العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ

الآن... وقد وقع الفأس في الرأس؟!

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

تمنيت أن تكتفي وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير بالصمت والعمل على «مراجعة سياسة منح الجنسية» خلف الكواليس، كما كانت تجري عمليات التجنيس الممنهج، من دون اللجوء إلى التصريح الإعلامي الذي فتح عليها بابا واسعا من اللوم والتقريع الشعبي والمؤسساتي.

ربما كانت الوزارة مضطرة إلى تمرير رسالة تطمين علنية لدول الجوار التي باتت تتذوق مرارة آثار التجنيس البحريني، ولكن كان بالإمكان أن تكون هذه الرسالة بصورة لا تنبش جروح المجتمع البحريني المتضرر الأكبر من مساوئ ومخاطر هذه العملية المقيتة التي سلبته سلمه الأهلي ولحمته الاجتماعية واستقراره الأمني منذ أن بدأ تنفيذها على أرض الواقع بكل إصرار وترصد.

لا يزايد الكثيرون على جدوى مراجعة منح الجنسية المعلنة من قبل وزارة الداخلية، لأنها إلى الآن لا ترقى إلى مستوى الجدية فضلا عن كونها غامضة المعالم والرؤية والأهداف.

غير أن السؤال الأهم الذي لم تشر إليه البيانات المتنقّمة والساخطة هو: الآن أيها المسئولون فكرتم بمراجعة عمليات التجنيس بعد أن وقع الفأس في الرأس؟!


كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟

سنفترض بحسن النوايا أن مراجعة وزارة الداخلية لمنح الجنسية ستكون جادة هذه المرة، وسنسلّم في أفضل الأحوال بأن المراجعة المفترضة ستفضي إلى وقف منح الجنسية العبثي الذي مازالت أروقة إدارة الجنسية والجوازات والإقامة تضج بروائحه، حينها (وهذا مازال مستبعدا) سيتم الإعلان مجددا أن لا تجنيس بعد اليوم، ولكن ماذا عن مخاطر عشرات الآلاف من المجنسين المكدسين في «زرانيق» البحرين الذين أقحمتهم وزارة الداخلية إقحاما؟

إلى الأمس القريب كانت الوزارة تستميت في الدفاع عن سياسة «جنون التجنيس» التي تنفيها بكل جرأة، وتقول إن ما يحدث لا يعدو كونه تجنيسا «قانونيا» لمكملي 15 عاما من العرب، و25 عاما من الأجانب، وهو ما تفنّده «جردة حساب» بسيطة. المهم إذا كان الحال كما تقول الوزارة، فلماذا جهرت بإعادة حساباتها في طريقة المنح؟ ذلك ما يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها.

لا تتوقع الوزارة أن يثق البحرينيون في مدى قدرتها بهذه البساطة على وقف المخلفات المدمرة للمجنسين على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي، كما أشار الوزير في تصريحه بصورة شبه مباشرة، فهم يرون يوميا أكثر من غيرهم كيف أن مخاطر المجنسين تنتشر في المجتمع كالنار في الهشيم، ويعلمون أن التصريح لم يأت إلا بعد أن بدأ المسئولون يحصدون ويلات ما زرعوا.


العملية المجنونة

تدرك «الداخلية» جيدا أن المجتمع البحريني تصدعت قلوب مواطنيه بشتى أطيافهم من آثار التجنيس ومساوئه الوخيمة، ولكن كانت موغلة في سياسة مفتوحة تشاركها فيها أصابع أخرى، حتى إذا طفح الكيل، وانقلبت الطاولة على مدبري العملية، بدأت بالرضوخ الخجول لإعادة التفكير فيما كانت تقوم به.

الأخطر الآن هو أن المسئولين مازالوا يحاولون لملمة أخطاء وآثار التجنيس على استحياء، فيما يتغافلون أن مهمتهم الأكبر تكمن في كيفية التعامل مع العدد الكبير الموجود في الداخل، ومدى قدرتهم على وقف هذا الغول الذي غرسوا جذوره في أرض البحرين الطيبة، فأخذت تنمو وتترعرع، ولا أحد باستطاعته وقف آثارها بهذه السهولة.

