العدد 2619 - الجمعة 06 نوفمبر 2009م الموافق 19 ذي القعدة 1430هـ

أيقونات الكاريكاتير

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لا يختلف اثنان على أن لكل رسام كاريكاتير أسلوبا يجب أن يكون بمثابة مدرسة مختلفة عن أي رسام آخر حتى لو اتفق معه في البعد البيئي وتشابه معه في البعد الثقافي والاقتصادي، من خلال هذه المدرسة يسعى الرسام الناجح طبعا الى خلق ايقونات خاصة به تكون بمثابة لغة التواصل بينه وبين القارئ، ولاسيما اذا ما كانت هذه اللغة هي لخطاب يومي متواصل.

لربما أشهر ايقونة يمكننا ان نستذكرها هنا هي «حنظلة» ذاك الطفل الفلسطيني الرمز الذي حمل القضية الفلسطينية على كاهله منذ أن كان صغيرا والى يومنا هذا علما بأنه لم ولن يكبُر حتى بعد وفاة صاحبه رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.

إن الايقونات التي يملكها، بل يخلقها الرسام بنفسه ليتواصل مع قرائه لها الدلالات الكثيرة والمعبرة، فتجد أغلب الرسامين ينتهجون الايقونات الشخصية عبر تصوير طبقات المجتمع بأشكال أفرادها الشخص الشديد النحافة رمزا للمواطن الفقير البائس، والشديد البدانة ذاك المترف، غير أن ايقونات اللبس هي أيضا وسائل تعارف بين الرسام ومتلقيه، فكبار المسئولين مثلا ولاسيما الخليجيين سترى البشت والمسباح الكبير وساعة اليد الكبيرة والسيجار الفاخر، ولربما تقترب تفاصيل هذه الشخصيات من كبار النصابين والتجار الشرهين الاستغلاليين اذا ما أضفنا النظارات السوداء والنظرات الحادة.

ولكن ما يتوجب علينا ان نعرفه هو ان ابداع الرسام في خلق الايقونات يزداد عندما تزداد قوة وبطش الرقابة عليه، فيتجه مُسرعا الى احد أسلحة الكاريكاتير ليبتكر ايقونة تقيه من ذاك البطش الجائر، ولتصح مقولة «رسام الكاريكاتير يستطيع ان يقول ما لا يستطيع الكاتب ان يقوله».

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 2619 - الجمعة 06 نوفمبر 2009م الموافق 19 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:17 م

      كثر الله من أمثالك

      وأنا بتعجبني رسوماتك ماشاء الله ....
      للأمام وسدد الله خطاك يااستاذ حمد الغايب بالفعل انت تقول مالايستطيع الكاتب أن يقوله بارك الله فيك وكثر الله من امثالك

اقرأ ايضاً