ما تزال أزمة طلب إمارة دبي تأجيل دفع ديون شركة دبي العالمية تتفاعل، وعلى نحو سلبي، وعلى أكثر من مستوى، فعلى الصعيد الدولي تراجعت أسعار الاسهم الاميركية جراء ذلك، وخسر مؤشر داو جونز 154 نقطة، أي 1.5 في المئة من قيمته. والشيء ذاته تعرضت له الأسواق الآسيوية والأوروبية، وبينما أخذت هذه الأخيرة في التعافي قبل الإغلاق، فبعد تراجع بلغ ما يربو على 3 في المئة يوم الخميس، عادت لترتفع بنسبة 1 في المئة يوم الجمعة، واصلت الأولى تراجعها حيث تراجع مؤشر نيكي بنسبة 3.2 في المئة، ومؤشر هانغ سانغ بنسبة 4.8.
ولم يختلف سلوك الأسواق الخليجية عن نظيراتها العالمية، حيث واصلت ثاني أكبر بورصة عربية، وهي سوق الكويت للأوراق المالية خسائرها مباشرة بعد اندلاع ازمة دبي كي يفقد مؤشرها 165 نقطة من قيمته، ويعد هذا المستوى هو أدنى مستوى للمؤشر الكويتي في تسعة أشهر منذ فبراير/ شباط 2009. ولحقت سوق الإمارات العربية المتحدة بشقيقتها الكويتية حيث «سجلت الأسهم خسارة جديدة، إذ فقد مؤشر بورصة أبوظبي 14 نقطة ليستقر عند مستوى 2910 نقطة، في حين خسر مؤشر سوق دبي الأكبر نحو 33 نقطة لينهي تعاملات الأسبوع عند مستوى 2093 نقطة، كما سجل مؤشر سوق الإمارات المالي تراجعا بنحو 27 نقطة، ليستقر عند مستوى 3028 نقطة».
ولم تمس الأزمة الدبوية الأسواق المالية العالمية والعربية فحسب، فقد طالت أيضا الأوضاع الاقتصادية العربية، وهنا تكمن خطورتها. فهناك النفط أولا، والذي كان أول المتضررين من تلك الأزمة، حيث تناقلت وكالات الأنباء مواصلة «أسعار النفط هبوطها لتصل إلى أدنى انخفاض في ستة أسابيع دون مستوى 74 دولارا ، وسط فزع المستثمرين بسبب مشكلة ديون في دبي مما دفعهم لتقليص مراكزهم والتحول إلى الأصول الآمنة».
لا أحد بوسعه أن ينكر ان الأزمة عميقة وخطيرة في آن . فهناك الثمانون مليار دولار، وهو إجمالي الديون التي تطلب دبي تأجيلها، ورغم أن هذا المبلغ يعتبر رقما متواضعا عند الحديث عن الأزمات المالية المعاصرة التي بلغت خسائرها في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة تريليونات الدولارات. لكن تأثيراته السلبية المباشرة عميقة على اقتصاد متواضع في إمارة صغيرة من حجم دبي، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار امتداد الاقتصاد الدبوي المالي في الأسواق العالمية، مما يجعلها لقمة سائغة في أفواه أسماك القرش العالمية الجائعة اليوم، والباحثة عن ضحايا جدد تعوض بها خسائرها التي ألمت بها جراء الأزمة المالية العالمية. لكن ذلك لايعني أن الأزمة قاتلة، إذ ما يزال في الإمكان السيطرة عليها، طالما أنها محصورة فقط في تأجيل دفع الديون، التي يمكن تسديدها في فترة زمنية قياسية، في حال تضافرت جهود خليجية صادقة في عدم ترك الإمارة الصغيرة تواجه الأزمة لوحدها. محدودية الأزمة يؤكدها تصريح مسؤول بريطاني حكومي كبير خص به صحيفة «الإندبندنت» اللندنية التي خصصت عددا من صفحاتها لتسليط الضوء على الأزمة، قال فيه «إن ازمة دبي تعد من الازمات المتواضعة التي يمكن التحكم فيها واحتواء تأثيراتها بالنسبة لبريطانيا، بيد ان ثمة مخاوف في امارة ابو ظبي، جارتها الاماراتية الغنية بالنفط، من ان كمية قروض الانقاذ السابقة قد تترك دبي تواجه مصيرها». لكن ما يثير المخاوف هو، كما تحذر صحيفة «الفاننشال تايمز» البريطانية، احتمال توقف المشروعات العقارية الأخرى التي تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 300 مليار دولار قبل ان تبدأ اسعار العقارات في الانهيار. يشير إلى هذه المسألة أيضا المستشار في كوموديتي بروكينج سيرفيسيس (CBS) الأسترالية بنسون وانغ الذي يؤكد على أن «وضع دبي مثير للقلق للغاية ويخشى الناس بالطبع تأثيرا متتاليا محتملا اذا عجزت دبي عن سداد ديونها».
