العدد 2597 - الخميس 15 أكتوبر 2009م الموافق 26 شوال 1430هـ

خطّة للمستقبل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

وأنا أقرأ بريدي الإلكتروني، قرأت رسالة من أحد الإخوة يطلب منّي أن أتكلّم مع أحد رجالات البحرين الأغنياء، حتى تتم مساعدته في مشكلته الصحيّة والأسرية، وأني أعلم بأنّ أهل الخير في البحرين كثر ولا حصر لهم، ولكن من كثر عدد من يحتاجون إلى المساعدة، بات التجّار حائرين: من يساعدون؟!

يقول الأخ: لقد قرأت مقالك هذا الصباح والذي ذكرتي فيه أحد رجالات البلد الكرام، وإنني أحتاج منذ زمن إلى سبيل للوصول لأحد هؤلاء الكرام أصحاب الأيادي البيضاء لأمرٍ إنسانيٍ وأخويٍ ضروري، وقد يكون على يديكِ ذلك أو قد تكون المحاولة من جهتكِ لو تكرّمتِ ببعض وقتكِ وجهدك المشكورين، فأنا ربٌ لأسرةٍ أصاب عائلها بمرض النوبات والتشنجات منذ العام 2000م، ورزقني الله تعالى وله الشكر والمنة بنتا لديها مشكلة نقص نمو في يدها اليمنى، وبدأنا رحلات العلاج والمتابعة داخليا وخارجيا، وقد تراكمت علينا ديون كثيرة ترتبت على إثر العلاج وقسط البنك وإيجار الشقة وكل ذلك لا يتوقف أثناء سفرنا بالطبع، وقد اختنقنا بهذه الضائقة ولجأنا بعد الله تعالى لأهل الخير والجود والعطاء وما أكثرهم في هذا البلد الطيب، للمساعدة في قضاء هذه الديون واستكمال العلاج.

انتهت رسالة الأخ، ولكن يبقى السؤال المهم الذي يقول فحواه: ماذا يريد الأخ من التاجر؟ أهو يريد من يساعده على سداد دينه؟ أم أنّه يريد أن يشكر رجالات البلد الكرام؟ أم أنّه يريد الاثنين معا؟

فإن كان يريد هذا الأخ من أي تاجر أو صاحب أيادي بيضاء شيئا، فإنّه بالطبع سيحصل على مراده، وإن كان يريد شكر بعض رجالات الدولة من أهل الخير، فإنّنا أوصلنا صوته، وإن كان يريد الاثنين فإنهما الآن في يد كل من يقرأ صحيفة «الوسط»، شريطة أن يكون هذا الإنسان مخلصا وصادقا فيما يقوله. ولكن للأسف فإنّ الكثير من البحرينيين يعانون الأمرّين من ضيق الحال، والعديد من المشكلات غير المنتهية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو الاجتماعي، ولا يجدون لها الحل، والحل ليس بيد أصحاب الأيادي البيض فقط، وإنما بيد الدولة على بعد 10 سنوات مقبلة.

وإليكم الخطّة: لو استطعنا دراسة مشكلات الناس المادية بشكل دقيق بجانب الجهود التي يبذلها البنك المركزي في تقليص القروض والديون على الناس، فإننا سنستطيع أن نلمس الوتر الحسّاس، وعندها نستطيع أن نقوم بوضع خطط بعيدة المدى لعلاج أغلب المشكلات والتي على رأسها المشكلات المادّية. هل تستطيع الدولة أن تعمل بالنظام الأميركي الذي يستوجب دفع الراتب أسبوعيا إلى الموظّف بحيث يرتاح ماديا، بدل أن نعطيه دفعة واحدة كل نهاية شهر، فلا يتبقّى من الراتب إلا الرذاذ عند بداية كل شهر؟ إن الحسبة بسيطة وقد تدفع إلى ارتقاء في مستوى الأجور، وتحسّن ملحوظ في أداء وجودة العمل، التي يطالب بها ويسعى إليها معهد التنمية الاقتصادية وتمكين، وبذلك لن نجد من يشكو قصر الحال بعد عشر سنوات، ولن تجد من يتذمّر على مؤسسة الدولة هنا وهناك.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2597 - الخميس 15 أكتوبر 2009م الموافق 26 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:52 م

      آهات وآلام الناس من يستمع لها؟

      يناسبنا لعدة أسباب منها القروض الشخصية والبنوك تنتظر الراتب لاقتطاع نصفه أو أكثر والسبب الثاني المواطن البحريني تعود على استلام المبلغ الكبير ومن ثم توزيعه ضمن ميزانيته ودفع الايجارات الشهرية ومصاريف المدرسة والراتب الاسبوعي لا يفي بالاحتياجات الضرورية .. اخت مريم أنا لدي ابن جميل جدا ولكنه من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستطيع الكلام عمره 8 سنوات أتعذب من أجله كثيرا ولقد أنجبته بعد سنوات طويلة من العقم ولكني عندي أمل ان الله سبحانه وتعالى سيشفيه لي.

    • زائر 1 | 2:43 م

      آهات وآلام الناس من بستمع لها؟

      كثيرة هي المشكلات والخطابات التي تنشر في الجرائد اليومية لطلب المساعدة ومد يد العون لانتشال الابن أو الابنة من مرض عضال وجسيم يحتاج الى آلاف الدنانير والتي يعجز الأهل على توفيرها لارتفاع مصاريف العلاج في داخل المملكة وخارجها وهناك من القصص ما يتقطع لها الفؤاد وتدمع لها العيون وأهل الخير عندنا ما يقصرون ولكن عندي اقتراح وهو انشاء صندوق لدعم وعلاج الحالات الصعبة ويكون من ميزانية الحكومة ويشرف عليه مسئولين بدل من مد اليد للأستجداء ولحفظ ماء الوجه أما العمل بالنظام الامريكي للرولتب فانه لا

اقرأ ايضاً