لم يكن تأهل منتخبنا الأول لكرة القدم إلى كأس آسيا 2011 مستغربا أو إنجازا في حد ذاته بقدر ما كان متوقعا وأنه يؤكد حقيقة مكانة تطور المنتخب في السنوات الأخيرة وقدرته على تسجيل حضوره في كأس آسيا ثلاث مرات متتالية في 2004 و2007 و2011 وهو ما لم يحدث سابقا في مسيرة المنتخب.

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه في المرحلة المقبلة بشأن كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة للمنتخب التي تنتظره ثلاث مشاركات مهمة بدءا من كأس خليجي 20 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 ودورة الألعاب الآسيوية في بكين في ديسمبر/ كانون الأول 2010 ثم كأس آسيا في يناير/ كانون الثاني 2011، ما يعني أنها مرحلة مهمة وحرجة ستمر بها الكرة البحرينية ويفترض أن تعلق عليها آمال تنافسية كبيرة والإدراك بأن الوضع لا يحتمل التعرض إلى صدمات جديدة وقوية على الصعيدين الإقليمي والقاري بعد الإخفاق المونديالي.

إن الخريطة الكروية تشير إلى أن المنتخب سيكون في إجازة عن المشاركات الخارجية بعد مباراته أمام اليابان في السادس من مارس/ آذار 2010 في ختام تصفيات كأس آسيا لغاية نوفمبر المقبل وذلك في فترة تصل إلى ثمانية أشهر وهو الوضع الأول الذي يمر به المنتخب في السنوات الأخيرة التي كانت مليئة بالمشاركات المختلفة ما يفرض التخطيط الجيد لها من جميع النواحي وخصوصا مع التوجه الجديد الذي يلمح إليه القائمون على شئون المنتخب بتشكيل منتخب رديف يتكون من العناصر الاحتياطية الحالية والوجوه الشابة.

وثمة نقطة مهمة يجب الإشارة إليها في منظور «التجديد» في صورة المنتخب، إذ يطالب البعض بعملية الإحلال وتغيير مجموعة كبيرة من عناصر المنتخب وذلك مفهوم خاطئ إذا ما قيست الأمور من زاوية «الأعمار» فغالبية العناصر الحالية ممن لم تتجاوز أعمارهم الـ 30 عاما مع التنويه أن بعضها فرض نفسه في التشكيلة الأساسية وهو مازال صغيرا في العمر الأولمبي بين 21 و23 عاما ولكن ما يجب القياس عليه هو من زاوية «العطاء والأداء والدافع والطموح»!

ومن الأمور المهمة برنامج المنتخب في فترة التوقف، فهل سيقتصر على الراحة حتى موعد «معسكر الصيف» السنوي ومن ثم التوقف حتى معاودة الإعداد قبل أسبوعين مع قرب كأس الخليج مثلما جرت العادة!... والإجابة تفرض ضرورة التغيير في وضع برنامج مختلف هذه المرة، فالمعروف أن الدوري سينتهي لدينا وفي جميع أنحاء العالم خلال مايو/ أيار 2010 نظرا إلى إقامة كأس العالم وبالتالي فإن الفرصة ستكون مؤاتية لإقامة تجمعات عبر تدريبات أو مباريات ودية بتواجد جميع اللاعبين المحليين أو المحترفين وخصوصا أنه وفق علمنا فإن منتخبنا تلقى دعوات للعب مباريات ودية مع منتخبات مختلفة في أيام الفيفا.

كما أن هناك نقطة مهمة مازالت غامضة بشأن وضع الجهاز الفني، إذ إن عقد المدرب ماتشالا ومساعده إيفان ينتهي مع نهاية يونيو/ حزيران 2010 وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى حسم مبكر وعدم الانتظار إلى اللحظة الأخيرة ليتسنى للجهاز الفني العمل وفق برنامج إعداد موضوع مسبقا لا تعترضه ارباكات، فالمنتخب الأولمبي لديه مشاركة في بطولة المنتخبات الخليجية الثانية في يوليو/ تموز المقبل في الطائف بالإضافة إلى توجه الاتحاد للمشاركة بالمنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الآسيوية في ديسمبر، وبالتالي يفترض أن تكون أموره واضحة بالنسبة إلى الجهازين الإداري والفني وليس بالصورة التي حدثت في البطولة الأولى العام الماضي وخصوصا أن اتحاد الكرة عكف على وضع المنتخبين الأول والأولمبي تحت قيادة واحدة منذ 2007!

أعتقد أن الفرصة مؤاتية أمام مسئولي اتحاد الكرة للتفكير والعمل الجاد في وضع برنامج متكامل للمنتخبين الأول والأولمبي في المرحلة المقبلة حتى لا يعيش المنتخب وجهازه الفني ولاعبوه «بطالة كروية» غالبية فترات إجازة الأشهر الثمانية