العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ

ملا عطية التوبلاني!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

الآن انكشف لي السرُّ المستودع في خليج توبلي، واصطدت من عمقه المتضحِّل بأكوام الفضلات، سببا دامغا لهذا الانسداد الذي حوّل خليج توبلي من ملهمٍ للشعراء وأصحاب البيان، إلى مستنقع سام تزهد فيه حتى الحشرات والديدان، بعد أن نفقت على سواحله أسراب الميد والقرقفان، والروبيان!! الآن عرفت من هو صاحب هذه الجريمة التاريخية!!

المتهم الأول بلا منازع ولا شريك، ومع سبق الإصرار والترصد هو ملا عطية الجمري الذي دعا على هذا الخليج دعوة خسفت جماله خسفا، وأنزلت عليه كسفا من السماء حولته إلى أرض جدباء، وذلك عندما صدح بقصيدته العصماء التي كتبها في رثاء ضحايا طبعة البلاد القديم التاريخية التي أوقفت عجلة الزمن في العام 1949، على مأساة لا تزال عالية الأصداء، إذ قال في تلك القصيدة النبطية مخاطبا خليج توبلي الذي وقعت فيه الحادثة:

يا بحر الكدر والغم عساك تغـور

خليت القلوب ادموم كلها اتفـور

تنسد بالصخر والكنكري يا خور

يدهيك العـــلي بقوته الجباره

أما انتهى خليج توبلي وأصبح ماؤه غورا، فمن يأتينا بماء معين؟! ألم ينسد بالصخر والكنكري؟!! أما دهاه العلي بقوته وجبروته فأحاله من نعيم إلى جحيم؟

إذا لا سبيل لنا غير تلبيس الملا الجمري بهذه الجريمة، فقد أراحنا من توجيه أصابع الاتهام إلى فلان وعلان فهذا الملا الشاعر هو الرادم والهادم والعادم لهذا الخليج، وهذا التخريج ليس بتهريج، فهو خيرٌ من تسجيل هذه الجريمة ضد مجهول لا نعرف إليه طريقا!

وليس وحده هذا الخليج شقيٌ بائس تعيس، فقد وُلد له أخوةٌ في الشقاء، وآخرون في غرفة المخاض يولدون، فها هي قرية كرانة تستعد لتشييع ساحلها، وعليها أن تحزم أمتعتها فورا للرحيل بعيدا عن الساحل الذي نبتت على ضفافه عظام الأجداد، فإن نجحت العملية القيصرية لولادة مشروع نورانا وتوأمه مشروع مرسى السيف، فكرانة وجاراتها من القرى لن تصبح بعد اليوم قرى ساحلية! تماما كما هو حال قريتي توبلي والبلاد القديم اللتين لا يعرف أبناؤهما أنهما كانتا ساحليتين قبل أن يدعُ عليهما ملا عطية الجمري بالموت والفناء!

بعد أن نحتفل بالتوأم الجديد - نورانا ومرسى السيف - التوأم الشقيق لخليج توبلي يتعين علينا لزاما التنقيب في بطون دواوين الشعراء علنا نظفر بشاعر مرهف دعا على بحر كرانة والقرى المجاورة، فنحبسه في قفص الاتهام، وذلك خير من تسجيل هذا الانتهاك ضد مجهول.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:41 ص

      ماذا عسانا فاعلون

      مثل ما قال اخونا بنفس العدد وفي الاعمدة لايحب البكاء على اللبن المسكوب او البكاء على الاطلال !!!! ماهي الحلول والبدائل ل غول السواحل وبلادنا جزيرة تحيطها السواحل من كل الجهات !!! هل ستنتهي السواحل من جميع قرى ومدن البحرين والشعب يتحسر على شم رائحة السواحل ؟؟؟ وهو مجرد وقت وسنتهي سواحل القرى الشرقية البستين وعراد وقلالي وسماهيج والدير ويصبح تاريخ نحكية للاطفال والاحفاد كان لنا سواحل قبل ........؟؟؟؟؟ اين الغيورين على الوطن ؟؟

    • زائر 2 | 1:37 ص

      تسلم استاذنا الحبيب

      الف رحمة على ملانا الملا عطية رحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جناته اذا كان قد اشجى قصيدة فى غم الخليج بما فتكه فى اهالى البلاد لايعنى جرمة ولايؤاخذ بجريرته بل اين المجرم المتهم الذى حول عين عذارى الى بور ضاحلة هل لك ان تشجينا بتهمة لعصارة العين والعيون والسواحل المسبية- وشكرا اخى عقيل على كتاباتك وفقك الله

    • زائر 1 | 12:26 ص

      منى العين

      ههههههههههه عجبتني .. لا فض فوك اخ عقيل
      واصل و احنا وياك

اقرأ ايضاً