تعتبر مبادرات مختلف الجهات الرسمية والأهلية في تكريم الرواد والمبدعين والمتفوقين من أهل البحرين، واحدة من المبادرات الطيبة التي تدر عطاء وتقديرا لجهود المجتهدين من أبناء هذا الوطن، أصحاب الخلفيات الاجتماعية والثقافية المتعددة.

ولعل عاصمتنا «المنامة» وأزقتها القديمة تعد مكانا مناسبا لانعكاس هذا التمازج الاجتماعي والثقافي والفكري وحتى الديني بأنواعه وهي التي خرجت منها الكوادر المهنية والعناصر الوطنية من الرواد ممن أسهموا بعلمهم وخبرتهم وإبداعاتهم وتضحياتهم الوطنية بما فيها مشاركتهم في المناسبات المختلفة دون فرقة أو طائفية.

ولو تكلمنا عن المعايير التي اتبعها صندوق المنامة الخيري في تكريمه الأخير للكوادر الصحية وتحديدا، أطباء المنامة في مأتم مدن، فقد تم اختيارهم من ثلاثة فرجان قديمة هي: (المخارقة، والحمام، والحطب) في تجاهل واضح وتمييزغير مقبول يتعارض مع روح الوحدة الوطنية وروح التسامح عند أهل المنامة مع مختلف الأديان والأعراق والمذاهب من البحرينيين الأصليين سنة وشيعة.

إن التصريحات التي أطلقها النائب خليل المرزوق حول تكريم أطباء المنامة «ثلاثين عائلة عريقة متجذرة في وجدان المنامة» هو كلام غير دقيق ولم يشمل الأقدم في المجال، هذا إذا استثنينا وزيري الصحة السابقين علي فخرو وفيصل الموسوي، فهناك من أبناء المنامة من هم أقدم من هؤلاء الثلاثين بكل احترام، ولم يشملهم التكريم وهم أيضا من عائلات عريقة ومتجذرة ولم يأتوا من كوكب آخر.

لا ندري إن كان ذلك مقصودا أم تعمدا صريحا بتجاهل شريحة كبيرة من أبناء العاصمة وتحديدا الأطباء في حفل التكريم الذي أقيم الأسبوع الماضي، بحضور وزير الصحة فيصل الحمر ضمن فعاليات أسبوع العاصمة الصحية ولكن للحق فهناك أحياء وفرجان أنجبت رجالا وطنيين ومخلصين لعبوا دورا كبيرا في مجال الطب، إلا إذا كان القائمون على الصندوق يجهلون جغرافية العاصمة التي تضم فرجانا عريقة مثل (العوضية، الذواودة، الفاضل، الحورة، حالة بني أنس وغيرها).

لقد كان الأجدر بالقائمين على الصندوق تكريم الأطباء القدامى كافة من أهل المنامة من الطائفتين الكريمتين ويكونون بذلك قد أثبتوا أنهم ملتزمون بمبدأ المواطنة قبل المذهب!! وان دعوتهم لسعادة وزير الصحة ووزيري الصحة السابقين وغيرهم من الرسمين, لايلغي الشك في مواقفهم ولا يبرر تصرفهم هذا...