وكي نضع الأمور في نصابها، لابد من التذكير هنا من أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها دبي عن حاجتها إلى سيولة مالية كي يتسنى لها إعادة هيكلة اقتصادها بشكل عام وتسديد ديونها بشكل خاص، فقد سبق لها أن لجأت إلى إمارة أبوظبي، التي أمدتها بعشرة مليارات دولار في شكل سندات حكومية. وتكرر الأمر في هذه الأزمة أيضا إذ بادر مصرفان ظبيانيان، قبيل سويعات من إعلان دبي عن أزمتها بضخ 5 مليارات دولار. ولربما تأتي هذه الأزمة اليوم كي تكشف ضرورة توفر غطاء مالي عربي ( في الأساس خليجي)، كي ينتشل دبي وبشكل جذري، من ازمتها. ونأمل أن لا تقف العواصم الخليجية موقف الشامت الذي ينتظر «انفجار الفقاعة الدبوية» كما يحلو للبعض أن يردد.
لقد شكلت دبي، بما حققته خلال السنوات الثلاثين الماضية، نموذجا اقتصاديا كانت العديد من العواصم العربية، بما فيها الخليجية تتمنى ان يكون في وسعها تقليده، وكأي اقتصاد آخر، ومهما بلغت متانته، يبقى معرضا للأزمات والعواصف. لقد حققت دبي ما حققته دون أن تساعدها آبار النفط التي نعمت بها جاراتها الخليجيات، وبنت، من خلال نظرة مستقبلية اقتصادا متناميا حقق إنجازات لايمكن إنكارها.
لذا، ودبي اليوم تقع ضعيفة من جراء نزيف أنهك قواها الاقتصادية والمالية، وتآكلت معه نسبة عالية من سيولتها النقدية، بحاجة إلى «فزعة» عربية تعينها على النهوض من كبوتها. أسوأ ما نخشاه اليوم، وما لا تريد دبي أن تراه، هو أن تشجع وقعتها العواصم العربية الأخرى، كي تبادر إلى سن سكاكينها والانقضاض عليها، او التمتع برؤيتها جريحة تنزف دون ان يكون هناك من يمد يد العون لها، وخاصة من بين صفوف شقيقاتها الخليجيات، ممن ينامون على الأموال النفطية المخزنة في المصارف الأجنبية.
الأمر الذي ينبغي أن تدركه تلك العواصم، أن في مساعدتها لدبي الكثير من الدعم المباشر لأوضاعها التي قد تمتد لها شرارة دبي فتشعل الحريق في اقتصادها هي، وحينها لن تجد من بوسعه نجدتها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ
ضحية ؟؟؟!! تتمة
ولكن سؤالي للكاتب ماهو ذنب الشعوب التي طالبت حكوماتها بإنقاذ دبي ؟ لماذا على الشعوب دائماً أن تدفع أثماناً باهظة لأخطاء ..... ؟؟؟
ضحية ؟؟!!
