العدد 2683 - السبت 09 يناير 2010م الموافق 23 محرم 1431هـ

مسيرة «لقمة العيش»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نظمت عصر الجمعة الماضي مسيرةٌ مرخصةٌ مناهضةٌ لسياسة رفع الدعم عن السلع الأساسية وفي مقدمتها رفع أسعار المحروقات، شارك فيها 11 أو 12 جمعية سياسية.

المسيرة استغرقت ساعة واحدة وكانت كافية لإيصال الرسالة المطلوبة. وقدّرت مصادر الشرطة المشاركين بألفي شخص، بينما اختلفت الأرقام المنسوبة للمنظمين بين 4 آلاف، و12 ألفا، و20 ألفا. ولو أخذنا بمتوسط هذه الأرقام المتناقضة المنشورة بالصحف المحلية لخرجنا برقمٍ لا يقل عن 10 آلاف. وأغلب هؤلاء يأتون لوحدهم، ولكن لكل واحدٍ منهم أسرةٌ يعيلها ويحمل همّ معيشتها، فهو لا يمثل نفسه فحسب بل يدافع عن عددٍ من الأفواه من كبار أو صغار السن. وكمتوسطٍ أنت أمام كتلةٍ بشريةٍ من خمسين ألفا على أقل تقدير، فضلا عن آلاف أخرى لم تشارك لأنها ملت المسيرات، وآلاف يئست من الحكومة ومن الجمعيات معا، وآلاف ثالثة يصعب عليها التضحية بالجلسة الأسبوعية التي يلتئم فيها شمل العوائل.

المسيرة كما هو واضحٌ تتعلق بلقمة العيش، التي سيزداد انتزاعها صعوبة مع التوسّع في برامج الخصخصة وزيادة منافسة العمالة الأجنبية للعمالة المحلية. وربما هذا ما يفسّر الحضور البارز للاتحاد العام للعمال، باعتبار هذه الشريحة المكافحة من أكثر المتضرّرين من هذه القرارات، كما كان بالنسبة للخصخصة.

الشعارات التي رفعت تعبّر عن الهم المعيشي الذي بات ينوء تحت كلكله المواطن، ليس من ذوي الدخل المحدود بل الشريحة الأوسع من أبناء الطبقة الوسطى. من بين هذه الشعارات: «كلا كلا للتجويع»، و»ضاق علينا كل مكان»، وإحدى اللافتات حملت عبارة أكثر دلالة وعمقا: «على الدولة أن تبحث عن زيادة الدخل عبر تقليل الفساد المالي والإداري في الوزارات»، فهي تطالب بالتوجه إلى مواضع الخلل والمسارب التي تبتلع المال العام بشراهةٍ وجشع.

الجديد في هذه المسيرة مشاركة أحد نواب المنبر الإسلامي، فمع إجماع النواب على رفض هذه القرارات (خصوصا مع اقتراب الانتخابات)، إلا أن النزول للشارع يبدو خيارا مرعبا للكثيرين منهم، ممن لم يشاركوا قط في حياتهم بمسيرةٍ حتى لو كانت من أجل فلسطين.

الأسوأ من هذا الموقف التخاذلي عن مطلب شعبي مشترك، أن تصل السفاهة بأحد المناكفين التقليديين إلى معاداة أيّ تحرّكٍ يخدم الشعب ويحفظ مصالحه. فرفع دعم السلع الأساسية لن يكون في صالح طائفةٍ ضد أخرى، الكلّ سيكتوي بالنار، تماما كما التجنيس، لكن الغلّ السياسي يعمي البصيرة ويضع طبقة كبيرة من الصدأ على القلب كما يقول العارفون. ومن الآن... وحتى نهاية هذا الأسبوع، ستبدأ الأقلام الحكومية باستلهام هذا الموقف اللئيم لذلك النائب المتطرف المعادي للفقراء.

أكثر المشاركين في تقديري من جمهور الجمعيات الذي يحمل تطلعات سياسية، وليسوا من المحرومين أو الفقراء وأصحاب المسكنة... وبالتالي من الغباء أن يطنطن بعضهم على أن المسيرة سياسية! فالجهات المنظّمة جمعيات سياسية وليست جمعيات لبيع البطيخ، فهل يتوقع أن ترفع شعارات تأييد لنادي المحرق أو الأهلي أو الرفاع؟ لكنه الفكر السياسي المتخلف لدى بعض نجوم ونجمات المرحلة!

أحد رموز هذا التخلف والانحطاط السياسي هدّد قبل أسبوع وعلى منبر الجمعة بقيادة الجماهير ضد القرارات الظالمة للحكومة، وعاد في خطبته الأخيرة للتنديد بالمسيرة مدعيا أنه من قومٍ لا يقدّمون الدنيا على الدين! طنطنةٌ وشنشنةٌ نعرفها من أخزم!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2683 - السبت 09 يناير 2010م الموافق 23 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • um amal | 9:12 ص

      الناس عبيد الدنيا

      حقا عبيد..عبيد المادة ..والدينار

    • زائر 21 | 8:58 ص

      تسلم يا سيد

      تسلم ايدك يا سيد على هذا الطرح المتحضر الراقي و الفكر المتزن هكذا كنت و لم تزل نصيرًا للحق و للمستضعفين.

    • زائر 20 | 8:23 ص

      مو جديد

      (الجديد في هذه المسيرة مشاركة أحد نواب المنبر الإسلامي)
      هذا مو جديد انما انتم لا تشاركون معنا في مسراتنا

    • زائر 19 | 8:06 ص

      وينه من جهنم

      مااكثر النعيق لاياتي الإ من هولاء مسئولين التنجيس واللذين يزكون المتنجسين برسائلهم من اجل الجواز -وينهم من عذاب جنهم - لكن ماعليك منه تراه ماينام الإ على قلق وارق لان المجرم يعرف نفسه من قطع ارزاق الناس والعباد

    • زائر 17 | 5:17 ص

      ردا على تعليق 12

      ردا على المعلق 12 بنجاوبك على من قدم للقضية الفسطينية ، نعم الطائفة اللي في بالك قدمت وتقدم للقضية الفلسطينية حالها كسائر الطوائف ، حتى غير المسلمين قدموا للقضية ، وأخرها مسيرة أو قافلة شريان الحياة ، والطائفة المقصودة قول وفعل وصراخ في مكرفونات ، وعند المقاومة الجنوبية مثال نعم قول وفعل ، وخلك مع ربعك مال تورابورا .

    • زائر 16 | 4:21 ص

      يالسمى اش له تعور راسك

      وراسنا بالنائب المذكور محد واعطة قيمة ..ياجماعة الخير أتركوا الريال يترزق الله ويستفيد من هالكلمتين اللى يبنبع فيهم فى كل سالفة والثانية ..... لا واسمه الشيخ مادرى من وين يايب المشيخة ووين دارس فقه وشريعة أكيد فى داعوس

    • زائر 15 | 3:26 ص

      كلااام في الصميم ...

      وخصوصا عن اعداد المسيره ,.فنسبه كبيره لم تشاارك ليس استهتار بالمشكله وأنما يأس وتعب من كثرة المسيرااات التي لاتحرك قيد انمله من موقف الحكومه ,وهي دائما من تهمّش المشااركين في المسيره بحدف صفرين على الاقل, الشعب بيتحمل شنو وبيخلي شنو؟ تجنيس ,بطااله ,فقر ,فساااد, تميييز :كل هذه ملفات ومشكلاات خطير وكل وحده منهم تحتاج الى مسيراات بشكل دووري وبأعدااد هائله,. الخلاصه ان الحكومه تراااهن بشكل مستمر على النفس القصير لشعبها المتخّم بالمشااكل , نعم ربما نتعب ونتلكأ قليلاا ولكن قضايانا مازلت حيّة.

