العدد 2676 - السبت 02 يناير 2010م الموافق 16 محرم 1431هـ

انهيار كيان فرد يتبعه انهيار كيان مجتمع

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

انهيار كيان الفرد يتبعه انهيار كيان المجتمع، ولا تُبنى الأمم مادام الفرد في تعثّر، ومادام كيانه وقيمة الحياة عنده في هبوط مستمر، فللأسف هذا الكيان المتهالك قد يسقطه ويفتّته وبالتالي يقع الخطر جسيما على المجتمع.

ولعلّنا نتساءل كيف ينهار الفرد؟ وكيف يتبعه انهيار المجتمع؟ فالمجتمع ليس فردا واحدا بل هو مجموعة أفراد، شكّلت مجموعة فأصبحت جماعة، والجماعة تكاثرت فأصبحت مجتمعا.

قد يسقط نظام بأكمله بسبب انهيار فرد فيه، وقد يسقط مجتمع بنظام متداخل ومعقّد بسبب انهيار الفرد تلو الفرد، ولنا أمثلة كثيرة يبسطها التاريخ بين أيدينا، وقد يتنازل الفرد عن حب الحياة ومعرفة قيمتها، وذلك بالتأكيد له التأثير القوي على تفكّك أسس الجماعة والمجتمع.

أحد الأفراد في البحرين فقد قيمة الإلحاح للحصول على بيت العمر، فانهار كيانه بين البيروقراطية وبين الوعود، وما كان له في النهاية إلاّ الانتظار العقيم، الذي تعوّد عليه أبناء الشعب البحريني منذ عقود.

وترجع المأساة منذ البداية كما قلناها من قبل، وتناولها كتّاب آخرون في أعمدة متفرّقة عن هذه القصّة البحرينية، ذات سيناريو حلم بيت العمر، ولو ذهبنا إلى وزارة الإسكان، فإننا سنرى طوابير الصفوف البشرية تسأل كل يوم وتستفسر عن هذا الحلم غير المتحقق حاليا مع الغزو السكّاني في المنطقة!

نتحدّث اليوم عن حال هذه الأسرة البحرينية، المنهكة والمتعبة من جرّاء التجنيس، والتي تصرخ بدون صوت، وتطلب النجدة بدون حول لها ولا قوّة، للحصول على بيت العمر، ولكن لم تجد إلى الآن من يطمئنها، ولم تَلقَ من يحل مشكلاتها الاجتماعية.

إنّ هذه الأسرة تعاني الأمرّين بسبب جلب المجنّسين الجدد، وتبديل هويّاتهم إلى هويّات البحرينيين، حتى أنّك اليوم لا تستطيع أن تقول «أنا مواطن»، فالكل أصبح مواطنا في هذا البلد الصغير، الذي لا يستحمل كم العدد الذي أُغرِق به!

لقد ناشدت هذه الأسرة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة منذ سنة، واستجاب لها سموّه، ولكن القائمين على ملفّها لم يستجيبوا بعد، وطرقت كل الأبواب شهورا عدّة، للحصول على بيت يؤويها من غدر الزمان، ولكن كانت النتيجة هي إعطاء المجنّسين بيوت البحرينيين المنتظرين سنين عديدة لهذا الأمل.

والمشكلة تكمن في عدم مقدرة ربّة المنزل على صعود السلالم، بسبب ظروفها الصحّية، الأمر الذي جعلها تضطر إلى الحبو سلّما سلّما كي تصل إلى شقّتها في آخر دور بالعمارة التي تقطنها، فظروفها مدعاة إلى التعاطف مع ملف أسرتها.

فهل يجب على هذه العائلة أن تطلب تجديد الجنسية البحرينية، حتى تجد بيت الأحلام الذي تنتظره من وزارة الإسكان؟ أم يجب أن تلزم الصمت ولا تطرق الأبواب، وتتريّث حتى يفارق رب المنزل الحياة، فيرث الأبناء بيت الأحلام؟!

هذه القضيّة ليست قضيّة الأسرة لوحدها فقط، بل هي قضيّة شعب بأكمله، ينتظر الفرج، فهو المتضرر الأول والأخير من عملية التجنيس، وهو الذي يواجه الصعوبات، ولا يعرف كيف يحلّها، لشأن لم يكن له ضلع فيه أو تخطيط لتثبيته في البحرين، ألا وهو التجنيس السياسي البشع.

لن تستطيع الأسرة الحصول على عشّها ما لم يقدّم المواطن الأصيل على المجنّس، وما لم يعطَ الحقوق قبل الآخرين، فهذه بلدنا وليست بلدهم، وأجدادنا هم الذين بنوا البلد بمرّ ومرار، حتى يحصل عليها المجنّسون بسهولة ويسر.

