تتواصل فعاليات أسبوع الإنترنت الخليجي 2009 على المستويات كافة، من محاضرات وورش عمل ومنتديات توعية. لكن هناك شعور بات ينتاب أعضاء اللجنة من أن الفعاليات لم تحقق ردود الفعل الإيجابية المتوقعة، ولذلك، وبدلا من الانتظار حتى يأتي الأسبوع على نهايته، واللجنة أسيرة ذلك الشعور، لابد من وقفة تقويم نطل من خلالها، وبكل موضوعية وتجرد، على ما أنجز، وما ينبغي القيام به من أجل تحقيق ما لم ينجز. وقبل معالجة هذه المسألة، لابد من الإشارة إلى أربع مسائل أساسية:

1. إن اللجنة، بكافة أعضائها، وكفريق متكامل، قد قامت بما ينبغي لمثلها القيام به، إن كان على صعيد اختيار أعضائها حيث كانوا من بين أكثر أفراد المجتمع البحريني اقترابا من موضوعات الإنترنت، أو إشراك الجمعيات واللجان ذات العلاقة حيث كانت جمعية البحرين للإنترنت و»بيستا» ممثلتين في اللجنة، بالإضافة إلى إدارة الحكومة الإلكترونية بوزارة الصناعة والتجارة، أو من حيث اختيار شعار الأسبوع، فقد كان «نحو سوق إلكترونية واعدة» شعارا ناجحا ومعبرا بصدق عن طبيعة المرحلة، ناهيك عن احتياجات السوق المحلية لها.

2. إن اللجنة قامت بتسويق الفكرة على نحو جيد، وحرصت كل الحرص على استخدام كل وسائل الترويج التقليدية من مطويات وإعلانات في أوعية الإعلام، ناهيك عن القنوات الإلكترونية، من نشرات ورسائل قصيرة، وإعلانات على بعض المواقع، ومن ثم فلم يكن هناك أي تقصير يذكر على مستوى الترويج الذي كان تجاوب مؤسساته المعنية في غاية الإيجابية مع اللجنة، وبدأت تلك الحملة في مرحلة مبكرة سبقت انطلاق فعاليات الأسبوع، وكانت كافية لإحداث الحراك الذي تحتاجه فعالية مثل التي نتحدث عنها.

3. أن تتحاشى اللجنة أي شكل من أشكال جلد الذات، فما تحقق اليوم، رغم عدم بلوغه مستوى الطموح المطلوب الوصول إليه، لكن من دون أي شك ولد، ومن خلال ما نشرته وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية، حالة «حراك تقني وإعلامي»، يحتاجها المجتمع البحريني، وهو على أبواب العديد من المشروعات الإلكترونية الاستراتيجية، ومن أهمها «سوق الشراء الإلكترونية».

4. إن عدم الوصول إلى التجاوب المتوقع، لا ينبغي أن يعني بأي شكل من الأشكال فشل الأسبوع، بقدر ما يعبر عن علو مستوى تلك التوقعات، ومن ثم ينبغي محاربة أي شكل من أشكال الإحباط الذي يمكن أن يتسرب إلى نفوس العاملين في اللجنة، لأن ذلك يمكن أن يكون «السوسة» التي يمكن أن تنخر جسم هذه الفعالية، وتترك آثارها السلبية ليس على فعاليات هذا العام فحسب، وإنما أيضا على برامج السنوات المقبلة.

بعد هذا ننتقل إلى ما هو أهم، وأكثر شمولية، من الأسبوع الخليجي 2009، على الرغم من أهميته، والذي هو كيف بوسع جمعيات المجتمع المدني أن تمارس دورها الإيجابي المطلوب من أجل إنجاح مثل هذه الفعاليات.

والقصد من وراء الحديث عن دور مثل هذه المؤسسات، هو حرصنا الشديد على عدم توجيه اللوم للدولة ومؤسساتها، وتحميلها المسؤولية كاملة، وإخلاء ذمة المؤسسات الأخرى من أي برنامج يقام في البحرين.

ففي أسبوع الإنترنت الخليجي 2009، يمكننا أن نقول إن الدولة ممثلة في «إدارة الحكومة الإلكترونية»، قد نجحت في أن تتبنى الفكرة، وأدت دورها في أن تكون عاملا مساعدا في بلورة الفكرة وإنجاحها، وتعزيز دورها لاحقا من خلال تبنيها لها والمشاركة في اللجنة المناط بها التخطيط لذلك الأسبوع ومتابعة تنفيذ فعالياته.

يبقى بعد ذلك تحديد الدور المطلوب من مؤسسات المجتمع المدني، وفي المقدمة منها جمعيتان أساسيتان هما: جمعية البحرين للإنترنت و»بيستا»، القيام به.

ولا يمكن لنا هنا ان نبخس دور الجمعيتين وما قامتا به من خلال اللجنة، لكننا نعتقد أنهما، سوية، مطالبتان بما هو أكثر بعدا واتساعا مما قامتا به حتى الآن.

ويمكن أن نلخص ما يمكن لهما القيام به في النقاط التالية:

1. أن تبدأ الجمعيتان سوية، ومن لحظة انتهاء فعاليات هذا الأسبوع، في الإعداد لما ينبغي القيام به في أسبوع 2010. والحديث هنا لا يقتصر على القضايا الشكلية، بقدر ما يدعو إلى الغوص في المسائل الاستراتيجية، بما تشمل من اتصالات مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى لإشراكها في تلك الفعالية. ولابد لنا من لفت النظر إلى لجنة من أهم اللجان ذات العلاقة بمثل هذا الأسبوع، وهي لجنة تقنيات الاتصالات والمعلومات في غرفة تجارة وصناعة البحرين، فهي أقرب مؤسسات المجتمع المدني علاقة بذلك الأسبوع.

2. أن تمد الجمعيتان جسورا متينة مع وزارة التربية والتعليم، فهي أكثر الوزارات، إلى جانب وزارة الصناعة والتجارة، أهلية للمساهمة في ذلك الأسبوع، نظرا لكونها مسئولة، وبشكل مباشر عن قطاع الشباب، والذي هو أكثر قطاعات المجتمع التصاقا بالإنترنت، واستفادة من الخدمات التي تقدمها. على أن يتم ذلك دون إغفال لطلبة المدارس والجامعات الخاصة الذين ينبغي زجهم بشكل مباشر ليس في حضور فعاليات ذلك الأسبوع فحسب، وإنما للمشاركة أيضا في الإعداد لتلك الفعاليات وفي آليات تنفيذها.

3. تلك كانت خواطر أطلقتها فعاليات أسبوع الإنترنت الخليجي 2009، الذي مهما قيل عنه، يبقى علما من أعلام الأنشطة المستقبلية التي ينبغي تطويرها من أجل التأسيس لبناء مجتمع «بحرين المستقبل»