العدد 2564 - السبت 12 سبتمبر 2009م الموافق 22 رمضان 1430هـ

اهملوا مجتمعكم... وتفرغوا للفتنة!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

ردود فعل كثيرة، وإتصالات عديدة وردت من الأخوة والأخوات القراء تعقيبا على عمود يوم الخميس الماضي المعنون بـ»مجتمع العصابات والأمن المفقود»، الذي تناولت فيه التحذير من النتائج السلبية المترتبة على تصوير المجتمع البحريني الذي ينعم وسيبقى كذلك متنعما بالأمن والمنعة، بأنه مجتمع محاط بالقلق والخوف وانعدام الأمن...

مع الاعتراف بأن هناك نمطا من الممارسات العدائية التي بدأت تنتشر في المجتمع البحريني، إلا أن ذلك لا يعني أن يعلق الناس كل الخطأ على الدولة وأجهزتها، إذا ما أدرك كل مواطن دوره في الحفاظ على أمن واستقرار وسلامة هذا المجتمع الذي نعيش فيه مهما كانت الظروف، ومع الإعتبار أيضا لوجهات النظر السليمة التي تشدد على أن التهاون وعدم تطبيق القانون على الجميع، هو من دواعي الأمن من العقوبة، وبالتالي إساءة الأدب.

الأمثلة في ذلك كثيرة... فكما يقول أحد المواطنين مستغربا: «لا أدري كيف استطاع اللصوص سرقة منزلي وأنا مسافر مع عائلتي؟ جيراني الأعزاء موجودين، وهم يعلمون بسفري والغريب أن منزلي سرق كما أفاد أحد الشهود في وضح النهار عندما أوقف اللصوص شاحنتهم الصغيرة بكل ثقة، وراحوا ينقلون محتويات منزلي دون أن يتوقف أحد ولو لأخذ رقم الشاحنة والتعرف على الأشخاص، وهم أجانب، لتسهيل عملية البحث والتقصي»، فيما يقول مواطن آخر: «تعرضت زوجتي للسحب من السيارة والضرب بقسوة وقلة حياء وأدب من قبل أحد الشباب، فيما كان الإستغراب يملؤها وهي ترى (رجاجيل مشوربة) واقفة للتفرج فقط ولم تأخذهم الحمية للتدخل لإبعاد ذلك المعتدي عنها أو الإدلاء بشهادتهم لدى الشرطة على الأقل»، فيما تقول مواطنة: «اعترض سيارتي أحدهم وقام بحركات مخدشة للحياء أمام الناس، وراح يصرخ ويشتم فقط لأنني لم أتمكن من منحه فرصة العبور أمامي في وضع مزدحم... وخرج من باصه الصغير ليلقي المزيد من الكلمات القذرة هو ومن معه في الباص وكنت أدير النظر يمنة ويسرى لعلني أرى (رجلا واحدا) يدافع عني أو يلجم ذلك الوقح».

ربما نصدق تلك القصص، وربما نكذبها ونقول أنها من نسج الخيال، لكن أليس غيرها الكثير مما نقرأه في الصحف، ومما يراه الكثيرون منا أمامهم رأي العين ويكتفي الكثيرون منا بالفرجة؟ بل لا يقتصر الأمر على الشارع، حتى في أماكن العمل، أصبحت النزاعات والخلافات والشجار بين بعض الموظفين والموظفات وكأنها جزء من التقاليد الوظيفية، فهذه موظفة تعرضت كثيرا للتحرش من جانب مرؤوسها ولم يرتدع رغم تهديدها له مرة وأكثر، حتى تدخل الزوج الغاضب، وهذا حقه، ليطالب الجهة المعنية بمساءلة هذا المسئول قانونيا وهذا ما فعل، وأخذ القانون حقها.

في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع ذلك الإنحراف المقلق، ينبري بعض (المواطنين الصالحين ذوي الولاء المنقطع النظير للوطن والقيادة) مدعومين ببعض الكتاب في الصحافة وفي المنتديات الإلكترونية الفتنوية، لإثارة المزيد من نيران الفتنة الطائفية، والتشكيك في ولاء الناس لبلادهم، ومطالبة الدولة بتوقيع أقسى العقوبات على فئة من الشعب البحريني، ومن ناحية أخرى يلمعون في الدفاع عن أوجه الفساد والتبرير لها، واعتبار كل الممارسات الخاطئة من قبل بعض المسئولين بأنها (واجب وطني)، ولم نسمع أو نقرأ لهم تصريحا أو بيانات أو نشاطا يحذر مما يحيط بالمجتمع من ظواهر تعرض الإستقرار والسلم الإجتماعي للخطر، ويتسترون على بعض الأفعال السيئة فقط بدوافع مذهبية...

