الاحتكار عندما ظهر للمرة الأولى في الوطن العربي بقناة رياضية كان الكل ضده لأنه حرم الكثير من الناس مشاهدة البطولات الكبرى عالميا أهمها بطولة كأس العالم والتي كان الجميع يشاهدها سواء كان متابعا للرياضة أم لا، إذ بعد مونديال 1998 أصبح الكثيرون يبحثون من منفذ لكي يشاهدوا المتعة الحقيقية لكرة القدم ولكن (ART) استحوذت على أهم البطولات وأصبح الإنسان صاحب الدخل المحدود أو الفقير الذي لا يستطيع أن يؤمن لقمة العيش لأبنائه وأهله غير قادر على المشاهدة وبالتالي أصبح الكثيرون في العالم العربي لا يشاهدون المتعة الحقيقية للرياضة، وذلك بسبب الأسعار الكبيرة المطلوبة جراء الحصول على هذه الخدمة.

الآن، وبعد الصفقة التاريخية التي عقدتها الجزيرة الرياضية بشرائها جميع حقوق قنوات (ART) أصبح الكل متفائلا بمستقبل راقي للقنوات الرياضية هذا أولا، أما ثانيا فهو غياب استغلال الناس برغبتهم بمشاهدة البطولات العالمية الكبرى جراء دفع مبالغ مالية كبيرة لا يستطع تأمينها صاحب الدخل المحدود فما بالك بالفقير الذي لا يملك شيئا بين يديه، ومن وجهة نظري فإن التفاؤل الذي يسود الشارع الرياضي العربي سبب هو المعاملة الراقية التي حصل عليها منذ إنشاء الجزيرة الرياضية وغياب الانتهازية والطمع في قاموس تعاملها مع المشتركين في قنواتها، وأنا هنا أؤكد أن هذا الاحتكار الذي أقدمت عليه الجزيرة الرياضية فهو مميز لأن الجميع سيكون بإمكانه مشاهدة أقوى وأكبر البطولات العالمية في مختلف الرياضات بعدما يدفع مبلغا ماليا ملائما للجميع تقريبا حتى وإن ارتفعت الأسعار مثلا بعد هذه الصفقة فبكل تأكيد لن يصل لما كان الكثيرون يدفعونه لقنوات أخرى في العام الواحد، وبتالي لو قارنا احتكار الجزيرة الرياضية ببقية القنوات سابقا لقلنا بالفعل إن احتكار الجزيرة يعتبر مميزا للفرد العربي.

وفي نهاية حديثي أود التطرق إلى مصير رعاية (ART) بطولات الاتحاد العربي للكرة الطائرة، فالمعلوم أن الصفقة تتضمن كل شيء تملكه قنوات (ART) وبالتالي من المنطقي جدا أن تواصل الجزيرة الرياضية رعايتها البطولات العربية لهذه اللعبة التي تمتلك شعبية كبيرة في الشارع الرياضي العربي، وفي حال استمرت الرعاية بكل تأكيد إضافة نوعية لهذه المسابقات لأن الجزيرة سيكون تعاملها مختلفا كليا في طريق نقل هذه البطولات، وهذا ما نتمنى أن تكشفه الجزيرة الرياضية أو الاتحاد العربي للعبة لنا في القريب العاجل.