العدد 2642 - الأحد 29 نوفمبر 2009م الموافق 12 ذي الحجة 1430هـ

الإعلام التربويّ: نحو رؤية نقدية

نشرة «المعلّم» نموذجا

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

نشرة «المعلّم» نموذجا
لم يكن تعريف الإعلام التربوي من الصعوبة بمكان، إذ يكاد يتفق غالبية الدارسين على أنّه تزويد الرأي العام المدرسي بالأخبار الموضوعيّة والمعلومات الدقيقة والحقائق وكل ذلك بهدف تكوين موقف بشأن واقعة مدرسية أو مشكلة تعليميّة.
وتزخر ساحة الإعلام التربوي في مملكة البحرين بالإصدارات الورقية والالكترونية. وأكيد أن الورقيّ يحظى بالأهمية لذلك تتنافس المؤسسات التعليمية والهيئات الإداريّة واللجان الوزارية في إصدار النشرات توثيقا لعملها أو خدمة للرأي العام في مجال التربية والتعليم.
وتتفاوت هذه الإصدارات من ناحية الأهميّة وتختلف من ناحية الشكل والمضمون بما يضمن لكل واحدة بعض خصوصياتها المميزة حتى لا تكون استنساخا واجترارا لإصدارات أخرى.
ولقد لفتت انتباهي بشكل خاص نشرة «المعلّم» وهي مولود إعلامي تربوي تصدره اللجنة الاستشارية للمعلمين برئاسة عبد الغنيّ الشويخ. وترى هذه النشرة النور دوريّا بمعدل مرّة كل ثلاثة أشهر تقريبا وقد أينعت واشتد عودها مع العدد الخامس الصادر في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2009 بعد أن كانت قد شهدت انطلاقتها بميلاد العدد الأول في يونيو/ حزيران 2008.
وليس هذا المقال سوى قراءة نقدية سريعة كنت قد وعدت بها بعض أعضاء اللجنة خلال اجتماع خاطف معهم والحقيقة أن النشرة تستحق وقفة تأمليّة أطول مما يلي:
لعلّ أبرز ما يميّز هذه النشرة اسمها «المعلّم» وهي من خلال الاسم تعكس التفاتة عزّ نظيرها إلى أحد أقطاب العملية التعليمية إلى المنفِّذ الميدانيّ لذلك حوت النشرات ركنا ثابتا يصور التجارب الرائدة للمعلمين، غير أنه لا نرى في بعض التجارب الموصوفة من الريادة شيئا كما هو الحال في العدد الثالث صفحة 11 إذ لا تلحظ في تجربة المعلم المعروضة سوى برنامج عادي لكل معلم ينفذه لتحسين تحصيل الطلاب في اللغة الانجليزية.
أمّا ركن نوافذ فهو النافذة المشرقة على المدرسين لمحاورتهم عبر الحديث الصحافي وبقدر ما شدَني الحوار الوارد في العدد الثالث مع المعلم الفنان التشكيلي المبدع موسى الدمستاني بما تميز به الحوار من تماسك وتشويق والتزام بموضوع الحوار، فإن الحوار الوارد في العدد الأول جاء متواضعا على رغم قوة العنوان الذي تصدَّره إذ دخل المحاور مباشرة خلال الحوار مع الضيف بشأن تجربة سنغفورة في التعليم، ثم عدل عن هذه التجربة إلى مواضيع أخرى لا علاقة لها بالعنوان فضلا عن أخطاء التنسيق في الكتابة بين جملة السؤال ونصّ الجواب. وهذا ليس بالعيب وإنما هو دليل على أن النشرة تتطور من عدد إلى آخر وذلك بفضل تضافر جهود أعضاء هيئة التحرير فضلا عن أن المحررين والمحاورين هم من جنود التعليم وليسوا مختصين في مجال الإعلام والصحافة ولذلك يكفيهم فخرا هذا الإنجاز مهما حوى من هِنات خاصة في أعداده الثلاثة الأولى بينما تنظر إلى العدد الرابع والخامس فتلحظ الاستفادة من عثرات الأعداد السابقة إذ ازداد التناسق أكثر بين الموضوع والصور المختارة على عكس ما كان عليه مثلا في العدد الثالث في ركن «حين تتحرك أقلامهم» وهو مجال نشر خواطر المدرسين وأشعارهم وتقرأ فيها خاطرة للوطن (البحرين) أمّا خلفيّة الورقة فهي أشجار صنوبر طويلة قد تناثر عليها الثلج في بياض لا وجود له في البحرين في حين كان من الأجدر اختيار خلفية توحي بعلم البحرين أو أحد معالمها الأثرية المميزة.
أما مع العدد الرابع والخامس خاصة فإنك تلحظ تطورا ورغبة في التغيير إذ إن طريقة كتابة عنوان النشرة اختلفت في الصفحة الرئيسية من العدد الخامس فضلا عن نضج في الإخراج وجودة في اختيار الموضوعات واختفاء شبه كلّي للأخطاء الإملائية فضلا عن صنعة في الكتابة تجلّت أكثر ما تجلّت في الصفحة الختامية من غلاف الأعداد الثلاثة الأخيرة، إذ تقرأ خاتمة للعدد تميزت بلغة صاحبها الذي لم يعلن عن هويته ليكتفي بالكلمة معلنة عن إبداعه.
نرجو لأعضاء اللجنة الاستشارية للمعلمين التوفيق ومزيدا من الاقتراب من مشاكل المعلمين الميدانية كما نرجو لهيئة التحرير مزيدا من النجاح والتقدم في عملهم، ومنها مزيد من الترويج للنشرة بين المدارس حتى يطّلع عليها أكبر عدد من المعلمين إذ هي منهم وإليهم.
ختاما لا يفوتنا تهنئتهم وتهنئة قرّائنا الأعزاء وكل العاملين في الحقل التربوي بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2642 - الأحد 29 نوفمبر 2009م الموافق 12 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً