العدد 2619 - الجمعة 06 نوفمبر 2009م الموافق 19 ذي القعدة 1430هـ

التخبط... شعار «التربية»

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

في عالم لا يحتاج فيه الإنسان لفعل أي شيء سوى الضغط على كبسة زر، أبحث في مخيلتي عن وزارة للتربية والتعليم ينتظر فيها الطالب عاما كاملا من أجل الحصول على إفادة تخرج، ولا أعلم إذا ما كان ذلك يشمل إلا من عنده «واسطات» أيضا أم لا.

فلو بحثت في سجلات العالم لن أجد سوى وزارة التربية والتعليم البحرينية ومثيلاتها في دول اتخذت من «التخلف التكنولوجي» الذي ملأ أدراجها بآلاف من طلبات الإفادات التي تنتظر على ما يبدو ملكا من السماء من أجل اعتمادها وتوزيعها على الطلبة.

خلال الأسبوع الماضي كتبت مقالا حمل عنوان «وداعا للدكتوراه...» كنت أنتقد فيه تأخر وزارة التربية والتعليم في اعتماد شهادات خريجي الطلبة والطالبات من الجامعات الخاصة في البحرين، وإصدار إفادات لهم.

واكتشفت فيما بعد، أن عدد المتضررين من ذلك الموضوع أكبر بكثير مما توقعت، بل وجميع من تحدث معي أو أرسل لي رسائل إلكترونية كان مندهشا من أمرين: الأول، عدم تجاوب المسئولين في الوزارة مع الموضوع، واعتباره كباقي الموضوعات التي تمر عليها، كالتوظيف الذي تحول إلى موضوع بسيط في نظر المسئولين في الوزارة، والأمر الآخر هو البطء الشديد في اعتماد الشهادات وإصدار إفادات خاصة، الذي يستمر إلى أشهر طويلة.

أحد الطلبة المتضررين أعطاني أرقام المسئولين المعنيين بالأمر للتأكد من الإجراءات، فجربت الاتصال بمكاتب المسئولين عدة مرات وهم ثلاثة، ومؤخرا ضممت إليهم رقما رابعا، بهدف الاستفسار عن الإفادات، فلم أجد أحدا يتفضل عليّ بالرد سوى موظفة مكتب واحد فقط، التي من جانبها تحولني إلى المكاتب الأخرى للاستفسار، فلا أسمع إلا رنين هواتف تنتظر من يرفع سماعاتها أو يقتلع الكابل حتى لا تتأذى الجدران!

حقيقة ومن دون أية مجاملة، أحاول قدر استطاعتي ألا أشوه صورة أية وزارة أو شخصية أعرفها، بل أسعى إلى تجميلها بقدر استطاعتي، ولكن ما أقوله في جهة كوزارة التربية والتعليم؟ كلما حاولت أن أخفي عيوبها طفت فوق الماء؟ ومن ثم يأتي المسئولون ويصرحون بأنهم يردون على شكاوى المواطنين!

إن قلت إن وزارة التربية والتعليم تعاني من التخبط فهذا ليس بمبالغة؛ لأن التخبط أنتج لنا تأخرا في إصدار إفادات تخرّج لطلبة لا ذنب لهم في تأخر الوزارة في تصحيح علاقاتها وأوضاعها مع الجامعات الخاصة في البحرين.

عندما قررت الحكومة تشكيل مؤسسة تعنى بشئون الطلبة والمدارس اختارت اسم «وزارة التربية والتعليم»... يعني أنه بدأ بالتربية ثم التعليم، فهل يعتبر المسئولون حقا وزارتهم منزلهم الثاني الذي يحتاج إلى معاملة صريحة وعطوفة على أبنائهم الطلبة، الذين تربّوا بين أحضان مدارسهم المختلفة 15 عاما، ومن ثم ثلاثة أو أربعة أعوام في الدراسة الجامعية؟

أظن أن الأمر بحاجة إما إلى إعادة تفكير أو تغيير الاسم إلى وزارة «التعليم والتربية» أو التعليم فقط.

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2619 - الجمعة 06 نوفمبر 2009م الموافق 19 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:40 ص

      اسباب التخبط

      بما ان المحترمين في وزارة التربيه اتبعوا سياسة الاقصاء فماذا تتوقعين يا استاذه من نوعية الاداء المتوقع ؟ دائما تتحفنا الوزارة بكم هائل من المشاريع التطويريه لاكنها غير قابلة للتنفيذ او الاستمرارية بسبب عدم وجود الموهلين لتنفذيها فكم من معلم عزف عن التطوير واكتفا بالحد الادنى الذي يظمن له تحليل المعاش وهجر العمل الزياده عن اللزوم لانه تيقين بان العمل باخلاص لا يجدي مع هكذا عقليات اقصائية وطائفية فاصبحت العملية تهريج في تهريج

    • زائر 5 | 3:33 ص

      استقبال المعلم

      عندما تريد اخراج شهادة راتب فأعلم أنه تحتاج الى اجازه يوم لان يومك سينتهي في البحث عن بارك وبعد الوصول الى الموظف الذي لا يحمل مؤهل غير اللحية الطويله والثوب القصير ولا تسلم عليه لأنه لن يرد عليك لأنك رافضي مشرك وسيقول سجل أسمك ورقمك الشخصي ورجع بكره وفي اليوم الثاني اجازه أيضا لنفس الأسباب بالأظافة للبحث عن المسؤول من أجل ختم الشهادة فأين الشبكه العنكبوتيه ولماذا لا تربط الوزاره بالمدارس من أجل هذه الأشياء البسيطه؟

    • زائر 4 | 1:25 ص

      مراجعين يعانون إذن ماذا يقول المدرسون الذين يعانون

      من هذه الوزارة التي يجب أن تستأصل الخلايا السرطانية فيها من جذورها حتى تنتعش مرة أخرى أن كان فيها أمل او رجاء غريبة متى يتحمل مسؤولية هذه الوزارة الآكفاء من ابناء هذا الوطن ؟

    • زائر 3 | 12:08 ص

      مظبوط

      لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ..لاعبين لعب بالوزارة بعض المتنفذين واسماء عوائل

    • زائر 2 | 11:50 م

      التكريم!!!!

      بأختصار انا مدرس سنوات الخدمه 31 كرمت بعد15سنة على اني انهيت 10 سنوات والان سأكرم لخدمة 30 سنة في عيد العلم القادم فأين تكريم خدمة ال20 سنة؟؟؟

    • زائر 1 | 11:32 م

      عمك اصمخ

      هذا شعار وزارة التطنيش حيث انهم يتلذدون في تعذيب المدرسين ويتفنانون في عقابهم بكل الاساليب وكأن هناك ثأر بينهم وبين المراجعين والعجيب أنهم يتشدقون بالتربية والالتزام وهم بعيدون كل البعد عن هاتين الصفتين أغلبهم يتعاملون مع المراجعين بالفوقية والتعالي ولايلتزمون بالمواعيد ومكاتبهم مهجورة ثم يأتي الوزير الى المدارس ويطرد المدر سين لتأخرهم دقائق محدودة بالفعل هذا قمة التخبط والتناقض في وزارة الا تربية .

اقرأ ايضاً