العدد 2627 - السبت 14 نوفمبر 2009م الموافق 27 ذي القعدة 1430هـ

ضربتان في الرأس

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

من خضم الألم والحسرة نكتب ونتحدث عن «الضربة الثانية» في تاريخنا الكروي والتي تعرضنا لها بأيدينا لا بأيدي الآخرين وإهدارنا فرصة التأهل إلى كأس العالم لمرتين متتاليتين بسقوطنا في اللحظة الأخيرة من ملحق مونديالي 2006 و2010.

بصراحة لم أتصور أن يكون شكل وسيناريو المباراة بهذه الطريقة التي مرت دقائقها التسعون دون أن نشعر في فترات كثيرة أننا نخوض مباراة مصيرية للصعود إلى كأس العالم، إذ افتقدنا إلى الروح القتالية والحماسة والاندفاع الذي يعوض أية مشكلات فنية ولكن السيناريو تكرر بعد أربع سنوات فسقط منتخبنا بنفس الطريقة التي حدثت أمام ترينيداد.

شخصيا أكثر ما كان يقلقني قبل المباراة هو وضعية اللاعبين وفورمتهم الفنية والمعنوية داخل المباراة أكثر مما كنت قلقا من الفريق النيوزيلندي الذي مازلت أؤكد أننا قدمنا إليه تذاكر السفر إلى مونديال جنوب إفريقيا بـ «عرض مجاني خاص» يحلم به كل منتخب وهو يخوض مثل هذه المباريات المصيرية الحاسمة وهو السيناريو نفسه الذي حدث عندما أهدينا ترينيداد تذاكر السفر لمونديال 2006 وكأن منتخبنا تحول لمن يلعب دورا وللأسف يهدي منتخبات مغمورة إنجازات تاريخية نحن أحق بها وأقرب إليها، وأعتقد أن منتخبنا لم يكن في جو المباراة من الناحية النفسية والذهنية على رغم أن المؤشرات كانت إيجابية قبل المباراة من حيث الجاهزية والتفاؤل.

لا نريد العودة إلى تكرار القول إننا أهدرنا التأهل من لقاء الذهاب الذي أقيم في البحرين عندما أهدرنا الفرص الكثيرة والسهلة لأنه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان في لقاء الإياب لو كان منتخبنا حاضرا نفسيا وذهنيا ولو نجح المدرب ماتشالا في التعامل مع المباراة بدءا ببعض التغييرات التي أحدثها على التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب التي بدت كأنها لعب من أجل خيار التعادل أكثر من رغبة الهجوم والتسجيل لأننا كنا بحاجة للتسجيل في المباراة، وذلك اتضح حتى من عدم وجود ردة فعل من جانب منتخبنا أو أية تغيير بعد الهدف النيوزيلندي عدا ركلة الجزاء الضائعة التي لا يجب ألا نعلق عليها شماعة الخسارة وخصوصا أنها حدثت بداية الشوط الثاني وكان هناك متسع طويل ويفترض أن يكون الفريق مهيئا للتعامل مع الظروف المختلفة في مثل هذه المباريات المهمة، وأن ماتشالا بدا واضحا خوفه من التغيير والمجازفة الهجومية وظل معتمدا على المهاجم الوحيد جيسي جون وتأخرت تبديلاته حتى آخر 12 دقيقة وكأنه ينتظر «معجزة كروية» جديدة في الوقت بدل الضائع مثلما حدث أمام السعودية.

