شاهدت باهتمام كبيرالحلقتين اللتين بثهما تلفزيون البحرين تحت عنوان «مجالس» واللتين سجلتا في مجلس الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد الخليفة، بحضور رئيس مجلس النواب خليف الظهراني، وبمشاركة نخبة من الرياضيين المخضرمين -وبصراحة - فوجئت بالأطروحات الرياضية الجريئة التي لم يتعود عيها الشارع الرياضي خصوصا وأنها تبث من تلفزيون حكومي يطاله المثل الشعبي القائل « ياقوم لا تتكلموا إن الكلام محرم» !

فالجلسة -ولأول مرة- وجهت النقد إلى المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي يرأسه صاحب السمو ولي العهد، واتهمته بالتقصير في متابعة عمل المؤسسة والإشراف عليها بشكل جدي، حتى أعطته «الخيط والمخياط» وأصبح يتحكم في الرياضة كيفما يشاء على رغم أن القانون الأساسي للمؤسسة العامة للشباب والرياضة -وهو الأمر الذي لم يتطرق له المتحدثون- نص على أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة جهاز تنفيذي ينفذ توصيات المجلس الأعلى، كما يعمل على تنفيذ خططه وبرامجه. وليست من صلاحياته وضع استراتيجية تطوير الرياضة!

ولأول مرة في هذا الجهاز الحكومي يوجه النقد البناء للمؤسسة العامة وتتهم بالتقصير في بناء البنية التحتية في الأندية والاتحادات الرياضية. وأمور كثيرة جعلت رياضتنا تقف مكانك راوح على رغم عشرات الملايين من الدنانير التي ضختها الحكومة في ميزانية المؤسسة. حتى أصبحنا غير قادرين على اللحاق بركب دول التعاون الشقيق التي نجحت في هذا الأمر بدرجة كبيرة.

كما لم يغفل المتحدثون أمرا هاما وحساسا وهو رعاية الشركات للبرامج والأنشطة الرياضية، إذ أوضح الرئيس الفخري للأولمبية بأن أحد أسباب هروب الشركات من الرعاية هو تحكم المؤسسة العامة في أموال الرعاية، إذ يجب أن توضع في صندوق خاص تصرف مبالغه على تطوير الرياضة. إذ مازال الجميع يتذكر أن أموال رعاية بعثة البحرين المشاركة في إحدى الدورات الآسيوية صرفت كمكافأة على أعضاء الوفد!

كما وضعت «الجلسة» يدها على الجرح الغائر الذي ينزف دما وهو التجنيس العشوائي في ألعاب القوى. وأكد المتحدثون أن النتائج التي يحققها المجنسون هي نتائج وقتية سرعان ما تنتهي ويعود اللاعب المجنس إلى وطنه بعد أن استلم الغلة المالية الكبيرة بعكس الدول الأخرى التي تهتم باللاعب المواطن الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام به من خلال إقامة المعسكرات التدريبية له وليست من أجل اللاعب المجنس!

أقول أخيرا بأنني سعيد بما تم طرحه من آراء رياضية صريحة دقت ناقوس الخطر في أكبر جهاز إعلامي حكومي رسمي. لعله يصل إلى أسماع الحكومة وتبدأ في اتخاد القرارات المناسبة التي تدعم الرياضة البحرينية وتكون أيضا بداية النهاية لحقبة ماضية.

عموما عيدكم مبارك وسعيد وعساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير