هل ثمة «عقوبة ذكية» رافقت وترافق التراجع المتواصل للدولار امام العملة الاوربية الموحدة «اليورو»؟ الوقائع والمعطيات تقول ذلك، وتعززه احوال السوق، صحيح ان موجة من الفرح غمرت مخططي السياسات المالية في اوروبا خلال الشهر الماضي مع الصعود المتواصل لليورو امام الدولار، حين سجل ارتفاعا قياسيا خلال الاسابيع القليلة الماضية تجاوز. خلاله اليورو سقف انطلاقته الاولى قبل اربع سنوات. غير ان الفرح الغامر الذي بدا على مخططي السياسات المالية والاقتصادية الاوروبية، رافقه غضب ساطع من اصحاب الاعمال الاوربيين الذين يرون في صعود اليورو غير المبرر «فخا اميركيا» متقنا يهدف الى سحق الصادرات الاوروبية، وذلك وفقا للمعادلة التقليدية البسيطة: «عملة قوية تعني قدرات تنافسية اقل في الاسواق العالمية»، وبناء عليه يكون مخططو السياسات الاقتصادية الاوروبية قد وقعوا في الفخ الاميركي، لاسيما عندما نقرأ تصريحات مخططي السياسات الاقتصادية الاميركية الذين لا يرون ضررا من تراجع الدولار امام اليورو، وكأن الامر تم مع سبق الاصرار، ويعزز ما ذهبنا اليه تصاعد الصادرات الاميركية خلال الشهر الماضي الى مستويات قياسية. اميركا ايها السادة تختار الملعب واللاعبين والتحكيم والجمهور قبل ان توافق على موعد اللعب الذي تذهب اليه دائما وفق هواها
العدد 264 - الثلثاء 27 مايو 2003م الموافق 25 ربيع الاول 1424هـ