وفنيا نتوقف عند البدء بمشاركة جون أساسيا على رغم أنه كان بعيدا عن المنتخب أغلب أيام الإعداد ولم يلتحق بالمنتخب سوى في معسكر سيدني بعكس بقية المهاجمين إسماعيل عبداللطيف وحسين بيليه «إذا لم يكن مصابا»، اللذين كانا مع الفريق طيلة الإعداد وخاضا تجربة توغو وكان الأجدى البدء بإسماعيل الأكثر نشاطا وفاعلية في حال اللعب بطريقة 4/5/1 التي لا ندري علي أي أساس وضعها الجهاز الفني الذي يبدو أنه لم يقرأ الفريق النيوزيلندي من خلال مباراة الذهاب علما أننا اعتمدنا في غالبية مبارياتنا الأخيرة على مهاجمين حتى عندما واجهنا السعودية «الأقوى والأفضل من نيوزيلندا» في الرياض!... كما أن تحويل محمد حبيل من مركزه الأصلي في الظهير الأيمن إلى وسط جعله ضائعا ونخسر جهوده في مباراة لا تقبل الاجتهادات وكان الأجدى إعادته إلى مركزه وتقديم عبدالله عمر وهو الأمر الذي انعكس على لخبطة التبديلات التي أجراها ماتشالا في اللحظات الأخيرة.

في مثل هذه الظروف يطول الحديث ويتشعب بمرارة وتطلق السهام من جميع الاتجاهات لكن يجب أن تكون هناك مساحة ولو ضيقة لتحكيم العقل على العاطفة يفترض منها عدم مسح جميع اللاعبين طيلة مشوار التصفيات المونديالية ووصولهم إلى مشارف الحلم، وكم أسفت لعدم توفيق سيدمحمد عدنان لضربة الجزاء التي من الظلم أن نعلق عليها شماعة الخسارة فطالما تألق وأبدع وسجل وأنه مازال شابا يتمتع بمؤهلات تساعده على التطور في مشواره.

إنه إذا كان هناك وجه آخر للإخفاق المونديالي فقد حان الأوان للتفكير وتصحيح الأخطاء في أوضاعنا الكروية إداريا وفنيا ونفسيا بصورة إيجابية تستثمر المواهب واللاعبين الذين تزخر بهم كرة القدم البحرينية، وأن العجلة لن تتوقف والمجال مفتوح ولنكن واقعيين بأننا ظللنا سنين لم نفكر فيها بالمنافسة في التصفيات المونديالية حتى تغيرت الأمور مع بداية الألفية وولدت طموحات جديدة يجب ألا تتوقف، ونستذكر هنا أنه في مثل هذا اليوم من بعد خسارتنا أمام ترينيداد في ملحق 2005 قال الكثيرون إن هذه الفرصة لن تتكرر ولكن التاريخ عاد والفرصة تجددت وبصورة أسهل دون أن نستثمرها وذلك درس جديد نأمل التعلم من أخطائه وسلبياته لأن فرصة الأحلام الكروية مفتوحة على أمل أن يأتي يوم للفرح

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2627 - السبت 14 نوفمبر 2009م الموافق 27 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:56 م

      هذا لماذا منينا بالهزيمة

      الكاتب العزيز , لا نبالغ بمشاعرنا الوطنية . ولكن نشعر بالفرحة العارمة حين يحقق المنتخب الوطني اي انجاز (ولو لم يحقق اي انجاز) الذي قال انا لا يشرفني ان امثل هذا البلد و يتهرب هنا و هناك للحصول على الأفضل له ,هذا يكون اهل ثقة و ينسون ما تفوه به ويكون في التشكيلة و لا غنى عنه هل هذا منتخب يستحق التأهل ؟
      النسخة السابقةكانت تزخر بلآعبين من اهل البلد و انت تشاهدهم تثلج الصدور و تطمأن اما التشكيلة الحالية مخسوفة و ليس لها عنوان؟؟؟

    • زائر 2 | 5:41 ص

      الظاهر

      الظاهر
      مونديال 2014بتتأهل أفغانستان على ضهورنا
      عااادي ترى

    • زائر 1 | 2:50 ص

      منتخبنا لا يستحق الصعود...وكفى!!!!

      منتخبنا لا يستحق الصعود...وكفى!!!!

اقرأ ايضاً