العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ

مفاهيم ضائعة لقيمة العمل

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ربما يجد البعض صعوبة في فهم معنى الإخلاص في العمل أي العمل من أجل العمل، على اعتبار أن كل فرد جزء من العملية الإنتاجية التي تدور داخل المجتمع مهما كان نوع وحجم العمل الذي تقوم به، لكن في النهاية يضخ لصالح الجميع دون استثناء.

هذا مفهوم متعارف عليه في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية التي استطاعت كلتاهما الارتقاء بمستوى اقتصادهما بعدما ارتقى مستوى شعبهما في أداء عمله الذي يعتبره واجبا وطنيا يدرّس ويعلّم في البيت والمدرسة منذ مرحلة النشء.

لكن عندنا للأسف في البحرين «التسييس» أصبح سمة كما هو « التذمر» لمشاكلنا الصغيرة والكبيرة، بمعنى آخر الشماعة التي يعلق عليها البعض فشله وكسله بما فيه حاجتنا إلى ترسيخ قيمة العمل في حياتنا اليومية.

إن الابتسامة في عملنا لن تكلفنا شيئا كما هي القناعة كنز لايفنى، أما حسد الآخرين بعذر وحجة تردي الحال البحرينية فهذا أمر لا يعد مقبولا؛ لأنه لو رضخنا لكل ما يحدث على أرض الواقع فمعنى ذلك أننا لا يجب أن نعمل لأن لا المسئول ولا الدولة تقدرنا ولا نحترم الأجنبي لأنه يحصد مكاسب لم يحلم بها في بلده.

حتى لو كان ما ذكر يحمل جزءا من الصحة فلا يجب أن يكون مبررا لهدر العزيمة والإحباط داخل مجتمعنا، فالعالم يعج بكثير من التجارب والأمثلة عن أشكال القهر الاجتماعي كالذي حدث مع السود في الولايات المتحدة والأرمن في تركيا واليهود أيام ألمانيا النازية وغيرهم، إلا أن هذه الأجناس والأعراق استطاعت أن تشق طريقها وتغزو العالم بأفكارها وقضاياها، وأيضا أن تلعب دورا في عصب الحياة الاقتصادية بعد ما تبنت منهجية العلم والعمل لتحقيق أهدافها، وأيضا عندما قللت تذمرها واستطاعت أن تصبح قوة ضغط مؤثرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

صحيح أن تشويش قيمة العمل بقضايا تتدخل بها المصالح أيا كانت قبلية أو مذهبية أو سياسية أو شخصية قد تفقد هذه القيمة وتصبح بلا فائدة، لكنها بلا شك أوقعت الكثير ضحية للمشاحنات السياسية والتوتر المذهبي والعرقي التي نعرف بها اليوم أكثر من شيء آخر أمام دول الجوار... والسبب يكمن في أننا أصبحنا أنانيين أكثر من اللازم ولا غيرة على تقدم هذا الوطن الذي اسمه «البحرين».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:59 ص

      الصراحه راحه

      أختي ريم خليفة اليوم مقالج أحلا من أمس،كلامي أثر فيج وايد وهذي شي زين عشان جذي وجهتي مقالج للبحرينيين بطريقه غير مباشره، أمس كلامج عن عامل آسيوي واليوم بعنوان آخر بس آنه معاج ساعات نتذمر ومانبتسم لاكن نتكيسل ونهمل العمل لا موكلنه يمكن شريحه ونتي صاجه بس الحياة صعبه يبيلج أتخفين أشوي من هل كلام علينه أحنه البحرينيين هلج وناسج تراهم مابيشغلونه،أنتي تظهرينه بصوره مو زينه في الجرايد مو كل شي يصير في يوم وليلة يعني لا تتمللين لازم تصبيرين لمى الله يفرجه علينه ولاتلومينه الصبر زين أخوج الصغير

    • زائر 6 | 7:38 ص

      تصحيح لمقال الامس

      اعتقد والله اعلم اختي ريم انه وبعد الردود القاسية اتي تلقيتها بالامس على مقال سيتي سنتر كان لابد لك من تصحيح المقال الخاطئ بهذ المقال على العموم شكرا

    • زائر 5 | 2:36 ص

      ريم خليفة مشكورة

      يسلم هذا القلم الفيّاض، حقيقة انا من متابعي مقالاتك وإنني أجد فيهم الكلمة الطيبة والعقل المتزن، ومن خلفية تعقيبي على مقالكِ بالامس بطل سيتي سنتر واقتراحي بتضمين ابتسامة بعض موظفي الجمارك تولد هذا الموضوع الرائع في صياغته فبارك الله فيكِ يا ريم

    • زائر 3 | 1:03 ص

      تحققي من ممارسات وزارة التربية

      اختي العزيزة : تقدم لوظيفة مدير مدرسة 17 مديرا مساعدا اثناعشر منهم شيعة و الخمسة الآخرون من أخوانننا السنة ، تصوروا أن الوزارة اتصلت هاتفيا بأربعة من الخمسة وواحد من ال12 أ لا يعتبر هذا السلوك باعثا على الاحباط ، وخصخصا عندما طلب احدهم معاينة النائج فتذرع المسؤول بألف حجة كالعادة و السلام

    • زائر 2 | 11:29 م

      كلام جميل

      شكرا اختي الكريمة على هذا المقال الرائع
      ولكن للأسف مجرد حبر على ورق والواقع شىء اخر
      تقولين على الفرد الا يتذمر (كلام حلو وجميل)
      ولكن هذا الفرد فى النهاية انسان بشر يتأثر بماحوله فى العمل
      بمعني اخر موظف يعمل من مدة 24 سنه فى شركة طور الشركة وجعلها فى المقدمة خلوق دائم الابتسامة لا يتذمر يعمل ليل نهار يساعد الكل وفى النهاية ماذا حصل؟
      الشركة وظفت اجنبي وتجاهلته
      بالله عليك ماذا تتوقعين ان تكون ردت فعل ذلك المسكين يسكت على الظلم او كما يقولون (يبلع العافيه) هل هذا الموظف فاشل ويستحق كل ذلك.

اقرأ ايضاً