ننتظر تدخّل وزارة الإسكان في حل معضلة الأسرة البحرينية، وننتظر تدخّل الحكومة في حل معضلة الشعب البحريني، فالأجواء لا تبشّر بخير إذا استمرّ حال التجنيس على ما هو عليه

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2676 - السبت 02 يناير 2010م الموافق 16 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 3:15 م

      زائر 15

      صدام شهيد وبطل شئت ام ابيت وسيبقى نبراس مضيئ في تاريخ الأمه وع كلا مو هون بيت القصيد بصبوص عيني أنا عارف إن التجنيس كابوس يزعجك ويوئرق منامك ومنام أصحاب العقول المتحجره وشبح يطاردكم في أحلام اليقظه ويلقي بكم في تراب الواقع فإترك عنك هل المزعبلات واتقي ربك فإنك ميت .والقافله تسير وربانها فارس تشهدله الأزمان .قول إمليح خخخخخخ

    • زائر 17 | 2:48 م

      الحبيب رقم 9

      ألم تجد غير الوسط الحرة لكي تبث سمومك من خلالها؟ ولكن ماذا اقوللك، وبأي منطق أتحدث إليك؟ أما كفاك مشاركتي وطني وداري حتى تبث سموم التفرقة بين الإخوة من المواطنين الأصليين سنة وشيعة؟ لم أستغرب منك عندما إعتبرتَ الدكتاتور والمجرم صدام عظيماً!! فمن يبايع الفاسق الفاجر قاتل أهل بيت النبي يزيد بن معاوية أميراً للمؤمنين، لا عجب منه إن يعتبر صدام عظيماً. ألا تخجل وأنت تنادي بتجنيس العرب السنة؟ ألم تعلم بأن خراب البلد-وأنت منهم- كان على إيديهم؟ إتق الله إذا كنتَ تؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر

    • زائر 16 | 2:43 م

      الى زائر 6و11

      نحن لا نعرف التملق ولا الرياء ولا نستطيع ان نلبس اقنعه مزيفه الزعل مرفوض الكلام اخذ وعطا حبيبي وسع صدرك وخلي البساط احمدي

    • زائر 15 | 10:16 ص

      الابنة الحبيبة مريم

      جزاك الله عنا كل الجزاء ، فلقد أوصلتي ما في قلوبنا الى الحكومة ، نتمنى أن تكتبي في ارتفاع المعيشة وارتفاع الاسعار ..

    • زائر 12 | 9:03 ص

      الى الكاتب 9

      تحية و تقدير و احترام للاستاذة مريم ، و هي لم تكتب عنك و لا عن سبب تجنيسك ، و لكنها كتبت المرتزقه منكم ، انتم الذين أخذتم خيرات البلد ، و اذا كنت تتشمت فينا تعال واجهنا بدل لا تكتب مثل الفيران ، مخشوش تحت اسم مستعار ، ترى ضاقت البحرين منك و من أشكالك ، و الطاهرة بنت الأطهار ما فتحت ملف الاسكان ، الا لأنك انت و الحثالة من سوريا و الجلف خذوا مأخذ و تمركزو في بلادنا .. شكرا يا العزيزه مريم و ما عليج منهم احنا معاج كلنا ...

    • زائر 11 | 8:03 ص

      مجرد همس .. أو عواء ذئاب

      صاحب التعليق مجرد همس .. لا أظنه الا عواء ذئاب رخيصة .. سارق ترب او بائع وطن .. وتذييلك عوائك المسعور بتحية للوسط محبوبة الجماهير الا اسلوب رخيص يدل على قناعتك واعترافك الضمني ان ما تكتبه مقزز فتستجدي النشر بهذا الاسلوب التافه ...

    • زائر 10 | 7:30 ص

      شكر للاخت مريم

      شكرا للاخت مريم وقلامها الشريف والذي يحب ان يشاهد كيف كان صدام عظيم علية مشاهده مسلسل House of Saddam

    • زائر 9 | 6:53 ص

      في الصميم ..