    • زائر 14 | 3:21 ص

      ستراوي مقهور قريب بينفجر

      بارك الله فيك ياقاسم وحفظ الله قلمك الشريف والله انك اصبت الهدف مقالك رائع ونطالب منك المزيد من معجب سترواي فيك بس مقهور وقريب بينفجر

    • زائر 13 | 3:07 ص

      شكرا للحضور

      قال في آخر خروج له ان اي مسيرة تدعو إليها الوفاق لن يؤيدها و سيقف ضدها؟!! انظروا كيف هذا النكرة يحقد .. فقط لان فيها الوفاق متناسي ان الذي سيخرجون عليه هو لصالح كل الامة بسنتها و شيعتها لان الغلاء الذي ستفرضه الحكومة هذه المرة لن يكون طائفيا بل سيطبق على الجميع و رغم هذا تجد النكرات تخرج و تواجه التيار فقط لان المنظمين لا يتفق معهم..اي حسب الشهوة و حسب الاوامر العليا كما تعود ايام عسكريته في الجيش.. تبا لتلك العقول الظلامية التي ستحرق البلد بغباءها

    • زائر 12 | 1:50 ص

      كفاك كذبا

      من تقصدهم قدموا الكثير لفلسطين ولا منة لم تقدمه طائفتك التي تتخذ من القدس شعار يررده المجوس المندسين في الاسلام.

    • زائر 11 | 1:46 ص

      الكلام الهزيل....

      هذه الكتابات اسوء من عدم مشاركة شريحة كبيرة من المجتمع ناضلت من اجل ان تصنع وطن يعيش فيه اليوم الجميع من الشعب ويتمتع بخيراته .. سؤالي الوحيد اين كانت هذه الفئة يوم ضحى أهل السنة بارواحهم وحريتهم وخرجوا للمضاهرات ضد الانجليز الغاصبين أين هي هذه الفئة التي تتبجح اليوم باعتصامات ومضاهرات عقيمة ليس هدفها الا الفوضى وفتل العضلات في ضل وجود برلمان ادلى فيه الجميع بدلوه في مسالة رفع البنزين وغيره .. انشر يالحبيب

    • زائر 10 | 12:30 ص

      صح لسانك

      اي والله مو متعودين على مسيرات .. حتى لو كانت عن فلسطين ،،،، و ازيدك من الشعر بيت :: هم صار لهم سنين يتعلمون يلقون كلام ينفهم في خيام الانتخابات مو بعد تبيه يطلع لك في مسيرة

    • زائر 9 | 12:29 ص

      الصراحة راحة

      بصراحة انا كنت احد الموجودين بالمسيرة وما اراه ان الداخلية بالغت في تقليل المشاركين والمعارضة بالغت جدا جدا جدا في عدد المشاركين ففي تديري ( بعد ان صعدت على احد الابنية المرتفعة لتصوير الجموع ) ان العدد لا يتجاوز 5000 مشارك ’ الا انه لايهم العدد سواء كان 2000 او 20000 المهم ان الرسالة وصلت ولم يكن هناك مبرر من قبل المنظمين في المبالغة في العدد لكي لا يفقدون مصداقيتهم فالصدق في مفتاح لكل اقلوب والعقول يا اولى الالباب

    • زائر 8 | 12:20 ص

      أسوأ ما في هذا البرلمان أنه أوصل أمثال هذا الرجل

      أكثر المآخذ على هذا البرلمان الكسيح أنه أوصل مثل هذا إلى منصب نائب في حين أنه يمثل كل النوائب على الشعب.
      إنسان لا يفقه من الدنيا سوى الإنقياد الأعمى دون النظر في العواقب . وجود معرقل مثل هذا كالعصى التي توضع في الدولاب كي لا يتحرك. وما يتوقع من برلمان يصل فيه أمثال هذا إلى قبته؟
      إننا في كل يوم نترقب مصيبة وبلوى يخرج علينا بها هذا النائب ولو مرّ أسبوع دون أن يطلع علينا هذا بسيئة من سيآته فأننا نتساءل ربما لم تختمر لديه
      فتلكة من فتلكاته

