جامعة البحرين لها تاريخها وهي معروفة منذ أحداث العام 1995 وما واكبها من قمع أمني لا نظير له من استباحة حرمات الجامعة وإراقة الدماء على أبواب مبانيها وترويع الطلبة بالطائرات المروحية واقتحام رجال مكافحة الشغب واعتقال عشرات الطلبة وغلق الجامعة بعد تلك الأحداث لشهر كامل وعزل نائب رئيسها الذي أصبح وزيرا حاليا، وإحداث حركة تغيير هيكلية في الإدارة الجامعية من بينها - كما قلنا - تغيير رئيس الجامعة وسيطرة وزارة الداخلية وإنشاء مراكز تفتيش في كل مكان في الجامعة وفصل عدد كبير من الطلبة وغيرها من الأمور التي لا يمكن أن تنمحي من تاريخ جامعة البحرين وتاريخ الحركة الطلابية في البحرين.
تاريخ بدأ في التغير ولو بشكل بسيط مع بدء المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد والذي بدأ أيضا بتخفيف تلك الإجراءات القمعية من تحويل مراكز التفتيش التابعة لوزارة الداخلية إلى مراكز أمن تابعة لجامعة البحرين، وإعادة المفصولين إلى الجامعة من جديد بعد سنوات من حرمانهم من حق مواصلة دراستهم الجامعية وكانت على رأسهم الدكتورة منيرة فخرو، تاريخ كان مليء بالبيانات الطلابية المثلى التي عكست حقيقة المطالب الطلابية ووعيها ونضجها وقدرتها على قراءة الأمور.
ذلك التاريخ لم يقف عند تلك الأمور فقد شهدت الجامعة الكثير من المسيرات السلمية وإصدار البيانات الطلابية التي تناولت الشأن السياسي العام أو الوضع الأكاديمي في الجامعة دون أن يكون هناك أية ملاحقة لموزعيها أو صادريها، وهذه أيضا للأمانة التاريخية.
وفي قضية نور حسين، بالتأكيد الجامعة أخطأت بقرارها وهذا أمر لا لبس فيه؛ فلا يمكن أبدا إلغاء فصل كامل من حياة طالب جريرته أنه عبّر عن رأيه، إلا أنني قرأت بعض كلمات البيان الصادر ووقفت عند بعضها، فلم أجد أن هذه الكلمات مناسبة لمستوى الطالب الجامعي البحريني مثل كلمات «مستوى المواد (الخرطي)»، أو «موازنة مالت تلويص مو مالت تعليم»، «احنا مو غنم تعلفونا علشان نروح لمقصب سوق العمل»... لعل ان مثل هذه التعبيرات لا ينبغي ان تستخدم، ولاسيما وأن هناك ربما من يتربص بالحركة الطلابية.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2570 - الجمعة 18 سبتمبر 2009م الموافق 28 رمضان 1430هـ
مشروع وهمي
يوم بعد يوم تتجلى الأمور بأنه ما زال الحرس القديم ماسك بالأمور و يرفض التحرر من الماضي كما يرفض تنفيذ مشروع الملك الاصلاحي حتى توصلت الناس إلى قناعة با، المشروه الاصلاحي هو مشروع لا وجود له على رض الواقع وفقط هو موجود على ألسنة المتشدقين لتمرير مكائدهم