العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ

أوباما والكلمة الحرة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تقبّل الرئيس الأميركي باراك أوباما بتواضع شديد جائزة نوبل للسلام يوم العاشر من الشهر الجاري بأوسلو، معربا عن إقراره بأنه كقائد أعلى لقوات عسكرية تخوض حربين، يواجه وغيره من قادة العالم تحدي التوفيق بين «حقيقتين تبدوان غير قابلتين للتوفيق بينهما وهما: أن الحرب شيء ضروري أحيانا، وأن الحرب تكون على مستوى ما تعبير عن الحماقة الإنسانية.»

جاء ذلك في كلمة أوباما التي قال فيها : إنه بالمقارنة مع الفائزين الآخرين من أمثال نيلسون مانديلا وألبرت شوايتزر ومارتن لوثر كنغ (الابن)، فإن منجزاته ضئيلة». مضيفا أن «هناك في الوقت ذاته ملايين الرجال والنساء الذين لا يقدرون حق قدرهم ويقاسون في جميع أنحاء العالم في سعيهم من أجل العدالة ويعملون في سبيل تخفيف المعاناة ويستحقون أكثر منه بكثير هذا الشرف.»

أيضا تعهد الرئيس الأميركي بأن تظل الولايات المتحدة صوتا مدافعا عن التطلعات الإنسانية الشاملة وقال «سنقف شاهدا على الكرامة الهادئة لأناس مثل أونغ سانع سوكي، وعلى شجاعة الزيمبابويين الذين أدلوا بأصواتهم رغم تعرضهم للضرب، وعلى مئات الألوف الذين ساروا بصمت في شوارع إيران.»

وأضاف «إن من الدلالات القوية أن قادة تلك الحكومات يخافون طموحات شعوبهم أكثر مما يهابون قوة أي دولة أخرى. ولذا فإن مسؤولية كل الشعوب الحرة وكل الدول الحرة أن توضح أن تلك الحركات - حركات الأمل والتاريخ هذه - أننا نقف إلى جانبها مؤكدا أن السلام الحقيقي ليس مجرد تحرر من الخوف، وإنما هو تحرر من الحاجة وغياب الأمل بظروف حياة وفرص أفضل يمكن أن يصيب مجتمعا بالعفن من داخله.»

واستطرد أوباما في خطابه قائلا « ففي مكان ما اليوم، في مكان وزمان ما، في العالم كما هو الآن، يوجد جندي يعرف أنه قد يواجه نيرانا لا يستطيع التغلب عليها، ولكنه يقف صامدا للحفاظ على السلام. وفي مكان ما، في هذا العالم، توجد محتجة شابة تتوقع ارتكاب حكومتها أعمالا وحشية، ولكن لديها الشجاعة للخروج في مسيرة. وفي مكان ما اليوم، توجد أم تواجه الفقر المدقع ما زالت تكرّس الوقت لتعليم طفلها، وتجمع بجهد شديد ما تستطيع الحصول عليه من نقود قليلة لترسل ابنها إلى المدرسة - لأنها تؤمن بأن العالم القاسي ما زال فيه مكان لأحلام هذا الطفل.» ثم خلص الرئيس إلى القول «دعونا نقتدي بمثالهم.»

لقد حملت كلمة الرئيس الأميركي حقائق ودروسا قلما تسمع في هذه المرحلة السياسية والانتقالية التي تمر بها دول العالم المقبلة على أزمات وكوارث أشد كأزمة التغيير المناخي.

إن تقديم جائزة « نوبل» لشخص مثل أوباما يعني الكثير لمن يريد أن يحتذي بمبادئ تؤمن بأن العالم القاسي مازال فيه مكان للحلم ومكان يمكن أن يصل فيه المرء إلى منصب يقدر ويقدره الآخرين إضافة إلى الجنود المجهولين، أصحاب الكلمة الحرة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:16 ص

      جافى مقالك الحقيقة

      الأخت ريم.. تحياتي واحتراماتي لكِ ولكن منذ متى تكتبين في الشأن السياسي العالمي؟! فالخوض في أمور كبيرة كهذه تحتاج إلى نفس سياسي وضلوع بالأمور المحيطة بالرئيس الأمريكي وسياسة الإدارة الأمريكية وما شاكلها من أمور يصعب على الكاتب العادي أو الغير متخصص الخوض فيها.. كيفما كان هي محاولة جيدة وإن كانت خلاف كتابات المتخصصين وخلاف تصريحات المحللين السياسيين وخلاف الواقع وفهم المحنكين السياسيين.. ولكِ مني وافر الإحترام وبالتوفيق في مقالات اُخرى

اقرأ ايضاً