العدد 2565 - الأحد 13 سبتمبر 2009م الموافق 23 رمضان 1430هـ

الحذر الحذر من نيوزلندا

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

في البداية، نود أن نبارك للمنتخب الوطني الأول للكرة تأهله إلى الملحق الأخير وتكرار ما فعله في العام 2006، والذي جاء بأقدام نجومنا الذين جاهدوا وبذلوا العطاء الكبير بالروح القتالية والفدائية وعدم اليأس بعيدا عن الأمور الفنية والتكتيكية التي لم تكن وفق الحدث والمعطيات المطلوبة، ولن ندخل في مثل هذه الأمور، ولكن نأمل من اتحاد الكرة أن يجلس مع المدرب ماتشالا ويناقشه في كل الأخطاء التي حدثت في المباراتين، بعيدا عن العاطفة والمجاملة ونشوة الفرحة بالتأهل؛ لأن هناك نقاطا سلبية حدثت وتم ذكرها في وقتها سابقا، ولا بد من البحث عن الحلول لكي لا نكرر الخطأ نفسه في مباراتي نيوزلندا وحينها لا ينفع الندم ولن تنفع الحسرة. الأمر المهم الذي نود قوله إننا عندما ننتقد ماتشالا في أموره الفنية فإن هذا حق مكتسب لنا للمصلحة الوطنية. ونحن نحترم ماتشالا كانسان وكمدرب وهو لم ينزل علينا من السماء معصوما وغير معرض إلى الخطأ. ولا يعني عندما نقول إنه اخطأ في بعض الأمور باننا نشكك في قدراته، بل العكس اننا دائما نود أن يكون المدرب التشيكي ماتشالا في أفضل حالاته، وهذا أمر يفرحنا جميعا ولا يزعجنا، بل هو الذي ننادي من أجله، لكي يكون منتخبنا الوطني في النقطة التي يستطيع أن يحقق فيها النتائج الايجابية. ولا يمكن أن ندس الرأس في الرمال وهناك أخطاء واضحة ارتكبها ماتشالا في المباراتين وكادت تبعد الفريق عن مواصلة المشوار حتى النهاية. أما بشأن من يذكر لنا الأرقام في مباراتنا الأولى في الذهاب أمام السعودية ويؤكد أفضلية منتخبنا من خلال هذه الأرقام لنقول له نحن غير مختلفين بتاتا في أفضلية منتخبنا التي حصلنا عليها جراء سوء حال الفريق السعودي غير المترابط والمتهالك، وهي المرة الأولى التي نشاهد فيها الأخضر يلعب بهذه الصورة السيئة التي كان لاعبوه كالأشباح في الملعب، ومع ذلك لن نستطع إحراز أي هدف طوال الـ 90 دقيقة. قد يقول قائل إن الحظ وقف ضدنا ولكن الحقيقة واضحة بأن الفريق لعب من دون طريقة لعب ولا تكتيك واضح، والدليل أننا حصلنا على 18 ركلة ركنية ولكننا لم نستفد من أية واحدة، ما يعني أننا نلعب الكرات الثابتة بأي كلام... المختصون الفنيون هم أدرى بهذا الواقع، وقد أدلى كل واحد منهم مؤكدين ما قلناه في هذا الجانب. ولذلك نود من الجميع أن يدافع عن شعار المملكة ولابد من محاسبة ماتشالا على تقصيره في كل جانب لأنه لم يأت إلى البحرين من أجل العمل بالتطوع المجاني الذي لا يجوز أن نكيل له الانتقادات، وبالتالي المحاسبة ضرورية لأنه يستلم منا المبالغ الطائلة ما يسيل لعاب المواطن البحريني «المنطحن» في حياته اليومية. ولا ندري لماذا لم يطلب منه الجلوس معه لمناقشة السلبيات والسماح له بالسفر إلى بلده كما هي عادته في المرات السابقة... والوقت لم يتبق سوى الشهر وليس هناك ضير في غيابه لأن البرنامج لإعداد المنتخب أصلا يتم إعداده من دون تخطيط وعلى الله التوفيق!

المباراتان المقبلتان أمام نيوزلندا ليستا من أجل السياحة ومنهما يكتب لنا التاريخ التأهل الفريد إلى نهائيات كأس العالم... فإذا لم تكن هناك حسابات عملية لهذين اللقاءين وخطط مدروسة وعلمية لتجاوز هذه المحطة الحاسمة، فإننا سنهوي ونسقط في الامتحان كما سقطنا في 2006 أمام ترينيداد. من يعمل بجدية وبدراية بتجنيد العناصر الوطنية المختصة ذات الكفاءة العالية سواء كانت فنية أو نفسية أو بدنية أو تكتيكية لكي نستفيد منها في المرحلة الأهم، ونحن بحاجة إلى كل صوت والى كل عنصر يمتلك الخبرة الكافية لوضع الأحمر على أعتاب المونديال العالمي. وهنا أود أن اذكر اتحاد الكرة باسم قد ينفع الأحمر في التحضير النفساني للاعبي المنتخب وهو مختص فيه ولديه الكفاءة، ونود أن نشركه في هذا العمل للاستفادة من خبراته، إنه الوطني المخلص مهدي آل فريخ الذي عرفناه إنسانا بحرينيا مخلصا لبلده تغرب عنه لتستفيد منه الدول المجاورة، ولكن جاء اليوم والوقت الذي يجب أن نستفيد منه في هذه المرحلة المهمة وقبل اللقاء الحاسم أمام نيوزلندا.

أخيرا، نود أن تكون هناك دراسة علمية من كل النواحي لنيوزلندا من خلال الطقس الذي قد يكون مقلوبا عنا، ولا بد أن نعرف عنه هل هو ثلوج أو درجة حرارة عالية، أم أن الملعب فوق سطح البحر بأمتار كبيرة ما يجعل الأكسجين ناقصا ويصعب فيه التنفس، وبالتالي لا بد لنا أن نعرف مثل هذه الأمور المهمة إلى جانب نظام الاحتراف هناك وأين يحترف نجومه، ولا بد من الاطلاع على الكثير من الأشرطة لمبارياته في التصفيات وليس فقط مباراته أمام الأردن التي ليست بالضرورة تعكس الأداء الفني الحقيقي للفريق النيوزلندي. ونعتقد ان الفارق الزمني في الشهر ليس طويلا وعلينا الحذر الشديد من نيوزلندا الذي لديه تاريخ ذهبي في تأهله إلى نهائيات كأس العالم من قبل، وان تكون الجدية في مواجهته وترك نشوة التأهل والتركيز على لقاء البحرين مع نيوزلندا يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ولا بد لنا من الفوز فيه بفارق هدفين على أقل تقدير لأن الفريق النيوزلندي قوي ولا بد من احترامه وعدم الاستهزاء به. إنها فرصة نجومنا الذين وصلوا إلى آخر العتبة من النجومية قبل ابتعادهم عن مداعية الكرة، وبالتالي هي فرصة تاريخية ليتوجوا مشوارهم الكروي بالتأهل إلى النهائيات في جنوب إفريقيا ولن يأتي ذلك إلا بالعطاء والاجتهاد والروح القتالية والحماسة والرغبة في الفوز، والجماهير هنا في البحرين تنتظر هذا الحلم الكبير الذي طال انتظاره، وبالتوفيق يا أبناء المملكة وقلوبنا معكم في المرحلة المقبلة، ونريدها أن تكون بأقدامكم الذهبية لتجاوز نيوزلندا في البحرين وعلى أرضهم آمين رب العالمين.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2565 - الأحد 13 سبتمبر 2009م الموافق 23 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً