كمن أثقله مجون السهر
تطلع من عينيه جنيات اللون
له نكهة العابر بعد وجبة حبس...
يجوس خلال وهم له صفة النبذ
لا يرى غير أشيائه الملقاة
على جادات لا تصل أحدا بأحد...
من سمّاه نورسا لبرية لها صفة الماء؟
من ألقى في روعه كل هذا الفضاء الغامض ؟
من علّمه صقل الهواء
و تدجين الوساوس
و مباهاة الوعول ذات القرون المذهبة؟
يهتف : يا رفاق الركام الغابر
من يدلّني على وردة نادمْتها قبل خرابين؟
من يدلني على بحارة
نثروا قراءاتهم فاستوى الماء؟
من يدلني على أسماء لها نكهة البرازخ
و بسْطة الحقول
و نخوة الشاحنات؟
يحن لامرأة لا تشي بأعاصيره..
تتركه حرا كوعل مشّط الحواف المسننة
يحن لامرأة تغفر له موته الغابر
تدعه يتفقد عناصره في الهوّات العميقة
يحن لامرأة تقرأ له ما تيسر
من شَعْرِ البتول..
كوحش روضه الحجر
يأتي مشغولا بالبرق
له وقار الينابيع
و وجل الحصاد..
رعاة لم يبرحهم هاجس الحريق
وجلون من عقب سيجارة طائشة
والقطيع في غفلته
يمدح المدى المعشب
فجأة.... تبدأ القيامة!
بيت مزدحم بالثرثرة
والحيوانات الأليفة...
مدفأة تحتضر...
عواء ريح يتسلل من النوافذ
وليل مقيم...
روائح كريهة تنبعث من مزبلة...
جرو يطارد طفلا...
مخمورون غاضبون على السماء ...
رجل أمن يراقب حديقة
من ثقب صحيفة قديمة...
وهديل حمام يخرب كل ذلك !!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 265 - الأربعاء 28 مايو 2003م الموافق 26 ربيع الاول 1424هـ