ينتظر الشارع الرياضي البحريني تشكيل لجنة التحقيق في الإخفاق المونديالي لمنتخبنا الكروي في الوصول إلى مونديال 2010 والتي وجه بها رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد منذ أسبوعين.
وعلى رغم قناعتنا بأهمية التحقيق فيما جرى والأسباب التي أحاطت بمباراة إخفاق المنتخب أمام نيوزيلندا في إياب الملحق النهائي، فإنني أعتقد أن التركيز في الفترة المقبلة يجب ألا ينحصر على ما جرى في لقاء نيوزيلندا بقدر حاجتنا إلى تصحيح الكثير من الأوضاع السائدة في وضعنا الكروي عموما وضرورة إيجاد حلول لمشكلات جذرية تراكمت مع مرور السنين حتى أصبحت مزمنة.
وعلى رغم مرارة الإخفاق وتفويت الفرصة التاريخية بأيدينا مرتين للصعود إلى مونديالي 2006 و2010 إلا أننا يجب أن نكون واقعيين في تعاملنا ونظرتنا إلى الأمور ويجب أن يشكل إلينا ذلك دافعا للعمل الجاد وليس إحباطا، وهنا نستذكر التجربة اليابانية إذ خرج اليابانيون يبكون من العاصمة القطرية (الدوحة) التي استضافت التصفيات الآسيوية النهائية لمونديال 94 وذلك بعد هدف عراقي سجل في الدقيقة الأخيرة من مباراتهما لكن ذلك كان نقطة انطلاق عمل منها اليابانيون بقوة في اهتمامهم وتطويرهم لواقعهم الكروي ليتحولوا من دولة مغمورة كرويا على الساحة إلى قوة كروية وأصبحت بعد ذلك ضيفا آسيويا دائما في كؤوس العالم وتحقق بطولات كأس آسيا.
ولو نظرنا إلى التجربة التونسية بعد إهدار التونسيين فرصة المونديال بأيديهم في يوم خروج منتخبنا نفسه فسنلاحظ كيف قرأوا ذلك الإخفاق فلم يقتصر الأمر على ما حدث في مباراتهم الأخيرة أمام موزمبيق وإقالة المدرب بقدر ما كان تركيزهم على تشكيل لجنة متخصصة لدراسة الوضع الكروي العام في تونس.
صحيح أننا بحاجة إلى التحقيق فيما حدث وكشف المقصرين في الإخفاق المونديالي، لكن الأهم هو حاجتنا إلى تغيير واقعنا الكروي العام لنضمن عدم تكرار تلك الأخطاء التي حدثت بسبب أوضاعنا الكروية السائدة والتي وصلت إلى حد لا نعرف فيه من يتحمل المسؤولية الحقيقية لمنتخب الكرة والتي إن ظلت على حالها فإننا سنشاهد تكرار مثل هذه الأخطاء وغيرها مستقبلا في مناسبات وبطولات مختلفة وبالتالي سنلاحظ أنفسنا نعود إلى نقطة الصفر مجددا ونبحث عن حلول جديدة لواقع صعب حان الأوان لتغييره.
ولنكن واقعيين أن كأس العالم لم يكن يوما طموحا وهدفا أساسيا لطموحات وآمال الجماهير البحرينية لأننا نعاني منذ سنين طوال من أجل تحقيق ولو بطولة الخليج دون أن ننجح على رغم أننا وراء تأسيس واستضافة الدورة في الوقت الذي فازت به جميع المنتخبات الخليجية باللقب، ولو رأينا لذلك سنلاحظها إنها ترجع إلى الأسباب نفسها من نظام رياضي بلا هوية وأوضاع إدارية خاطئة وقلة ملاعب وأندية متواضعة الإمكانات ومسابقات كروية مأساوية وعدم اهتمام بالقاعدة.
إننا في هذا الصدد نناشد الشيخ ناصر أن يضع يديه على الجروح الحقيقية للوضع الكروي الذي لا يساعد على تحقيق الإنجازات وننصدم في اللحظات الأخيرة وخصوصا مع تولي سموه قيادة اللجنة الأولمبية البحرينية التي نتطلع إلى أن ترتدي ثوبا جديدا وقويا في النهوض بواقع الاتحادات وعلى رأسها كرة القدم وتوفير الظروف المناسبة التي تهيئ لمنتخباتنا الكروية القدرة على تحقيق البطولات والإنجازات وعدم الاستمرار في مسلسل الإخفاقات والصدمات.
إننا نتطلع إلى تشكيل لجنة للتغيير للنهوض والتطوير أكثر من الحاجة إلى مجرد لجنة للتحقيق وإن اللجنة المطلوبة يجب أن تكون من المتمرسين والقريبين من العمل والواقع الرياضي الذين يعرفون مشكلاته وليس مجرد «منظِّرين» وأن نوفر للجنة الدعم وأن ترعى الجهات المعنية توصيات ومقترحات اللجنة وليس على غرار توصيات ورشة الفيفا التي عقدت بتوجيه من سمو ولي العهد لتطوير الكرة البحرينية و مضت عليها سنتين ومازالت مجمدة في الأدراج... فهل ندرك الطريق الصحيح أخيرا؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ
اقتراح من مواطن غيور على وطنه ..
إذا كانت هناك نية جدية للنهوض بالمستوى الرياضي في البلاد ، فيجب أولا وقبل كل شيء اختيار إدارة كفؤة بدءاً من الهرم ،و الإهتمام ثانياً بِإيجاد البنية التحتية للملاعب ، ومن ثم ثالثاً الإعتماد على رياضيين بحرينين بدل المجنسين ... الخ .
لكل داء دواء
الكورة عندنا ماراح تتطور بالبركة والحظ الكورة لازم تحتاج لدراسة وتحمل مسئولية عند المنعطفات الصعبة وترك المنصب للكفاءات وأنها ليست بحصر على عائلة دون غيرها وثانيا الاهتمام بالمنشئات الرياضية والاكثار منها والعدل عند توزيعها .