساد في هذا الصرح العظيم و منها سرقة بعض الخطوط التليفونية و ادارتها من داخل بعض المآثم بطريقة محترفه اليس هذا سرقة للمال العام أليس هذا المال هو حق للشعب ام ان البحرنه صنعت فساد جديد لخدمة اجنداتهم المفضوحه نعم نريد شراكة مجتمعية مع هذا الصرح لكن نطالب بفتح باب التوظيف المغلق حق فئة معينة لابنائنا العاطلين و لماذا هذا التميز مثل الكثير من الوزرات ودممتم للوطن الكريم و للقيادة الرشيدة اخوكم و محبيكم

    • زائر 5 | 5:11 ص

      ليش

      إن التعريف الأقرب للشركات الوطنية هو نسبة امتلاك المواطنين من أسهم الشركة بصفتهم الاعتبارية، أما بتلكو فهي وطنية لمساهماتها الاجتماعية والخيرية بالإضافة للعمالة الوطنية , أما بعد فصلها للبحرينيين فهل تعتبر وطنية ام أنها ستزيد المخصصات الخيرية من أرباحها لدعم من تقوم بفصلهم ممن لديهم الأطفال والعوائل؟؟؟؟

    • زائر 4 | 1:46 ص

      شكرا"

      عزيزي الكاتب أود أن أشكرك على هذا المقال
      سؤال بسيط للقراء لتبسيط الموضوع, الدينار الذي تدفعه لبتلكو أين يذهب؟و الدينار الذي تدفعه لشركات أخرى غير وطنية أين يذهب ؟؟
      نحن ندعم تحرر الأسواق من الاحتكار ولكن الوعي مطلوب من المستهلك. في ظل وجود السلعة عند الشركة الوطنية بنفس الجودة فالأفضلية لها والأسباب واضحة وجلية في المقال.
      طبا هذا لا ينطبق على بتلكو فقط.....
      شكرا"
      مشعل

    • زائر 3 | 11:40 م

      الكبير كبيييييييير

      الله يعطيك العافيه بوخال على المقال

    • زائر 2 | 11:32 م

      لا تكن متملقاً

      نشيد بمساهمات الشركة في العمل الاجتماعي ولكن كشف المنبر الاسلامي للجانب الآخر لهذه الشركة من فساد مالي وإداري كان مخزياً مقارنة بأعمالها الخيرية ولا تنسى يا كاتب هذا المقال أن الأموال العامة يجب عدم التهاون فيها ..

    • زائر 1 | 7:55 م

      هل نحن بحاجة إلى حملة وطنية لحماية هذه الشركات؟

      ان شركة بتلكو خائفة الآن بعد دخول stc المنافسة حيث فتافت التي كانت ترميها بتلكو للمشاريع المذكورة لا يتعدى 5% من مكاسبها القديمة والحديثة فان كانت بتلكو او اي شركة شبه وطنية تريد الاستمرار يجب عليها ان تقدم العروض المشجعة اولا ثم كما ذكرت كاتبنا العزيز ثم اظهار مساهماتها فالمواطن والمقيم مل من استخفاف هذه الشركات لعقولنا

اقرأ ايضاً