    • زائر 7 | 11:52 م

      آلة تعمل بـ (100 فلس)

      القن , هو من كان أبواه عبدين مملوكين فيأتي هو للدنيا وقد إكتسب العبودية إكتساباً وتشربت في دمه ,,فهل تنتظرون منه,, غير الطاعة العمياء ,, لكن (الشره) على من رضوا بأن يمثلهم ,, أما هو فليس ألاّ (آلة تعمل بالعمله,, تضع ((100 فلس) فيه وتطلب ما تريده من السلع فتطيعك !! وصدق الشاعر حين قال (إن سفاه الشيخ لا حلم بعده)

    • زائر 6 | 11:38 م

      بارك الله فيك

      سلمت ياسيد، وسلم قلمك، لاتنسى يا سيد أن هناك من بيننا من رفض المسيرة أيضا بحجة أنها دعاية انتخابية، أو بحجة مشاركة اصحاب التقرير المثير،، ولا يدرون أنهم أول من سيكتوون بالنار

    • زائر 5 | 11:34 م

      أحسنت ياسيد لا فرغ حبرك ( على غرار لا فض فوك)

      نعم هو ذاك: وأغلب هؤلاء يأتون لوحدهم، ولكن لكل واحدٍ منهم أسرةٌ يعيلها ويحمل همّ معيشتها، فهو لا يمثل نفسه فحسب بل يدافع عن عددٍ من الأفواه من كبار أو صغار السن.
      فرفع دعم السلع الأساسية لن يكون في صالح طائفةٍ ضد أخرى، الكلّ سيكتوي بالنار، تماما كما التجنيس

    • زائر 4 | 11:30 م

      ستراوي غيور 999

      بارك الله فيك يا سيد والله الموفق
      أحد رموز هذا التخلف والانحطاط السياسي هدّد قبل أسبوع وعلى منبر الجمعة بقيادة الجماهير ضد القرارات الظالمة للحكومة، وعاد في خطبته الأخيرة للتنديد بالمسيرة مدعيا أنه من قومٍ لا يقدّمون الدنيا على الدين! طنطنةٌ وشنشنةٌ نعرفها من أخزم

    • مواطن مستضعف | 11:00 م

      شدعوة عاد يا سيّد؟!!

      أضعت وقتك وجهدك هباء!!
      أوَ هل يستحقّ ذاك الطبل المنفوخ بغاز الحقد الدفين, بأن تكتب عنه؟!!

    • زائر 3 | 10:52 م

      يا قاسم انه الحقد والجهل الذي يعمي القلوب

      الحاقد والجاهل يتصرف بجهله وحقده حتى لو اضر بنفسه فكيف بالاخرين فهو الى مضرتهم اقرب لا دين ولا قيم ولا اخلاق تحكمه وتردعه لكن كما قيل هزلت حتى ..... والعتب كل العتب على مسانديه ...ز

    • زائر 2 | 10:43 م

      الاخزم منه بريئ!!!

      نعم هذا النائب الوطن كله منه بريئ .. وأفضل مكان له للعيش هي جبال تورا بورا ..

    • أبو زينب | 10:06 م

      أعداء الشعوب

      بعض من المتآمرين على هذا البلد ممن وردت أسماؤهم في التقرير المثير كانوا يروجون للمسيرة لكنهم في ليلة وضحاها غيروا جلدهم كما تغير الحرباء جلدها وظهروا على حقيقتهم ..
      ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم وهم يعينون الظالم على ظلم العباد؟؟

    • زائر 1 | 9:02 م

      المطلوب مراجعة ميزان المصروفات وموزانة التكاليف مقابل المنافع المرتجية من تلك الأموال المهدورة

      المطلوب تقنين المصروفات ومراجعات حساب مردودات المنافع مقابل الكلف وخاصة في إجتياح موضة إبتعاث موظفين للجامعات الخاصة التي تعطي شهادات مشبوهة وهم في الواقع لا يريدون العمل والإنتاجية ( مع تحيات إبراهيم بوعمر الصنقيحي)

اقرأ ايضاً