العدد 2631 - الأربعاء 18 نوفمبر 2009م الموافق 01 ذي الحجة 1430هـ

«الأحمر» دخل التاريخ!

محمد طوق mohammed.tooq [at] alwasatnews.com

رياضة

زادت الأحزان في مملكتنا بعد خسارة منتخبنا الوطني من نيوزيلندا وضياع فرصة تاريخية ثانية للظهور في أكبر محفل عالمي بجنوب إفريقيا 2010 بعد خسارة مؤلمة أبكت الشعب البحريني بأكمله كبيرا وصغيرا رجالا ونساء.

يكفي أن الجماهير البحرينية العاشقة لمنتخبنا الوطني لن تنسى الذكرى المؤلمة في الأربعاء الأسود قبل 4 أعوام تقريبا عندما خسرنا الفرصة الأولى أمام ترينيداد وتوباغو أمام تلك الجماهير التاريخية التي آزرت المنتخب في الاستاد الوطني إلى جانب وقوف الكثير وراء المنتخب من عبر الشاشة الماسية لعدم حصولهم على مقاعد في الملعب، وبكل تأكيد لم ولن يمر الأربعاء الأسود مرور السحاب والجميع يذكره حتى الآن وربما ينسى البعض الأربعاء الأسود كوننا أصبحنا نمتلك السبت الأسود (14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري) الذي تمنوا أنهم لم يشاهدوا منتخبنا بهذا المستوى الغريب وكأنهم يلعبون كرة القدم لأول مرة في تاريخهم.

ربما ينسى البعض الأربعاء الأسود أمام ترينيداد وتوباغو كون منتخبنا أدى دوره كما ينبغي وربما نقول أنها المرة الأولى التي طرقنا فيها أبواب المونديال بتأهلنا للملحق النهائي وهو بكل تأكيد كان غريبا علينا، ولكن كيف ننسى ذلك السبت الأليم والموحش الذي جعل الجميع يندهش من الأحمر أمام نيوزيلندا، وكأن الشعب البحريني يشاهد فيلما كثرت فيه الأشباح والأموات بعد مستوى لاعبينا، وبكل تأكيد سيكون الشعب مرتبك للغاية كونه شاهد لاعبين يهتزون وأضراسهم كادت أن تتكسر من كثرة الخوف والرهبة... ولكن أيعقل أن تحدث كل هذه الأمور أمام منتخب «الأجبان والحليب النيوزيلندي» الذي لعبنا بدماغهم وأنهينا صلاحية أجبانهم – أي لاعبيهم – في مباراة الذهاب على ملعبنا وبين جماهيرنا على رغم الحظ العاثر الذي وقف إلى جانب لاعبينا بعدم هز الشباك.

مباراة الذهاب كانت كافية جدا لضمان تأهُّل منتخبنا إلى العرس العالمي لولا إضاعة تلك الفرص، وعلى رغم الخروج بالتعادل السلبي إلا أن الجميع أجزم آنذاك بسهولة نيوزيلندا واعتقدنا أننا سنتخطاهم بكل سهولة كوننا اجتزنا منتخب أصعب منه بكثير على ملعبه وبين جماهيره وهو المنتخب الأخضر السعودي، ولكن التحضير للمباراة والأهم العامل النفسي لم يكن متواجدا في المباراة التي لو أعيدت ولعب لاعبونا بمستواهم المعهود لخرجنا من ويلنغتون فائزين بأكثر من ثلاثة أهداف.

يا للعجب والدهشة من مستوى لاعبينا في مباراة الذهاب الذين كانوا نجوما بارعين حقا، إنهم لاعبون محترفون ويجيدون كرة القدم بأصولها على رغم النتيجة السلبية لكن المستوى كان أكثر من رائع، ويا للخوف والرهبة وانقلاب الأوضاع في لقاء الإياب الذي شاهدنا فيه «نجوم الأحمر» مهزوزين وخائفين والجميع لا يريد أن تصله الكرة حتى لا تتكسر أضلاعه وأسنانه من كثرة الاهتزاز الذي أصابهم والخوف الكبير.

ومن خلال تواجدي في ويلنغتون مع الوفد الإعلامي الذي رافق المنتخب كنت خائفا كثيرا قبل المباراة، وتحديدا في آخر تدريب خاضه أفراد منتخبنا على ملعب المباراة بعد مشاهدتي للاعبين ووجوههم التي بدت لا تبشر بخير، والصمت كان عنوانا للتدريب لأكثر اللاعبين وخوف بعض اللاعبين من خوض المباراة.

