بعد أن شربت أرض كربلاء من دماء سيد الشهداء، وبعد أن جالت الخيول على كتاب الله المكنون في صدره الطاهر بحوافرها التي حفرت في ذاكرة التاريخ مأساة أبدية تتجدد كلما تقادمت الأيام والسنون، بعد ذلك كله بدأت في مثل هذا اليوم مرحلة جديدة وفصل آخر من فصول ثورة أبي الأحرار، ومعلمهم الأول، وملهمهم الأوحد.
المرحلة الجديدة مرحلة إعلامية صرفة بقيادة بطلة كربلاء زينب حفيدة خاتم الأنبياء، وكان ذلك وجه من وجوه تمكين المرأة في كربلاء، إذ قامت بدور يعجز عنه معشاره الرجال.
أهمية الدور الإعلامي لهذه المرأة هو صد التضليل الذي عمد النظام الأموي إلى استخدامه من خلال الترويج بأن المقتول هو خارجي ضالّ ومُضِلّ، فكانت الحوراء بدورها تبطل خزعبلات النظام هذه، وتبدد أوهامه التي نسجها في عقول الكثير من الناس، الذين كانوا لا يعلمون أن المقتول هو سبط نبيهم، سيد شباب أهل الجنة، وأن النساء المسبيَّات من كربلاء إلى الشام هنّ بنات رسول الله (ص).
كانت الجرأة التي تمتعت بها بطلة كربلاء بمستوى الحدث، وقد خطبت في مسيرتها الإعلامية تلك أكثر من خطبة كانت واحدة منها أمام يزيد ابن معاوية، وحشد من الوجهاء والأعيان كان دعاهم للتفرج على السبايا في مجلسه، فأمطرت عليهم وابلا من الحقائق التي ألَّبت الرأي العام على يزيد، إذ أنها استهلَّت خطبتها بحمد الله والثناء عليه، مرتِّلة شيئا من القرآن، ومعرفة بالقتلى ونسبهم، إلى أن ارتفع الضجيج في المجلس ختمت خطبتها بالقول «فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، ولا يرخص عنك عارها، فهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي، ألا لعنة الله على الظالمين».
لذلك لبست قضية الحسين تاج الخلود مرصَّعا بلآلئ النضال الزينبي الذي نسف الأكاذيب والأباطيل، وصارت الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار إلى يومنا هذا، وستبقى كربلاء ما بقي الدهر، قبلة للحقيقة لمن يريدها من أحرار الأرض بمختلف مشاربهم.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2670 - الأحد 27 ديسمبر 2009م الموافق 10 محرم 1431هـ
السلام عليكِ يا بطلة كربلاء
سلام الله على زينب التي فضحت حقد بني أمية وكفرهم الدفين , سلام الله عليها فهي بمساندة الامام السجاد أبقت القضية خالدة وحفظت الإسلام .
السلام عليك يا زينب
مـاذا تـقولون إن قـال النـبي لكـم * مـاذا فـعلـتم وأنـتـم آخـر الأمـم
بـعترتـي وبـأهـلي بـعد مـفتقدي * منهم أسـارى ومـنهم ضرجـوا بـدم
ما كان هذا جـزائي إذ نصحت لكـم * أن تخلفوني بسـوء في ذوي رحمي