إن ما سنتناوله في هذا الطرح ليس من باب إصدار الأحكام أو إلصاق التهم ولكن فقط لتسليط الضوء على واقع معاش. إن ما تتعرض له بعض مناطق البحرين من إشعال الحرائق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، مع قرب محاكمة المتهمين بقضية قتل رجل الأمن، يُجيّره ويصوره البعض على أن هذا النوع من القضايا إنما هي قضايا حقوقية وحرية تعبير، أو يصنف من زهقت أرواحهم على أنهم من الدرجة الثانية في القيمة الإنسانية.
وما يعنينا عند طرح مثل هذه القضايا هؤلاء الشباب والأطفال والأحداث المغرر بهم لتكرار هذه الأعمال الإرهابية، ومن يقوم بتوظيفهم ومن يمارس دور المحرض النزيه باسم حقوق الإنسان؟
وهنا نسأل عمّ هو موقف الجمعيات غير المسجلة بقانون الجمعيات الأهلية أو بقانون الجمعيات السياسية، علما بأنهم يريدون تطبيق دولة القانون والمؤسسات في حين هم أول من يخالف ذلك في اعتقادي، إذ إننا لا نعلم عن اجتماعاتهم أو مراقبة، من جمعياتهم العمومية ولا شفافية في الأموال والمصاريف أو محاضر الاجتماعات ولا نعلم كيفية انتخاب مجالس الإدارة ومن انتخبها أو متى وأين؟
إننا هنا لسنا بموضع عرض هذه الجمعيات للمحاكمة أو إلصاق التهم بها، ولكن ما تقوم به هذه الجمعيات من إرسال رسائل نصية وعرضها من خلال المنتديات يثير فضول المتتبع للسؤال عن موقف هذه الجمعيات تجاه هذه الأحداث.
ولهذا أردت أن أبين أن مملكة البحرين الحديثة قد منحتنا الحق في التعبير وممارسة حرية الرأي والنقد بالأسلوب الحضاري الأمثل، وفي الوقت نفسه أعطتنا الفرصة للتعبير عن المطالب المشروعة ولكن ليس بممارسة العنف وزهق الأرواح وإيذاء المصالح العامة وإلحاق الضرر بأملاك الناس.
إن الحقد والجهل يدفع بالناس (غير العقلاء) إلى إلحاق الضرر بأنفسهم ومجتمعهم وتخريب كل ما يعترضهم مثل قطعان (الأثوار) الهائجة، مع العلم أن الحيوانات مثلا لا تعتبر عدوة للبيئة ولكن الإنسان الجاهل يمارس اللاوعي بعدائه الشرس ضد المجتمع والبيئة ولا يكون حينها إنسانا ولا وطنيا. نعم يحب الناس ولكن لا ينظر إلا لتحقيق مصالحه ومطالبه الشخصية أولا، فيخال لك أنه يبحث عن حل لقضايا عامة في الوقت الذي يطمح لتحقيق غايته الجزئية على حساب الكل والعام، ومثل هذا النموذج السلبي لابد من محاسبته ولا داعي للرأفة والرحمة فهو عدو نفسه وعدو البحرين وأمنها.
قد يخدعك شخص عند تعاملك معه بمظهره وحديثه ولكن يكشف عن قناعه وزيفه عندما يغضب ويبرز مخالبه وعداءه، فتتعرف على وحشيته وعلى لا إنسانيته، ولأننا قد بلغنا نسبة من التحضر والحكمة فلا يعقل أن يكون من يمارس الفوضى والتخريب إنسان عاقل أو مسلم لأن «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وليس من الحكمة أن أتسبب في ضرر الذات، أو أخرب وأحطم ممتلكات مؤسسات خدمية أنشئت لخدمتي وخدمة عامة الناس والوطن.
ليكن معلوم لدى من يخرب، أن البحرين تشهد نقلة ديمقراطية ولا نرضى بمن يريد أن يمحوها بهذه الأحداث التي تتعرض لها بعض مناطق البحرين والتي تمثلت بالتظاهرات الخارجة عن القانون وأعمال العنف والشغب والتخريب من الذين يدعون أنهم يطالبون بالإفراج عن الموقوفين، بمخالفة الثوابت الدينية والوطنية ومبادئ وأهداف المواطن.
كما يجب على جيل الشباب اليوم أن يدرك قيمة الحياة والتطور الذي شهدته البحرين، ويعي الأهداف المعادية لكل ما هو منجز على صعيد الواقع البحريني في مختلف قطاعات البناء والتنمية، كما أننا لا نقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء.
إن الإسلام يدعونا إلى الوحدة والتعاضد والتكافل، لا إلى الشتات والتشرذم.
