تستعد هذه الأيام حملات بحرينية كثيرة للتوجه إلى العراق، وكثيرا ما نسمع أحاديث عن العراق وشعبه، عن الاستعدادات الأمنية والصحية، عن البعثة الدبلوماسية البحرينية هناك، و في هذه الأثناء، عدت إلى الوراء بذاكرتي الملأى بالذكريات الجميلة التي حملتها معي من العراق في رحلتي إليه قبل شهر واحد،لاستذكر ما لقيته هناك من حفاوة وترحاب، وما لمسته من دور بارز للسفارة البحرينية وعلى رأسها سفير البحرين لدى العراق سعادة السيد صلاح المالكي.
لا أكتب هذه الأسطر استدرارا لأمور شخصانية، وإنما أكتبها لما يوجبه عليّ الضمير، ويحثني عليه الواجب، فلابد لنا من تقييم وتقويم دائمين للأداء العام، نُعلي بهما من شأن مملكتنا الحبيبة في نفوسنا وفي أرجاء الدنيا كلها.
عندما كنت في العراق، لم تبارحني مقولة «كن خير سفير لبلدك في الخارج»، إذ إنك ستكون مرآة للبحرين وشعبها، فما إن التقيت سعادة السفير المالكي حتى خالطتني الغبطة والسرور، فرأيته - حقا - الرجل المناسب في المكان المناسب، وصار «خير سفير لبلده البحرين في العراق...».
لست بصدد تعداد محامد الرجل بقدر ما أنا راغب في الإشادة بمجهوداته، وفي استحثاث غيره على العمل المخلص على غرار عمله... فعلى رغم كونه أصغر سفراء البحرين سنّا، إلا أنه أثبت جدارته واستحقاقه، بل وتفوقه.
رأيت المالكي يشرف بنفسه على أمور البحرينيين هناك، بل ويتابعها ويقوم بها بنفسه، حتى لو كلفته التنقل بين مدن مختلفة في ظل الأوضاع المضطربة والمعروفة في العراق... وجدت بابه مفتوحا أمام الجميع، ولا تراه مغلقا في وجه أحد.
رأيت المالكي حريصا على حفظ المال العام الذي تصرفه البعثة التي يرأسها، فتجده يضطر للذهاب بعيدا من أجل تزويد البعثة بمستلزمات أرخص مما هو موجودة بالقرب من مقر البعثة، مما يسطر معاني عالية من الحس الرفيع والوطنية لدى الرجل.
رأيت المالكي لا يهدأ ولا يرتاح، فهو من الصباح الباكر في مقر السفارة، لتراه حتى المساء متعقبا أحوال البحرينيين، محاولا حلحلة ما أمكنه من مسائل عالقة...
رأيت المالكي في علاقة تواد وتآخٍ مع جميع من حوله من دبلوماسيين وموظفين، رأيته قريبا منهم، أخا لهم، وصديقا كذلك... على رغم ترؤسه للبعثة.
رأيت المالكي مترفعا عن كل المحسوبيات والدعوات المريضة إلى التفرُّق والتشرذم في خنادق مظلمة ضمن أطر ما أنزل الله بها من سلطان، تارة باسم الطائفية، وتارة باسم الحزبية، وثالثة باسم العائلية والقبلية... ليكون سفيرا للبحرين والبحرينيين، كل البحرينيين، على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم ومذاهبهم.
رأيت المالكي شغوفا بالثقافة والفكر، حريصا على الاستزادة كلما أمكنه ذلك، وحريصا في الوقت نفسه على نثر ما حصله من أفكار ومعلومات على كل من حوله.
رأيت المالكي عالما بين العلماء، دبلوماسيّا بين دبلوماسيين، شابّا متفتحا بين الشباب، خادما بين الزوار.
ليست الأمور كذلك وحسب، فرأيت المالكي حلقة وصل يتجمع حولها سفراء العرب، حتى تعارفوا على اعتباره عميدا لهم، فهو يملك من الحماس والفكر والحيوية والأخلاق والإخلاص ما قدمه على الآخرين، وفضله عليهم.
لقد تمكن المالكي في مدة قياسية أن يمد جسور التعارف والتلاقي مع الجميع، مما أكسبه احتراما لافتا من قبل الجميع هناك.
ولا أملك في الختام إلاّ أن أدعو لسعادة السفير صلاح المالكي بالتوفيق والتسديد. وهنيئا للبحرين بك، ودمت في رعاية الله وحفظه وتوفيقه وتسديده يا عميد السفراء العرب في العراق، و كثر الله من أمثالك يا بو أسيل... وإلى لقاء قريب.
إقرأ أيضا لـ "جاسم بن أحمد الوافي"العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ
أضم صوتي
وأنا كبحريني زرت العراق مرتين ووجدت في سفيرانا هناك نعم السفير ونعمل الممثل للبلاد هناك فجزاه الله خير الجزاء
كيفية اختيار السفير
نحن عامة الناس لا نعرف اسباب الاختيار للمناصب كالسفراء والوزراء والرؤساء والمدراء لكن لانجد الاختبار الا لاسماء من العوائل المحدودة سنية وشيعية لكن لم نجد يوما شخصا احتير من عائلة بسيطة هل اللياقة والكفأة محددة في عوائل ؟
أمسك الخشب
الحمد لله بدأنا نقراء شيء عن جهود المملكة . و إن شاء الله دوم . لقد تعودنا منكم القدح و الذم .
لكن دوام الحال من المحال . و إن شاء الله أول الغيث قطرة . و ننتظر ان يذكر بعض الغيث في القريب القادم . و اللهم لا حسد و مثل ما يقولون امسك الخشب .
محب للاوفياء
كلمة حق فيك يا أبو محمد
وأنا قريب منك نسباً ولكن لم أعرفك حتى عرفت من الآخرين مدى حبك وعطفك ومساعدتك للجميع دون أن تربطك بهم قرابة أو نسب بل عملك للناس سواء فهذه شيم الرجال فدمت مسدد الخطى ....
ابو احمد