أطلقت إدارة الأوقاف الجعفرية بيانا بشأن بدء الحملة الإعلامية الإرشادية لموسم عاشوراء، وكان من بين أبرز ما جاء في البيان الذي أصدره مدير إدارة الأوقاف الجعفرية السيد محمد العلوي اعتماد الخطاب الوحدوي الجامع والسعي قدر الإمكان الى عدم التبذير بالإضافة إلى الالتزام بالنظافة والحفاظ على البيئة.
كما شددت الأوقاف على الالتزام بالخلق الإسلامي ومواجهة الغزو غير الأخلاقي من خلال الالتزام بالأخلاق الإسلامية والابتعاد عن كافة أنواع التجاوزات، مع الدعوة للترفع عن النزاعات والاختلافات والمناكفات البينية.
كما ثمن البيان دور وزارة الداخلية والبلدية والصحة وجميع الوزارات والهيئات التي تسهم لإخراج هذه المناسبة بمظهرها الحضاري والثقافي.
البيان بمجمله كان أخلاقيا يتناسب مع أهمية المناسبة الدينية التي نمر بها الآن، لكن المستغرب هو ما تناوله البعض بعد ما تم نشر هذا البيان، فهناك من قلل من شأن هذا البيان وهناك من طلب إقصاء إدارة الأوقاف عن دورها المجتمعي وطلب أن يقتصر عملها على الأراضي والمحال، وآخرون للأسف شككوا في مديرها.
نقول هنا إن من المسلمات أن يطالب المرء ببناء وحماية وطن، ولكن إذا ما كان هذا الوطن موجودا فمن الطبيعي أن نتجه نحو العمل على كيفية الحفاظ عليه. فمشاركة المواطن في المناسبات الوطنية أو الدينية يجب أن يتسابق عليها الجميع للحفاظ على الوطن والوصول به إلى قواسم مشتركة تساعدنا في المحافظة عليه ليصبح وطنا للجميع بدل من أن يكون وطنا يمزقه أبناؤه، وأن نتعلم من مرت به الشعوب والأوطان الأخرى ومن تجاربهم لنفهم انه علينا أن نتخلى عن أنانيتنا لنحافظ على وطننا.
وهنا نريد أن نسأل: هل إن مصالحنا الفئوية هي أهم من الوطن؟
في كل بلدان العالم يقوم البعض بتجيير مثل هذه المناسبات سواء دينية أو وطنية أو مدنية لمصالح فئوية من خلال التقليل أو النيل من الطرف السياسي الخصم حسب قراءة كل طرف، فمتى يحين دورنا لنستغل مثل تلك المناسبات تحت راية الولاء للقيادة والوطن بدل استغلالنا لمثل تلك المناسبات للنيل من هذا الطرف أو ذاك باسم هذه المناسبة أو تلك؟
يجب أن نعرف كيف نحافظ على حسن استغلال المناسبات لتوحيد الصف ونشر ثقافة الولاء للوطن تحت ظل هذه القيادة الحكيمة، وذلك بإشعار المشاركين بأن هذه المناسبات تعكس التمسك بالثوابت الوطنية وبرموزها وأنهم غير معنيين بالمواقف مدفوعة الثمن والأجر من قبل البعض، التي يتخذها بعض السياسيين منبرا ومناسبة لبث شعور الكره وتقسيم المجتمع في أجواء مشحونة ليس لها علاقة بما يدور على ارض الواقع بصلة إن كان بالفارق الزمني والواقعي، كما أن التمسك بالحقوق لا يلغي المشروع الإصلاحي والحراك السياسي، أما الرهان على هذه المناسبات من قبل البعض فهو الذي يجلب التنازعات والمصائب والويلات للمسيرة الخيرة التي يعيشها الوطن.
أمام هذه التحديات وما يتناوله البعض في مثل هذه المناسبات لا يمكننا إلا أن نقول على المعنيين استيعاب هذه المناسبات وتوظيف مخرجاتها بما يخدم مملكة البحرين.