البحرين اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عقد من الزمن، فالحياة بدأت تتطور وتشهد الكثير من المتغيرات والأنشطة التنموية في مختلف القطاعات الحيوية والمهمة وإن لم تبلغ الكمال فليس كامل إلا وجه الله الكريم.
إن ما يهدد هذا الوطن هو تلك الأفعال والأصوات الشاذة التي تبرر وتلمس العذر لمثل تلك الأحداث. إننا كمواطنين نقول لهم اتقوا الله في الوطن الذي جعل الله حبه من علامات الإيمان واتقوا في الناس الذين تدعون أنكم تطالبون بحقوقهم. إن هذه الأعمال التي تقومون بها لا تزيد الوطن إلا خرابا ولا تزيد الفساد إلا فسادا وإذا أردتم بصدق أن تطالبوا بحقوق المواطنين، نقول إن لدينا من التشريعات والقوانين ما يمنحنا أكثر من وسيلة للتعبير عن مطالبنا واحتياجاتنا وحتى احتجاجاتنا بطرق سلمية وحضارية دون الإساءة للقيم والثوابت والمصالح العليا للوطن وأيضا دون إلحاق الضرر والأذى بالآخرين كتلك الحالات المرفوضة التي شاهدناها وشعرنا إزاءها بالحسرة والألم وبالخجل معا لما ألحقته من خسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، ناهيك عما سعت إلى إثارته من نوازع الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد من مواطنين ومقيمين.
إن الوطن بحاجة إلى تكاتف جهود كل أبنائه لبناء مستقبله المنشود بعيدا عن السعي لخلق الأزمات وإثارة النعرات المناطقية أو المذهبية، كما على المتشدقين بالديمقراطية أن لا يستغلوا المناخات الديمقراطية لإلحاق الإضرار الفادحة بالوطن ووحدته وإثارة مشاعر الحقد وثقافة الكراهية والقطيعة بين أبناء الوطن الواحد.
وهنا أقول إذا ما صدقت النوايا على جميع الساسة والجمعيات السياسية والمجتمعية ودور العبادة التصدي لمثل هذا النوع من الممارسات التي لا تعبر عن حقيقة الوعي والارتقاء الحضاري الذي بلغه الإنسان البحريني، من خلال التوعية والنصح المنشودين والتذكير بأننا مجتمع مسلم يحرم ما هو حرام بالواقع ويحلل ما هو حلال بالواقع.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ
شكرا"
اخي العزيز,
شكرا" على جراْة الطرح.
ولاكن لننتظر كلمة القضاء و انشاء الله سوف تنصيف الجميع.
اود ان اضيف/اصحح ان الحريات في البحرين هي مكتسبات وطنية وليست منحة. ايضا لايجب ان نخلط بين جريمة القتل واساليب المعارضة وان اختلفنا معها. فجريمة القتل هي قضية انسانية في الدرجة الاولى. في المقابل الاحداث المؤسفة في الشارع نختلف فيها في الوسيلة وليس بالضرورة في الاسباب.
رائيي صواب ولا يحتمل الا الصواب
اخي العزيز الف شكر لك على هذا الموضوع
والظاهر ان اللي يقول الكلام الصح في هذا الزمان يكون مأجور للأسف والف مره للأسف يكون عندنا عقليات من هذا النوع والمقصود بالعينات اللي تفضلو بالرد على الموضوع وياليتهم بالعين العافيه وساكتين لكنهم يتكلمون من منطلق الفزعه والتحيز
وهذي الامور اللي راح تجر مجتمعنا الى الورى.
وياليتهم يشوفون رد الدوله اللي تحيزون لها وتحرضهم كيف كان ردها على المعارضين عندها عشان يقتنعون انهم في جنه ونعيم
وماتعرف قديري الا اذا جربت غيري
بوسلمان
..
مسامحة بس الحكومة عندها فائض في الكتاب مدفوعي الأجر .. يعني لو جيت من قبل جان حصلت لك هبشة
انت صاحي
بس حبيت اسالك هالسؤال انت صاحي لو راقد
انشر هذا الرد و تقبل الرأي الآخر
ماشاء الله عليك يا سماحة المفتي العام...
أين الموضوعية أيها الكاتب المحترم؟ وهل تتوقع احترام العالم و انت تتشدق و انت تطلع حرتك في نسبة كبيرة من هذا المجتمع و تصفهم بالثيران!!! أو حين لبست عمامة النبي لتخرج الناس من ملة الاسلام؟ و قبلها لبست بشت القضاء لتحكم على أبرياء بأنهم قتله حتى قبل ان يقول القضاء كلمته...
اسمح لي و لكنك لا ترقى لأن تكون كاتبا في هذه الصحيفة الحرة و عار على صحيفة الوسط ان ينشر فيها مثل هذا المقال من كاتب مثلك