وفي يوم المباراة استغرب الجميع من هذا المستوى الأكثر من الهزلي للاعبينا إلى جانب التخبطات الكبيرة التي قدمها لنا الخبير العجوز ميلان ماتشالا بداية في التشكيلة الغريبة وفشله الواضح بقراءة المباراة وتغييراته المتأخرة وخصوصا التغيير الأول الذي جاء قبل النهاية بربع ساعة تقريبا وكأن لسان حاله يقول للبديل إسماعيل عبداللطيف «أملنا عليك وأنت تملك الفانوس السحري بتغيير النتيجة!» ولكن للأسف أيضا لا يستطيع لاعب واحد أن يقاتل أمام 10 لاعبين وحارس فالكثرة تغلب الشجاعة يا ماتشالا ولاعبينا!

أخيرا... الأحمر دخل التاريخ ليس بوصوله لهذا الملحق النهائي، إنما دخل التاريخ بمستواه الغريب وخوف اللاعبين، أبكيتم شعبا بأكمله يا لاعبينا ومدربنا الموقرين، فيجب مناقشة هذا الإخفاق بكل شفافية ووضوح وبعيدا عن التعاطف الذي دمر حال كرتنا ووضعها من السيئ إلى الأسوأ.

إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"

العدد 2631 - الأربعاء 18 نوفمبر 2009م الموافق 01 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:06 م

      المزيونة

      كان من المفروض يكون هناك اخصائي نفسي علشان اللاعبون يدخلون المباراة براحة كبيرة
      لكن حسب التحليلات الصحافية لم يتواجد أي أحد منهم وماعتقد إن البحرين ماتمتلك هالأخصائيين
      ان شاء الله رياضتنا تتطور وشكراً لكاتب الأسطر الجميلة
      (المزيونة)

    • زائر 14 | 6:04 م

      بنت بلادي

      والله صدقت في مقالك الروعة والحلو
      نتمنى من المسئولين على رياضتنا مناقشة الاخفاق
      ماتم أحد ما بكى.. وصح لسانك يا طوق صار لنا السبت الأسود والأربعاء الأسود

    • زائر 13 | 6:01 م

      عاشق الأحمر

      على رغم ما حدث فإن قلوبنا ستبقى مع الأحمر في مشواره المقبل.. ونتمنى أن يتأهل لكأس آسيا وتحقيق انجاز مثلما حدث في العام 2004
      شكراً أخوي على المقال إللي يه في الصميم

    • زائر 12 | 12:50 م

      ماذا نستفيد لو فازوا؟

      لو فازو في المباراة وتأهلوا، لحصل كل لاعب على مبلغ خيالي يحلم المواطن المسكين بثُمن هذا المبلغ، بالإضافة بالإضافة إلى سيارة فخمة ووووووو،وهم جميعاً لا يستحقون هذا البذخ الزائد عليهم حتى في حالات الفوز، فالمواطن أولى بهذه المبالغ منهم.

    • زائر 11 | 6:08 ص

      والله حرام

      صدقت ياخوي
      صدق دخل التاريخ من أوسع أبوابه من هالمستوى إللي قدموه
      حرام إللي سووه فينا هاللاعبين والله حرام

    • زائر 10 | 5:29 ص

      شكراً أيها الكاتب البارع

      لا لعب ولا مهارات ولا عقلانية في الملعب من هاللاعبين .. ظهروا بصورة سيئة وهذي أسوأ مباراة في تاريخ البحرين.. وفعلاً يا طوق إن الأحمر دخل التاريخ من مستواه الباهت والغريب
      نشكرك على قلمك المبدع
      السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الهجوم من قبل البعض على سيدمحمد عدنان
      هل أضاع عدنان الكرة في آخر دقيقة
      ضاعت ركلة الجزاء قبل 40 دقيقة وين اللاعبين عجل

    • زائر 9 | 5:24 ص

      مقابلتك مع العربية

      شفناك يا طوق في قناة العربية تقول إن منتخبنا جاهز للمباراة وهذي أهم مباراة راح يلعبها المنتخب في تاريخه وأحنا متفائلين بالمنتخب يظهر بصورة زينه ويحقق نتيجة إيجابية
      كلامك عين الصواب في المقابلة مع العربية لكن حدث العكس وكلنا ما توقعنا إن منتخبنا يظهر بهالمستوى الدايخ والباهت
      وين المسئولين ووين تصريحاتهم إللي قبل المباراة نتمنى الحين يطلعون ويقولون أسباب الخسارة إللي كسرت قلوب الشعب البحريني كله
      عموماً تسلم طوق على صراحتك ومقالك الجميل.. دام لنا قلمك الأمين وللأفضل بإذن الله