إذا كانت دبي سقطت فهي ضحية للطمع والجشع , فعندما يبحث الإنسان عن إشباعه الدنيوي وهو واقع تحت وهم أن الدنيا ستحقق له اشباعاً طليقاً فلا ريب أنه سيرتطم بصخرة الإحباط الذي هو طبيعة هذه الحياة الدنيا , ولعل المتتبع للمشاريع التي تنفذها دبي يكتشف صحة هذا الكلام , لقد لهثت دبي نحو ما توهمت أنه تميز فبنت وأنشأت نماذج أرادت أن تنفرد بها دون منافسة من أبراج تناطح غيوم السماء وفنادق اسطورية ومدن قد نكون سمعنا وصفاً لها في عالم ألف ليلة وليلة , فماذا كانت النتيجة ؟ هاهي دبي تصرخ طالبة النجدة ,
مد أطواق النجاة واجب 2
اليابس فدولة الامارات تتكون من سبع امارات يجب أن يقفوا مع بعض في وقت الشدائد وهم يمثلون اتحادا متماسكا ثابتا مثل ما أراده الشيخ زايد( رحمه الله) وهذا طوق النجاة رقم 1 والطوق الثاني دول مجلس التعاون الخليجي التي يجب أن يكون عندهم صندوق مالي مشترك يستخدم وقت الحاجة وعند الحروب والطوق الثالث الدول العربية لا يجب عليها الوقوف والصمت والتفرج بدون تقديم المساعدة. ام محمود
مد أطواق النجاة واجب
أشكر الكاتب لمقاله الممتاز في العرض ولا نريد لطموحات امارة دبي وتسارعها في انجاز كل ما هو مذهل واسطوري في فترة زمنية قياسية من جزر على أشكال النخيل وأبراج وناطحات سحاب ومطارات تتسع لملايين المسافرين ومترو رائع يسابق الزمن في سرعته ومدينة ديزني لاند وفنادق خيالية تتسع لألآف السواح وحلبة سباق وغيرها من الانجازات المبهرة أن تكون سبباً في تراجعها وتخاذلها وسقوطها نريدها قوية وقت الأزمات حتى لوكثرت حولها أسماك القرش المفترسة والسكاكين العربية والأجنبية وشرار الحريق الذي يمكن أن يأكل الأخضر و
هشاشة الاتحاد
فكيف بدول التعاون والا لوكان هناك اتحاد بمعنى الكلمة ما يحتاج نحلل ونتوقع هل امارة ابوضبي ستنقد الوضع ام انها كغيرها ستضع السكاكين في خاصرة امرة دبي باين انه اتحاد صوري فقط كما هو اتحاد دول مجلس التعاون واللبيب بالاشارة يفهم
مايحتاج سن السكاكين
المستثمرين الغربيون بدأوا في سن السكاكين و مب محتاجين العرب المفلسين ... الأزمة الحالية كانت مفاجأة لكنها يبدوا انها مخططة قبل العيد.. أبوظبي بتحصل على ممتلكات برخص التراب .. لوعندي مليار جان رحت دبي و إشتريت شركة الإمارات للطيران
حفط الله دبي
نتمنى مخلصين ان تهب دول وامارات الخليج بضخ السيولة النقدية لدبي فهي نموذج تنموي يحتاج الى دعم حفظ الله دبي من كل شر..
تابع الارباح والخسائر
على اساس الارباح والخسائر وليست على اساس المساعدة لدولة خليجية والدليل ان امارة ابوظبي قالت على لسان احد مسئوليها ان ستقدم المساعدة لبعض المشاريع وقد يعني هذا شراء حصص في المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والمربحة فقط وهذا ينطبق على دول الخليج الاخرى ، فلو رأت ان الربح من المساعدة سيكون ذات فائدة عليها فتساعد والا ستترك دبي لوحدها والاغلب ان السكاكين قد ارسلت فعلا للحدادين لشحذها
الارباح والخسائر
من المعروف انه يوجد تنافس كبير بين دول الخليج في جذب المستثمرين والاستثمارات الاجنبية بغض النظر عن التكامل الاقتصادي ، فمثلا بعض المشاريع الكبرى كانت مقتصرة على بلد ما واصبحت بفعل المنافسة موجوده في الامارات (اصلاح السفن مثالا ) ، ومن المعروف ايضا انه يوجد بعض الخلافات بين السعودية والامارات (منع دخول الاماراتيين السعودية بالبطاقة الشخصية والاختلاف على موقع البنك المركزي الخليجي مثالا) وهناك تنافس كبير بين الامارات وقطر والبحرين في مجالات عدة ... باعتقادي ستكون المساعدة (ان وجدت) على اساس
وقوع دبي وحنكة رئيس مجلس الوزراء
لما تمر الأحداث وننبهر بولادة المدن العملاقة وبعد ذلك تأتي عاصفة هوجاء تدك الصرح الذي أبهر القاصي والداني ، ونلتفت إلى بلدنا المتواضع في رقعته الجغرافية وهي ممسكة بزمام قادتها المحنكين وماوصلنا إليه إلا بحنكة رئيس مجلس الوزراء والذي يمتاز بشخصية قيادية إقتصادية فذة أبهرت العالم وذلك من حصاده للجوائز الدولية المتالية حفظ الله ولاة أمورنا من كل سوء وأدامهم عزا وذخرا للوطن وأمد الله في عمرهم وأدام عليهم موفور الصحة والعافية.
ازدهار مالي وفساد اخلاقي......
فتحت دبي اسواقها لكل انواع التحارة وهذه
العاقبة ونخشى ان تليها البحرين لما فيها
من انواع التجارة واسألوا زوارها وهم يعرفون,,,,