العدد 2625 - الخميس 12 نوفمبر 2009م الموافق 25 ذي القعدة 1430هـ

درسٌ في الحكمة وسعة الأفق

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نُشر يوم الثلثاء الماضي خبرٌ عن توجيه رئيس «اللجنة العليا للتقويم البحريني» لإجازة ما أسماه «التقاويم الجعفرية»، بعد يومٍ واحدٍ من نشر خبرٍ عن منع طباعة التقاويم غير التقويم الموحد.

نحن في البحرين مجتمعٌ متعدّدٌ، وأجمل ما نفخر به هو ما نتمتع به من تسامحٍ وانفتاحٍ وتقبّلٍ للآخر، فإن فقدناها يوما فإننا سنفرّط بأثمن ما نملك من مميزات.

المجتمع المتعدّد المتسامح هو الذي يتعامل بحكمةٍ ومرونةٍ مع اختلافاته، ولا يصنع من الحبّة قبة، ولا يحوّل الأمور الصغيرة إلى قضايا حياةٍ أو موت.

هناك عدّة جهات أهلية كالصناديق الخيرية مثلا، تصدر تقاويم خاصة لأبناء منطقتها لدعم مشاريعها الخيرية بالدرجة الأولى، وكثيرٌ منها يهتم برصد أوقات الصلاة التي يرجع إليها كثيرون. ولذلك لاقى إعلان وكيل الوزارة للشئون الإسلامية بوزارة العدل ونائب رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني (فريد المفتاح)، إجازة طباعة ما يسمى بـ «التقاويم الجعفرية»، لاقى صدى طيبا لدى هذه الجهات. فالبلد يحتاج أكثر ما يحتاج إلى مثل هذه المواقف التي تعبّر عن حكمةٍ ومرونةٍ وسعة صدر، ولا تعمّق الشعور بوجود محاولاتٍ لإلغاء الآخر وتهميشه وملاحقته وتضييق الخناق عليه، حتى على مستوى المشاريع الصغيرة جدا.

هذا الموقف المتسامح جاء توجيها من رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وهو الرجل الذي قاد وزارة العدل والشئون الإسلامية لعقودٍ، ولديه خبرةٌ طويلةُ عريضةٌ في تسيير هذه الوزارة الكبيرة، والتعامل مع شتى أصناف وتلاوين المجتمع.

الخبر أضاف إلى معلومات القارئ أن اللجنة العليا للتقويم البحريني التي تضم في تشكيلتها 12عضوا، 5 منهم من علماء الفقه السني و5 من علماء الفقه الجعفري و2 من علماء الفلك، تراعي في اعتماد مواقيت الصلوات الخصوصيات الفقهية المذهبية. وأشار إلى أن اللجنة توصّلت إلى معايير موحّدة لتقويم هجري بحريني يؤصل للوحدة الإسلامية والوطنية ويراعي الخصوصية الفقهية لكل مذهب، وتم تعميمه على جميع الجهات التي تصدر التقاويم بهدف توحيد أوقات الأذان.

الجميل أن أغلب أوقات الأذان موحّدة، ما عدا المغرب حيث يوجد فرق سبع دقائق فقط، مع أن الخبر يشير إلى وجود فرق في توقيت مساجد الوقفين بمدةٍ تتراوح بين 10 و15 دقيقة حسب الرأي الشرعي لكل مذهب.

هذا البلد المنفتح المتسامح الجميل، بحاجةٍ لكلّ خطوةٍ تعزّز هذه الروح، وتعمّق الثقة، وتزيل الحواجز والاحتقانات، وليست بحاجةٍ إلى استيراد مشاكل دول أخرى، مبتلاةٍ بعقدٍ ومشاكل أكبر من عقدنا ومشاكلنا.

الوكيل فريد المفتاح أكّد أهمية توحيد التقويم مع مراعاة الخصوصية في تأكيد اللحمة الوطنية، وما أحوجنا لذلك في هذه الفترة المضطربة التي تنتشر فيها الفتن وتُشعل الحرائق وتُسفك الدماء.