عمليات التجميل ليست كافية، والاحتواء التعليمي لوحده غير قادر على تغيير عادات هذا الكم الهائل من القادمين من مجتمعات لا تنسجم مع الطبائع البحرينية المسالمة، ولا توظيفهم في مناصب مهمة سيحد من مخاطرهم المحدقة، ولا توفير الإسكان لهم على مد البصر (في ظل أزمة إسكانية جاثمة على البحرينيين) سيمنع الجرائم التي خرجت عن حدود الرفاع ومدينة حمد والبسيتين، وتخطت حدود البحرين لتصل إلى الدول المجاورة، فضلا عن تهديد المصالح الأجنبية في المملكة... مع كامل الاحترام لأصحاب القلوب والأيادي النظيفة من أخوتنا المجنسين الذي ساقهم القدر إلى هذه المملكة الصغيرة فجأة!

إذا كانت الدولة جادة في مراجعتها (ولا أظن ذلك حتى الآن) فإن عليها أعباء كثيرة ستجد لاحقا وبعد فوات الأوان أن عليها أن تتخلص منها لتبقى صورتها كما كانت آمنة وغير مفرّخة للاعتداءات الأمنية، على الأقل لدى أصدقائها وجيرانها... وإلا فإن المتغيرات الإقليمية تقول إن على البحرين أن تبدأ بأخذ حساباتها المستقبلية على المستوى الاستثماري والاقتصادي والسياحي، إن لم تكترث بتضعضع نسيجها الاجتماعي.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:11 م

      التجنيس قنبلة موقوته

      لالالتجنيس العشوائي نطالب وزير الداخلية بوقف التجنيس الغير قانوني وسحب الجنسية من المجنسين الدخلاء على عادات وتقاليد شعب البحرين اهم سبب الكثير من المشاكل في البلد 1- الاعتداء على المواطنين الاصليين 2- ازمة وضغط على الخدمات الاسكانية والصحية 3- خلق المشاجرات في المناطق السكنية 4- اعتداءت جنسية 5- تزوير في محرارت رسمية 6- تصدير الارهاب الى الدول الخليجية الشقيقة 00

    • زائر 8 | 8:59 ص

      طاعون التجنيس

      الفئران قادمه احموا الناس من الطاعووون

    • زائر 7 | 7:59 ص

      حق و يش المراجعة تقولون كل هالتجنيس قانوووووووني

      ويش عاد لو جدلا قلنه وقفوا التجنيس الملاين المجنسة تفريخهم يكفي.

    • زائر 5 | 4:15 ص

      ياريت هالمقال يوصل للحكومه

      والله صح مقالك يا أخ عبدالله وياريت يوصل للحكومه, لكن ويش الفايده. على فكره قرار وزير الداخليه بمراجعة التجنيس بسبب ضغوط خليجيه.
      تخيل اني كنت مقيم في دوله خليجيه, مره مرضت رحت مستشفى حكومي سألوني عن الجواز البحريني, عطيتهم اياه بس بعد سألوني ان كنت مجنس أو لا؟!!! من السبب؟ نتغرب وننهان في الغربه والمجنس المرتزقه يلعب في ديرتي من خيري كمواطن أصلي. اللهم بحق رمضان اثأر لي ولأخواني البحرينيين من المجنسين والدي جنسهم وساعد في تجنيسهم وسكت عن تجنيسهم يالله ياكريم.

    • زائر 4 | 3:33 ص

      هذا بداية الغيث ولن يكون نهايته

      إننا نشك ولا نعطي أي ثقة للدولة في مراجعة ملف التجنيس فهناك إصرار لديها على ذلك فقد بادرت بإعطاء المبررات للأشقاء على ما حصل وسف يأتي اليوم الذي لن يكون في استطاعة الحكومة تقديم أي تبرير.
      ملف الحتنيس له تبعات لن تقف عند حد معين او مكان معين سوف تحصد الحكومة بإصرارها على المضي قدما فيه سوف تحصد بلاوي لها اول ما لها آخر تلك هي نتيجة اللعب بالأمور الخطرة والتكهن
      بالنتائج في مثل هذه الأمور لا يقف عند حد معين

    • زائر 3 | 1:03 ص

      مكرمه

      يمنون علينا بمراجعة اخطائهم الحكيمه ........يجب علينا ان نشكر فلاقبمة لنا ومالامر الا للخوارج.

    • زائر 2 | 12:38 ص

      انا لست مصدقا

      ان مارشح هو انه يوجد خلاف بين البحرين والكويت بشان المجنسين،وان دولة الكويت تريد ان تفرض على البحرينيين فيزا لدخولهم الكويت؟؟ هذا يعني ان لا صوت للشعب بتاتا طيلة السنوات الماضية.

اقرأ ايضاً