الشراكة المجتمعية التي يرفضها البعض، ليست في حقيقتها (عيون مباحث ومخابرات وقمع لمن يطالب بحقه بطريقة سلمية مشروعة)، وليست فكرة منطلقة من ضرب المجتمع ببعضه البعض، الفكرة يا سادتي الكرام نحتاجها في مجتمع لابد أن يستمر في أمنه واستقراره، ليكون كل مواطن (شرطيا) لحفظ نفسه وأهله وأهل مجتمعه من اللصوص ومن المجرمين ومن مثيري العداوات في البلد... وهي مسئولية دينية شرعية ووطنية، قبل أن تكون (خطة حكومية) يفهمها البعض وفقا لهواه... واعيدوا النظر فيما يحدث في مجتمعنا يا سادة

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2564 - السبت 12 سبتمبر 2009م الموافق 22 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:53 م

      الى متى

      هل يستقيم البناء والهدم في آن واحد فالدولة هي من قامت بتخريب البلد والقضاء على كل مقوماته بل وتعدت ذلك بالقضاء على البشر والهوية

    • زائر 5 | 6:05 ص

      تعليقاً على زائر رقم 4

      تعليقي على الأخ زائر رقم 4
      فكلامه مهم، ليش.. لأننا لا نثق بوزارة الداخلية ولا أي جهاز أمني آخر، لكن المهم أننا نتفق مع الكاتب في محور أن الناس لازم تتعاون، حتى الأخ زائر رقم 4 قال ان السياسة مصيدة لكنه مستعد للإبلاغ عن الجرائم الأخرى..
      بالنسبة لي، مع سوء الظروف، لكن اليوم لا توجد مشكلة في المطالبة السياسية والكتابة في الصحف وياما شخصياً قلت كلام وشتمت ولم يحصل لي شيء..
      الشراكة المجتمعية التي نريدها هي أن يكون أهل المجتمع أهل القرية أهل الديرة هم الذين يحمون ديرتهم تحت مظلة القانون

    • بنت الفردان | 5:55 ص

      شكرا اخي سعيد على مقالك الرائع

      ان هؤلاء مستفيدون الى ابعد الحدود ويعيشون ويعتاشون على مثل تلك الفتن الطائفية ويخصدون اموال لا طائل لها من مسئولون كبار ، وبالتالي ما يقوم به هؤلاء من اثارة الفتنة غير مستغرب ، أما فيما يتعلق بالمشكلات والجرائم الأخيرة التي تحث في مجتمعي البحرين ، لم يكن يهمهم لان هؤلاء المجنسون المجرمون قد حلوا مشكلة يعاني منها هؤلاء واصبحوا يقفون ضد الفئة التي كان هؤلاء يحاربونها في وجودها ، وبالتالي قد خففوا الحمل على هؤلاء الكتاب المأجورين ، واصبح الناس حديثهم اليومي هو تلك الجرائم ونسوا حقوقهم الضائعة

    • زائر 4 | 4:05 ص

      هل تريد أن تكون شريكاً في الظلم؟

      ماتدعيه أخ محمد أن الشراكة المجتمعية ليست عيون ومباحث وقمع لمن يطالب بحقه، هو هاجس حقيقي وغير مختلق، يفرضه المنطق السليم وتدعمه التجارب المريرة مع هكذا جهاز أمني، ومن يريد أن يحجب عين الشمس بإصبعه فليفعل ذلك، ولكن كفانا من التطبيل والتزميل والتجميل لوجه بشع، ونيات خبيثة، انا لا اثق بوعود الداخلية ولابتصريحاتها، ولست مستعداً لأن أكون معيناً لها لظلم الناس، ومن أراد ذلك فليفعل لوحده ولايجر البشر إلى هذه المصيدة الجهنمية. نعم فيما يتعلق بالحوادث التي ذكرتها أنا مستعد أن اخبر أما في السياسة فلا.

    • زائر 3 | 3:11 ص

      الدولة هي المسؤلة عن كل ما يحصل

      صارت الناس إتخاف تردع المسيئن للمجتمع بكل فئاته وإنتماءاته لأن في الأخير راح يطلع هذا المجرم بعقوبة لا تردعه عن فعل المزيد وسيكون أي شخص يتدخل في أي قضية تحدث سيكون مصيره التهديد والوعيد وربما الإعتداء عليه
      فأصبح الناس يطبقون المثل القائل ( إبعد عن الشر وغنيه له )
      الدولة هي المسؤلة عن إزيداد هذه الضواهر العنيفة الغريبة على مجتمعنا فهي التي تجنس المزيد من هؤلاء المجرمين وهي التي قوانينها لا ترد مثل هؤلاء ( فمن أمن العقوبة أساء الأدب

    • زائر 2 | 12:28 ص

      صح لسانك

      اي والله فيه ناس في المجتمع ما مهرتهم الا يدافعون عن الفساد في الدولة ويبرورن الاخطاء ويثيرون الفتن وكل شي يسونه المسئولين في نظرهم صح بغض النظر اذا كان هالتصرف عاجبهم ام لا وفعلا صارت الناس ما تهتم في بعض لو يشفون مرة تنطق في الشارع محد يفزع لها .. يا ريت كلنا نصير على قلب واحد ونحب بعض وترى الفتنة اهي خراب المجتمع لازم دائما نوقف مع الحق ونصير يد وحدة كلنا عيال هالديرة وكلنا نحب البحرين لازم نحارب الطائفية ونصير يد وحدة

    • زائر 1 | 9:44 م

      سياسة متعمدة

      اخي الكاتب لم اتعود الرد على الاخبار والمقالات لكن الم تسال نفسك لم هذا التراجع المخيف في اخلاقياتنا والاستهتار بامن واعراض الناس لبعضهم؟ السبب ببساطة هو سياسة الحكام في التهاون في محاسبة المسيئين والمجرمين لاشغال الناس ببعضهم لكي ينسوا ان هناك مظالم تصل الى حد الاحتقار للمواطن فاذا كان الجسد يشكو من وكعة صحية واردت ان ينسى صاحب الجسد هذه الوعكة فما عليك اللاان تبليه بعلة اخطر منها لكي ينسى الاولى .

اقرأ ايضاً