الشكر واجبٌ للجنة العليا للتقويم البحريني رئيسا ونائب رئيس وأعضاء، لسعيهم إلى توحيد الكلمة والصف، والعمل على تأكيد مسيرة الوحدة الوطنية، وذلك درسٌ جميلٌ في العقلانية وسعة الأفق وحسن الأداء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2625 - الخميس 12 نوفمبر 2009م الموافق 25 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:02 م

      صاحب التعليق رقم 3

      التعدد والتسامح لا يشملك ولا يشمل أشكالك من المجنسين

    • زائر 15 | 8:58 ص

      الى زائر 6

      والله ماحد غيركم عنده شيفرونيزيا اذا شعار اللهم صل على محمد وال محمد تعتبروه شعار طائفي احنا شلون نقدر نتعامل وياكم والقهر تقولون تحبون ال البيت
      بعدين لما السيد او غيرة يطالب بحقوقه تعتبروه طائفي ولاحظ ان السيد قاسم مدح المفتاح ولو كان طائفي مامدح بس عطنى واحد من كتابكم الفطاحل مدح شخصية شيعية او صلى وراء امام شيعي بس احنا شيخ على سلمان صلى وراء اللي مايتسمى

    • زائر 14 | 7:47 ص

      وهل ابقيتم طائفيه

      زائر رقم 3 وهل ابقيتم طائفيه لاحد انكم جئتم بالطائفيه ونشرتونها في البلد وانتم كل شي في يدكم فكيف من لايملك قرار ويضرب على ابسط المطالب يكون طائفيييييي....

    • زائر 13 | 7:13 ص

      زائر 3: اذا اتكلم الكبار يسكت الجاهل

      حبيبي بابا روح اشرب حليب ونام لا ايجيك العوي ..روح نام بابا واطبق زين عن البرد، الكلام يخص الكبار وانته بعدك صغير على هالكلام روح نام بابا روح..لو لو لو لو

    • زائر 11 | 7:07 ص

      الى زائر3: أهلا بالمجنسين في البحرين وطن تدوير القمامة

      نحن في البحرين لدينا مشاريع لتدوير القمامة وأنتم أتيتم للمكان الصحيح، ففي البحرين سنقوم بإعادة إصلاحكم وسنربيكم حينما عجزت أوطانكم عن تربيتكم وستتعلمون الحضارة في وطن الحضارات البحرين وننتشلكم من الجهل والتخلف والبدوية والعصور الجاهلية والعصور الحجرية، فهذه مسؤليتنا تجاه الله والأمة الاسلامية وهي أن نربي الغير متربين

    • زائر 10 | 7:04 ص

      الى زائر 3

      اذا ما قالها السيد أنا أقولها عنه، لا نريدكم أيها السوريون لا نريدكم أيها اليمنيون لا نريدكم أيها المجنسون، اذهبوا الى بلدانكم وقفاركم وصحاريكم وخيامكم، لسنا في حاجة لكم لبناء وطننا لأنكم لم تبنوا أوطانكم أصلا لكي تبنوا أوطان غيركم، لو كانت لكم بصمة في أوطانكم ما تخلت عنكم هكذا ورمتكم كالقمامة بيننا

    • زائر 9 | 7:01 ص

      تحية الى السيد الكبير

      زائر رقم 3 ما عندنه شغله الا الدفاع عن المجنسين وهذا من حقه لأنه مجنس، ولكن عليه ألا يبخس حقنا أيضا لأننا مواطنون أصليون وخلقنا من طين هذا الوطن وشربنا من عيونه الصافية وسبحنا بمياهه الزرقاء وإذا عشت 40 سنة في البحرين واستحقيت عليها الجنسية والحق في المواطنة فهذا يفتح الباب أيضا لأحقية اليهود في فلسطين، لقد نلتم موافقة الحكومة في المواطنة والآن تستذبحون لاقناع الشعب بحقكم فيها ونحن لن نقبل وسنظل نعلم أولادنا أن المجنسين غرباء ودخلاء ومحتلون لرزقنا وأرضنا ووطننا وأنتم غير مرحب بكم بيننا

    • زائر 8 | 6:56 ص

      عجيب!!!! رائع!!!!

