إنْ أضعتَ أفقا، فلك في أفق الحسين كون. وإنْ افتقدتَ فضاء، فلك في فضائه اختزال لكل الفضاءات. وإنْ تحيَّرتَ إلى أي الجهات تنتمي فلك في الدم عبرة وبوصلة وجهة. وإنْ شعرتَ بفراغ الروح، فلك في الأرواح التي تعلقتْ بسيدها تنشد الخلاص من عفن المادة ونتانتها امتلاء. أرصد الماء محاصرا فأرى فيه أسوار عز وإباء. أرصد احتشاد الدياجير فأرى خاتمة لها من النور والضوء ما يكفي لإزالة عتمات العالم. أرصد الخيارات فأرى في النادر منها خلاصا لكل إرباك. أرصد المدن الخائنة التي هللتْ للمذبحة فأتيقن بأن لله جنودا من وفاء.
أية تيجان تلك التي يمكن أن تحتويك وأنت في الأصيل من تجاوزها وإرباكها؟ أي بياض يمكن أن يضاهي بياض ونور دمك؟ أي هيام بالفناء في ذات الله يعادل فناءك؟
أنت الظلال ومساراتها، والرائع من الوقت. ألوذ بقيامتي، فأرى فيك شفاعة لكل حر في حضوره وغيابه. كائنا من كان في انتمائه. لا فصل لديك في الرفض بلون وعقيدة ومسعى. فصلك في الشاذ والنقيض من ذلك كله. ولدتَ لطيب المسعى والهدف، وللذود عن الأصيل من الروح والخيار، استدراجا للوفاء بالعهود، وتذكيرا بما تبقى للناس من مروءة وفضل ووفاء.
عوْدا إلى «الحسْن أحمر»، وأي أحمر أحسن من دمك؟ أي دم فيه من الدفع باتجاه الرفض ما يعادله؟
عودا إلى الأفق الذي يمكن أن يضيع في دنيا من الحجْر، أنت فيه سمة الإطلاق، ومعنى هو في الصميم من الاغتباط بجهاته.
لا بحر. لا محيط يعادل فيضك، وجوهر معناك. لا شيء يعادل وفاءك. سلْم أنت لمن سالم في ذات الله، وحرب لمن انغمس في الغل.
جعفر الجمري
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2663 - الأحد 20 ديسمبر 2009م الموافق 03 محرم 1431هـ
انه عطاء الهى
الحسين عطيةالله لكل عقل وعى وتدبر وترفع عن دناءة الدنيا وزلاتها حتى لا يقع فى اهانة ومذله..,انه محبه الله لعباده