فنحن نرى أن الطريق الوحيد والفعال هو الخطاب الوحدوي تجاه التطورات السياسية وقدرة الإنسان الفرد والجماعة على تقريب المشتركات الجامعة والتي لن تتحقق إلا بهذا النوع من الخطاب في الكيان المجتمعي. وهذا يعني أن يتضمن الخطاب الاهتمام بوعي النخبة دون الابتعاد عن مخاطبة طبقات المجتمع الاخرى وتكثيف آليات الارتقاء بوعي الشارع البحريني حتى تتأسس الشروط الملازمة للانطلاق في رحاب خدمة الوطن والمجتمع بعيدا عن أطر التقليد الضيقة أو خيارات التعبئة المذلة.
ذلك الوعي الذي ينهي كل مفردات التقليد الأعمى من حياة الإنسان، فتصبح ذاته ذاتا عارفة متحركة باستمرار نحو الآفاق المعرفية المرجوة.
إن الرغبة الحقيقية في تطوير الخطاب في المناسبات المجتمعية هو الاستفادة من معارف الآخرين. والاعتقاد الجازم من أن الإنسان مهما علا، فهو لا يمتلك المعرفة المطلقة والحقيقة المخلصة، بل معرفته معرفة نسبية تغتني بالحوار والتفاعل والتثاقف. والبداية في أي خطاب تكون في احترام كل طرف لنظيره، وتسليمه الضمني أن ما لدى الأنا لا يعلو على ما لدى الآخر، والعكس صحيح بالقدر نفسه، فالخطاب المعتدل لا يعرف العلاقة بين الأعلى والأدنى، بل العلاقة بين التقارب والتآلف، ذلك لأن فعل الخطاب نفسه بفعل الجدل، يؤلف بين عناصره المتقابلة الواقعة وبين أطرافه المتعارضة ويصوغ منها ما يستوعب الأطراف كلها ويتجاوزها في آن، صانعا بذلك بداية أخرى للإسهام في بناء فرد يسهم في إعلاء شأن الوطن بفاعلية أكبر وأكثر، ليتجاوز الحال إلى المؤمل، والطموح إلى واقع والتجربة تبين بأن المجتمع الذي يتمسك بأسباب العمران الاجتماعي والحضاري يصل إلى غايته، ويصبح مجتمعا حضاريا تتوافر فيه كل خصائص المجتمع المتقدم.
وهنا نقول إن الخطاب الذي يهمل أسباب العمران الاجتماعي ويبتعد عن عوامل الرقي يجر المجتمع الى الوقوع والانحدار دون الأمم كلها، ليظل محتاجا إلى الآخرين في كبريات الأمور وصغائرها، وبالتالي فإن خطاب اليوم هو بحاجة إلى التحديث والانخراط الفعلي في عصر العلم والثقافة الحديثة، كما هو بحاجة إلى الهوية والذات الحضارية.
جعلنا الله ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه وكل عام وأنتم بخير بمناسبة السنة الهجرية أعادها الله علينا وعلى أمة الإسلام.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ
لمن هذا الكلام يا سيد سلمان بن ناصر
هذا الكلام الي تقوله حق من، حق الي يكفر مسلم بس لأنه يصب شاي للناس في المأتم بزعم ان الرسول (ص) ما كان في زمانه مواتم لو كلامك موجه لواحد ضد التطبير ويبغي الناس كلهم توافقه في الراي (ملاحظة: 1- انا ما اصب شاي في المأتم مع إن خدمة المعزين شرف لي. 2- انا ضد التطبير لكن الي يبي يطبر على كيفه ما بجوده من ايده )
؟؟
و من يوقف السعيدي عن خطاباته التكفرية ؟
الكبير كبيييييييييير
اخي العزيز بو خالد نحن نشد على يد الاوقاف ومديرها في ما تناوله من حيث المضمون وخاصة عن النظافه والتبذير والحفاظ على البيئه ان مجتمعنا لا ينقصه الا هذه النقاط الثلاث لكي يكون مجتمع متكامل متطور في التقدم والازدهار ولكن من واجبنا ان نترجم هذا الكلام باللغه العاميه البحته لبعض الناس الذي ينقصهم بعد النظر وراء ما يكتب وان لا ينجرو وراء من كان يريدهم متخلفون يسيرون بلا عقل ولا يفقهون مايعملون نحن مع اخواننا في مناسبتهم وسنكون عونا لهم في الحاجه لكي نثبت اننا شعب متكامل ومتعاضد من اجل وطن واحد