العام الماضي كان عاما حافلا بالكثير من المفاجآت والأحداث التي غيرت مجرى الحياة السياسية في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط بدءا من دخول المرأة الكويتية عبر الانتخاب إلى قبة البرلمان وصولا إلى الاضطرابات التي خلفتها انتخابات الرئاسة الإيرانية وأزمة الحوثيين والقاعدة في اليمن.

ورغم ذلك فإن أكثر الأسماء التي عنونت بها الصحف البريطانية العام الماضي واختارت بعضها شخصية العام 2009 هي الشابة الإيرانية ندا سلطاني التي قتلت أثناء مظاهرات الاحتجاج بعد الانتخابات الإيرانية الصيف الماضي. لقد اختارتها «التايمز» - بحسب الصحيفة - لكونها شخصية وضعت في «موقف لا تتغير معه حياتها فحسب بل حياة معاصريها. وقد يكون موقفا مأساويا». وتضيف الصحيفة «لقد كانت هذه حال ندا سلطاني، هذه الشابة التي درست الفلسفة، قبل أن تجد نفسها بغتة وقد انقذفت من الجماهير في طهران، لتصير في وجه الاحتجاج ضد حكام إيران ورمزا للتمرد (...) لقد انتهت حياتها، لتبدأ الأسطورة».

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي فتح ضابط أميركي من أصل فلسطيني، نضال مالك حسن، النار في أكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم، مما أدى إلى مقتل 13 جنديا وجرح 31 آخرين، قبل ان تتم السيطرة عليه. وفي شريط بثته شبكة «سي إن إن» الأميركية ظهر وهو يدخل متجرا قبل 7 ساعات من العملية وهو يرتدي الجلابية العربية.

وفي 25 ديسمبر/ كانون الأول حاول نيجيري ينتمي لتنظيم القاعدة، عمر الفاروق عبدالمطلب، تفجير طائرة أميركية أثناء رحلة بين هولندا وأميركا، وذلك بعد أن تدرب على ذلك في اليمن.

وفي نهاية ديسمبر نفذ أردني، همام خليل البلوي، عملا انتحاريا في أفغانستان وقتل سبعة عناصر تابعين لوكالة الاستخبارات الأميركية، وقالت الأنباء إنه «كان عميلا مزدوجا تمكن من استدراج ضباط المخابرات بعد أن وعدهم بإمدادهم بمعلومات جديدة حول القيادة العليا في تنظيم القاعدة».

أخبارنا التي وصلت إلى مسامع العالم العام الماضي كان معظمها يتعلق بالقتل والاقتتال والانتحار، وحتى الابتكارات والإبداعات الشبابية ذهبت في هذا المجال، ونأمل أن يكون 2010 عاما مختلفا بحيث تصل أخبارنا إلى العالم في صناعات أخرى غير صناعة الموت