على رغم أن الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول يصادف اليوم العالمي للمعلم، إلا أنه مر علينا هذا العام بكل هدوء وصمت.
وربما يعود الأمر في ذلك إلى انشغال الجميع في البحرين بمن فيهم وزارة التربية والتعليم والمدارس بمرض انفلونزا الخنازير H1N1، والاستعداد لاستقبال الطلبة الذي بدأ قبل أيام وسيستمر على دفعات، إلا أن يوم المعلم يبقى مناسبة لا يجب أن تُنسى أبدا.
في العام الماضي أتذكر جيدا كيف أن بعض المعلمات انتقدن تكريمهن وتقديرهن من خلال تقديم هدايا رخيصة الثمن لا تتجاوز الدينار الواحد، والبعض انتقد دعوتهن على وجبة إفطار بقيمة 500 فلس فقط، بسبب عدم تكلف مديرات المدارس أنفسهن لشراء الثمين منه خشية من صرف الأموال.
حقيقة، إذا ما أراد أي منا أن يقدم هدية للآخر، فلابد أن يحرص على أن يقدم هدية تناسب مقامه ومقام من سيهديه، وإلا فعدم تقديمها أفضل للطرفين، منعا للإحراج.
وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي أصدر كلمة نشرت في الصحف المحلية أمس (الثلثاء)، هنأ فيها جميع المعلمين والمعلمات في البحرين، لافتا إلى أن المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية، والإقرار بذلك يعني ضرورة أن تسعى الوزارة إلى توفير السبل والأجواء المناسبة للإبداع، بدلا من التشديد على إعطاء الكثير منهم عددا كبيرا من النصاب في الأسبوع، ومن هنا تكون البداية، والهدية.
اليوم وبعد مرور أعوام عدة على تخرجي، لا أزال أذكر جميع من علمني وخصوصا المعلمات بالخير، حتى من كنت أقول عنها «ظالمة»! وهي الكلمة التي تنتشر كثيرا بين الطلبة.
قبل أيام قليلة بينما كنت في إحدى المناسبات الجميلة التي حضرتها رأيت إحدى المعلمات التي علمتني في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فكان ترحيبها لي كبيرا وراقيا، وكانت تناديني بكل فخر وأمام الحضور (ابنتي فرح)، وتقول لهن: ابنتي أصبحت صحافية، بينما كان ترحيبي لها بخجل واحترام.
الخامس من أكتوبر مضى بكل هدوء، وأنا أعترف أنني واحدة ممن قصرتُ في حقِّ مَنْ علموني، وتأخرت في تهنئتهم، ومع ذلك لا مانع من أن أهنّئ كل معلمة ومعلم علموني وأهديهم تحياتي القلبية، وأدعو لهم بالصحة والعافية، وأهنئكِ معلمتي به... وعذرا إنْ مضت الأيام والأشهر والأعوام ورأيتكِ، وغضيت البصر عنكِ أو اخترت طريقا غير الذي تمشين عليه، لأنني سأكون كما أنا الآن أخجل من أن أضع عيني في عينيكِ، احتراما وتقديرا لكِ، وكل عام وكل معلم ومعلمة بخير.
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ
شكرا أخت فرح
لم أر إلى حد الآن من هنئنا بيومنا إلا أنت وإدارة مدرستنا التي ستقيم حفلا صغيرا يوم غد، وأنا في صدد كتابة كلمة قصيرة نيابة عني وعن زميلاتي في المدرسة ولم أعرف عن تهنئة الوزير إلا الآن...
على الأقل هناك من تذكرنا في هذا اليوم الوحيد الذي نذكر فيه ولا أعلم هل ستذكره الأجيال في المستقبل أم لا
يا ليت يكون سلوك تلاميذ اليوم هكذا
تلاميذ اليوم لا يحترمون المعلم بل يستهينون به فيا ليت الزمان يعود يوما!
ااااا
بارك الله فيك وجعلك إبنة بارة لمعلماتك
نسايم الصباح
من علمني حرفا صرت له عبدا