      يمكن هذا اللي قاهرنهم أن البحرينين خليط لمجتمع متسامح وإن قلوب البحارنة مفتوحة لكل الناس ، فخلقوا المجنسين لكي يدمرون تلاحم هذا المجتمع مع بعضهم البعض ، تشكر ياصاحب القلم الشريف على هذا المقال الذي إن دل على شي يدل على طيبة هذا الشعب ومعدنه الأصيل الذي لا يتغير بتغير الزمان و المكان ...

    • زائر 7 | 6:49 ص

      البحرين وطني

      هذا الزائر رقم 3 يبدو انه من الذين لا يفقهون الكلام الحسن بل أنه يفقه لغة ذاخرى متبعة في بلاده ولكن ماذا نقول غير ان"كل إناء بالذي فيه ينضح" وان فاقد الشيء لا يعطيه وبالعامية "لاتطلب من الحافي نعال" الله يعزكم

    • زائر 6 | 6:32 ص

      الشيزوفرينيا الصحفية

      اعدت قرائة الموضوع مرتان لأتأكد من اسم الكاتب . هل هو نفس قاسم حسين ام تشابه فى الاسماء . غريبة تغير اساليب الكتابة لدى بعض الكتاب الى هذه الدرجة . ولكنى اعتقد انها الشيزوفرينيا الصحفية ....شفاك الله منها

    • زائر 5 | 6:22 ص

      يعتبر السيد الفاضل فريد المفتاح من الشخصيات المثقفة والمتدينة ولقد استمعت إليه في عدة خطب لأيام الجمع كلامه وخطابه كان عقلاني ومتوازن ويدل على الحكمة وسعة البصيرة وبعيد عن الطائفية ولغته وعباراته واضحة بليغة ومؤثرة ونحن نحتاج في هذه المرحلة الضبابية إلى رجال ذو مواقف ثابتة لاتهزهم الرياح العاتية ولا العواصف التسونامية رجال أشداء لزمن صعب على سالفة المجنسين ذهبت أمس لمركز مدينة حمد الصحي كان عددهم هائل لا يصدق 80% من المرضى من بوادي الأردن وبعدها توجهت لطوارئ السلمانية وانصدمت للحشود الملونة

    • زائر 4 | 5:36 ص

      انتبهوا واستيقظوا من نومكم

      لم يجف حبر مقالك ياسيد قاسم الذي تدعو فيه إلى الحكمة حتى خرج احدهم ليطنطن كعادتهم.
      متى ذكر السيد كلمة سوريين ومصريين في مقالاته يا رقم 3؟ هو ينتقد دائماً سياسة التجنيس التي ستدمر البلد ولم يتكلم قط عن سوريين ولا يمنيين بالمرة، لكن كل إناء بالذي فيه ينضح. انتبهوا عاد تراهم بياكلونكم وانتون نايمين.

    • زائر 3 | 5:12 ص

      انت من صجك تتكلم

      (( نحن في البحرين مجتمعٌ متعدّدٌ، وأجمل ما نفخر به هو ما نتمتع به من تسامحٍ وانفتاحٍ وتقبّلٍ )) يا ترى هل انت من هؤلاء المؤمنون بالتعدد والانفتاح .... مراجعه سريعة لمقالاتك سيتضح مدى الطائفية والعصبية التي تتبناها وتؤمن بها وبالأخص ضد الاخوة العرب من سوريين ويمنيين وغيرهم ...... تحياتي

    • زائر 2 | 5:05 ص

      عقلاء البحرين وحكمائها

      صحيح اتفق مع الزائر رقم 1 لو ترك حل مشاكل البلد لمثل هؤلاء من اصحاب الحكمة والسداد وبعد الافق لكانت البحرين بخير وألف خير
      وكل امنياتنا ان يقود البلد أئتلاف من حكماء العائلة المالكة حفظها الله وحكماء السنه وحكماء الشيعة
      وسلمت يداك يا سيد الصحافة البحرينية

    • زائر 1 | 10:23 م

      الحكمة

      من أوتيا الحكمة فقد أوتيا خيراً كثيراً ، لو تُركت حل المشاكل لعقلاء القوم لما وصلت الأمور لما وصلت إليه ، ولكن مع الأسف في غالب الأحيان توكل الأمور لغير أصحابها .

اقرأ ايضاً