      نعم سيدتي عندما ينهار فرد عظيم تنهار خلفه امة كامله ..... فقد انهار صدام حسين رحمه الله فانهارت معه كل العراق ومعها دول الخليج وتعاظمت قوة الصفويين ....
      لعمرك ما موت صدام موت واحد
      لكنه بنيان قوم تهدما
      صدق لسانك سيدتي الفاضلة لذلك لا بد من تقوية النفوذ العربي السني بالبحرين بتجنيس العرب السنه الأحرار والتصدي لمخططات المد الإيراني .......... شكرا حبيبتي الوسط

    • زائر 8 | 5:02 ص

      لا تفتحي ملف الاسكان

      ما فيه فايده يا أستاذة مريم لا تفتحين ملف الاسكان ، ما وراه الى التطنيش من قبل الوزارة و الحكومة ، أما بالنسبة عن طرحج للمواطن الاصيل ، فالعكس هو الصحيح ، المواطن أصبح هو الغريب عن بلده ، و المجنس يلعب فيها لعب

    • زائر 7 | 4:54 ص

      ضحكتيني

      ننتظر تدخّل وزارة الإسكان في حل معضلة الأسرة البحرينية، وننتظر تدخّل الحكومة في حل معضلة الشعب البحريني، فالأجواء لا تبشّر بخير إذا استمرّ حال التجنيس على ما هو عليه.... ههههه... من تبين يتدخل .. وزارة المجنسين ... متى كانت الوزارة تهتم حق الشعب .. بنت الشروقي ما شفتي المقابلة بين وزير الاسكان والشاعر ... لا تضحكينا احنا ما فينا ضحكة ترى .. والحكومة .... تشعر بالناس وهي كل يوم تجنس ..هههه

    • زائر 6 | 4:14 ص

      انهارت كيانات الافراد

      الاستاذة الفاضلة مريم انهارت كيانات الافراد من زمان ، ما تشوفين التحرّق والفوضى ، واقول حق مجرد همس، أو الاصح مجرد لغو ، يا تعطينا كومنت يناسب اعيال البلد الاصليين أو اسكت احسن لك ، انت أكيد مجنس ما تعاني مثل ما ابناء الوطن الاصليين

    • زائر 5 | 3:23 ص

      الله يثبتك علي الحق

      وينصر المظلوم علي الظالم

    • زائر 4 | 3:20 ص

      لا أدري بعد هذه الكلمات

      مريم الشروقي ، كلمات مسمار في لوح ، الله يساعدج على الكتاب المحسوبين ، انا واحد من المواطنين الأصليين ، و لم يطالني لا بيت و لا شقة يا اختي ، وين انطق راسنا اذا ما أحد سمع لنا و لا عطانا من حكومتنا ، مثل ما قلتي ، لازم المواطن اول ثم المجنس ، الحسبة بسيطة ،بس من يسمع وينتبه وي هتم !!!

    • زائر 3 | 3:05 ص

      رائعة كلماتك يا أختي مريم

      رائعة و ما قصرتي على هذه الكلمات ، ويعطيج ربي ألف عافيه ،

    • زائر 2 | 2:31 ص

      ما تدرين يا استاذه

      ما تدرين يا استاذة ان هذا حال البحرينيين ، و ان في سنة 2020 محد بحصل شي ، سوري قصدي رؤية 2030 ، من الحين لازم انشوف لنا بيت خارج البحرين يا أستاذه ، لازم !!!!

    • مجردهمس | 2:05 ص

      مجردهمس

      أقول.هاقدأشرقت الشمس وتفجرت ينابيع الخير والعطاء وشعشع الفجر في سماء المملكه وتنفس الصبح وحضرتك ياغافل الك الله..أين انتي من تلك الدوحه التي أظلت عمرنا باوراقها وأغصانها تلك الشجره التي تؤتي أوكلها كل حين. فبدل ماتلحسي مخنا بكلام فارغ عن التجنيس الاولى بك أن تنحني صاغره اجلالا واكبارا لمكرمات وانجازات ملك القلووب فتحيه لحقيقتنا وخيالنا واحلام شبابنا تلك الانشوده التي يطرب الشعب لسماعها فتحيه لتلك العيون التي نستمدمنها أمل الحياه واشراقة المستقبل والف تحيه وتحيه لمعبودة الجماهير الوسط

    • زائر 1 | 10:11 م

      نامت عيونك والمظلوم منتبهاً يدعو عليك وعين الله لم تنم

      كل الشكر أخت مريم على مقالاتك الهادفة التي تصب في مصلحة أبناء هذا البلد بعض الأحيان أسأل نفسي هل الحكومة تقرأ مايكتب الناس في الصحف اليومية وخصوصاً التعليقات وأستغرب أيضاً من الصحف الاخرى لماذا لا تضع إضافة التعليقات هل هو خوف من أن ترى الحكومة تعليقات المواطنين فلقد كثرت المقالات المتعلقة بملف التجنيس والإسكان والقروض التي أتعبت كاهل الناس والرواتب المتدنية الى متى سوف تطنش الحكومة هموم الناس وهل تدرك الحكومة بأن الله يرى كل شئ وإنه يمهل ولا يهمل اللهم فرج

اقرأ ايضاً