العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ

رسالة مواطن إلى وزير الإسكان

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تُعتبر القضايا المعيشية واحدة من القضايا المهمة التي من المفترض ألا تتجاهلها أي جهة من الجهات المعنية بالأمر في الدولة؛ لأن التقصير في حقوق تحفظ كرامة المواطن معناه غياب العدالة والعجز عن حل قضية مهمة مثل السكن التي تُعَدُّ من الأمور الجوهرية التي لا يمكن التنازل عنها بسهولة. والمواطن في البحرين كما هم باقي مواطني دول الخليج ترعاهم دول المنظومة الخليجية في برنامج تديره الدولة الذي تكفل فيه احتياجات كل مواطن ولاسيما توفير احتياجاته الأساسية وعلى رأسها وحدة سكنية لكل مواطن أو قروض ميسرة للبناء, أو قسيمة أرض وهي جميعها تنصب في النظام الذي وضعته دول المنظومة منذ عهد الاستقلال وحتى اليوم.

مناسبة هذا الحديث هي اتصالات يومية تصل إلى درجة «اليأس» من قبل مواطن بلغ الأربعين ومازال يحلم ببيت يلمُّ عائلته المكونة من سبعة أفراد, وهو المواطن الذي سبق الكتابة عنه في مقال نُشر الأسبوع الماضي. هذا المواطن الذي يعمل موظفا بإحدى وزارات الدولة، لم يطلب المستحيل من وزارة الإسكان، الجهة المسئولة، ولغياب الحل، استعان بالصحافة علَّ أن يجد الحل، ولكن الوزارة لم ترد لحد الآن.

يقول هذا المواطن: «اعذريني لاتصالاتي الكثيرة لكني مهموم كثيرا كما هي عائلتي, أريد أن أعرف بعد كل الرسائل والمداولات مع وزارة الإسكان وطلبي الذي يعود إلى العام 1994 وتمّت إعادته مرة أخرى مع العام 2006، وصولا إلى حالتي اليوم تدعوني إلى سؤال الوزارة في عدم التجاوب معي وحتى عبر الصحافة... كل ما أريده هو حقي في بيت (...) الشقة التي أسكنها هي مبنى يتقاسمه إخوتي وإخواني التسعة, شقتي متواضعة ننشر ملابسنا في غرفة نومي لأنني قررت الاستغناء عن شرفة الشقة وإضافتها لصالة المعيشة حتى تكبر قليلا بعد أن اقترضت مبلغ 1500 دينار منذ أربع سنوات ومازلت أسدده حتى اليوم».

وأضاف «أدخل غرفتي التي مساحتها عشرة في تسعة أقدام مع طفلين وزوجتي بينما باقي أبنائي يعيشون في الغرفة الثانية, المطبخ هو ليس مطبخا بشكله الصحيح ومساحته خمسة أقدام في أربعة، لكننا تعوّدنا عليه بما فيه الحمّام الذي أجريت عليه بعض التعديلات وجميع عائلتي يستخدمونه (...) أبنائي يخجلون من دعوة أي شخص لضيق المكان فنحن ندرس ونأكل ونشاهد التلفاز ونستخدم الحاسوب كله في هذه الصالة التي لم يتسنَّ لها وضع طاولة لإجراء فروض أبنائي المدرسية, فابنتي تكتب على الأرض ولقرب شاشة التلفاز بسبب الضيق بدأ أبنائي بارتداء النظارة في وقت مبكر والوزارة لم تستجب لطلبي».

رغم الإمكانات المتواضعة إلا أن هذه العائلة البحرينية حافظت على مكان معيشتها بشكل لافت، ورب هذه العائلة يتألم كل يوم كما هي زوجته... كلاهما يحلمان ببيت وحديقة صغيرة يلعب بها أطفالهم الذين حتى مجمعهم السكني لا يحظى بحديقة عامة واحدة... الوضع يا سعادة الوزير لا يسر، ونأمل النظر في قضية هذا المواطن رأفة بحاله.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:43 ص

      قليلا من الخجل يا حكومة البحرين

      قليلا من الخجل يا حكومة البحرين

    • زائر 2 | 4:19 ص

      إذن لاعدل ولا أنسانية !

      لازال هناك أمل لو أرادت السلطة ان تغدق على المواطنين بعدلها لفعلت ،لازالت هناك مساحات شاسعة في جنوب البحرين لم تستغل ولم تبنى ل هي املاك خاصة واملاك عسكرية فقط !!
      وكل ابناء البحرين متكدسين +المجنسين في خمس محافظات .. والدفان جاري لمصالح جيوب الاكبارية مشاريع استثمارية وتغيير ديمغرافية جزر البحرين لتبقى من غير سواحل ... ولازال الحل بيد الحكوووووووووووومة ولو ارادت ..!

    • زائر 1 | 10:07 م

      شكر

      شكرا ورحم الله والديك على هذه المواضيع التي تبين لنا الضمير الحي والقلوب الرحيمه

اقرأ ايضاً