    • زائر 8 | 5:20 ص

      بنت البحرين

      كنا نتمنى إن نفوز ونفرح ونروح الجامعة يوم ثاني مستانسين وفرحانين لكن للأسف خذلونا اللاعبين بمستواهم.. أني أول مرة أشوف منتخب البحرين يلعب بمستوى جديه
      صدق كانوا خايفين
      أنت يا محمد تقول إن اللاعبين كانوا خايفين قبل التمرين وأني أتفق مع الزائر رقم 1 ليش ما كلمتهم دامك هناك وتشجعهم يلعبون عدل في التدريب علشان المباراة
      الكل كان مستانس قبل المباراة ويعتقدون أن البحرين بتتأهل لكن عقب الكل قام يصيح >> حتى أني

    • زائر 7 | 5:16 ص

      دبحونا

      كل الشعب البحريني بكى عند خسارة المنتخب والمشكلة إن اللاعبين ماكانوا حاسين إن الشعب ينتظر نتيجة زينه علشان يفرحونهم.. تسلم طوق على مقالك الصريح ونتمنى من لجنة التحقيق تنشر تقاريرها بأسرع وقت ممكن

    • زائر 6 | 4:30 ص

      الزائر رقم 1 تصلح كاتب رياضي

      فعلاً أن غياب الروح الرياضية والحماس وكثرة الصمت الذي أحاط بالاعبين أثناء المبارة لأنها خرجت من دون صوت لاعب شجع الاخر كانوا في تلك المبارة يحتاجون الى الصراخ لكي يظهروا الحماس ويخرجوا ما في النفس من ضغط الذي تراكم من المبارة السابقة على أرض البحرين. وفي العادة لاعبينا في حال ضياع اي فرصه تراهم يعيدون التفائل حتى آخر ثانية من المبارة والعكس صار في المبارة مع نيوزلندا.

    • زائر 5 | 2:59 ص

      الرياضه علم

      مقارنه بسيطه بين الفريقين :
      منتخبنا الوطنى نيوزلندا
      - اللياقه 85% 90%
      -القوه الجسمانيه 65% 100%
      -التركيز 75% 90%
      -تطبيق التكتيك 80% 95%
      -الضغط على اللعيبه 54% 90%
      -السرعه فى التنفيذ 60% 85%
      -الأنسجام 80% 90%
      إذا كيف تفوز؟
      بطبع هناك عوامل أخرى فنيه.

    • زائر 4 | 2:06 ص

      الله كريم

      للأسف اللاعبين إلي كنا حاطين أملنا عليهم هم من خذلونا. سالمين و محمود جلال و عدنان و سلمان عيسى و إلي ما كنا نتوقع منهم شي هم من قاتلوا في الملعب.

    • زائر 3 | 1:51 ص

      تاريخ يعيد نفس

      ما أشبه الأمس باليوم . نحتاج عناصر شابه تقود المنتخب وليس عقليات لا تفهم الشباب وطوحه للوطن .
      كأني أرى سمو الشيخ ناصر علم يرفر لرفع المنتخب على كفه في طموح الشعب البحرين في صنع منتخب يخط الدرب في الأنجازات .
      يا سمو الشيخ فواز المنتخب والشعب لا يشترى بالأموال على حساب طموح شعب .

    • زائر 2 | 12:02 ص

      ما تشوف شر

      قولوها وبصراحه لو المنتخب ما لعب عدل وسجل كول حتي انت يا محمد طوق كنت بتقول شفت المنخب يتدرب وهو في حاله نفسيه قويه وكانو يصارخون في الملعب. مشكلتنا ما نطلع الأخطاء في الغلب ما نطلعها الا اذا انهزمنا وينكم من قبل ما أحد تكلم طول الفتره اللي راحت يعني كان المنتخب يقوم بدوره علي اكمل وجه؟
      أبو أحمد

    • زائر 1 | 10:13 م

      دخل التاريخ من أوسع أبوابه

      لو الأخضر لعب أمام نيوزلندا مو أقل من دستة أهداف وفي عقر دارهم
      لكن الحالة النفسية للاعبين لا تدل أبداً على أنهم بحرينيين ولا أقصد مسألة التجنيس، إنما إلي أعرفه أن البحرينين في الكورة خشنين شوي يعني مو يصيحون بعد المباراة .. إلي عليهم يسوونه وإذا خسروا يطلعون وهم يسبّون بعد مو يصيحون
      وين الحماس راح وين طار وأنت يا محمد يوم شفتهم يتدربون في صمت جان رحت كلمتهم حمسّتهم شوي خلهم يصارخون يعني مباراة ما فيها صراخ ما تتسمى مباراة، اللاعبين لازم يتواصلون في الملعب

اقرأ ايضاً