هل تعتبر الزراعة من دون تربة أسلوبا أمثلا يجب اتباعه؟
- نعم، فالزراعة من دون تربة لها من المميزات ما يعطيها ميزة اعتبارها طرق زراعية رائدة تتواءم مع أزمة نقص الموارد المائية أو نقص في المساحات المخصصة للزراعة، ففيها نوفر ما يوازي من 80 إلى 90 في المئة من كميات المياه المستخدمة في:
- سرعة وجودة معدلات النمو.
- نظافة المنتج صحيا وتماثل تسويقي.
- قلة العمالة المستخدمة ولكن تلزمها عمالة مدربة.
- توفير في نسبة الأسمدة المستخدمة بنسبة 80 في المئة وبالتالي هو أسلوب صديق للبيئة.
* ما هي الزراعة من دون تربة؟
- هي طريقة يتم فيها زراعة المحاصيل دون الاعتماد على التربة الطبيعية، بل يمكن زراعتها من دون تربة كما في الزراعة المائية والتي نعتمد فيها على مرور الماء في هيئة غشاء رقيق على جذور النباتات أو بطريقة الطفو فوق الماء، وطريقة أخرى، وهي الزراعة الهوائية وفيها تكون الجذور معلقة في الهواء وتحصل النباتات على احتياجاتها المائية والغذائية من خلال رش الجذور بالماء على فترات أو إمدادها بالماء بصورة الضباب، وتعتبر أسرع الطرق لنمو كثير من المحاصيل.
هل طريقة الزراعة من دون تربة تكون حلا لندرة المياه والأرض؟
- نعم نكون حللنا جزءا كبيرا جدا من ندرة المياه، حيث في الزراعة المائية نوفر أكثر من 80 في المئة من استهلاك المياه عند زراعتها بالطرق التقليدية المتبعة، هذا بالإضافة إلى استهلاك أسمدة لا يتعدى 10 في المئة من استهلاك الأسمدة بالطرق التقليدية، وبذلك نكون قللنا استهلاك المياه والأسمدة وأصبح منتج صديق للبيئة بصورة نسبية. كما أنه بتطبيق الزراعة الرأسية مع الهيدروبونيك أي الزراعة من دون تربة يمكن أن نصل لإنتاج عال للمتر المربع، حيث في بعض النباتات مثل الخس يمكن زراعة 100 نبات في المتر المربع ومدة الإنتاج شهر واحد.
حتى نستطيع تحديد الخيارات المثلى لطرق الإنتاج لابد من المقارنة بين مدى استهلاك عناصر الندرة وبين كميات المنتج، فعند زراعة محصول طماطم بالطريقتين زراعة تقليدية تروى غمرا كما هو متبع الآن وبين زراعته بتقنية الهيدروبونيك أي من دون تربة، في حالة زراعة تقليدية كل 1 متر مربع يستهلك مياه وقدرها 2000 لتر مياه وينتج 6 كيلوغرامات وسعر البيع دينار ونصف، أما في حالة نفس الصنف من دون تربة فإنه يستهلك من 200 إلى 250 لتر مياه، وينتج من 75 إلى 100 كيلوغرام وذلك راجع لزيادة عدد النباتات المنزرعة بالمتر كأحد الأسباب وسعر البيع بين 35 إلى 40 دينارا، ولكن في حالة زراعة الأصناف ذات الميزة التسويقية قد يصل إجمالي سعر بيع منتج 1 متر إلى ما يقارب 100 دينار مثل الطماطم الشيري، وهنا نقارن بين استهلاك 2000 لتر للمياه بالمتر المربع وبين 200 لتر، أي نوفر 90 في المئة من المياه، وبين منتج إجمالي كمياته 6 كيلوات للمتر، وبين إنتاجية وقدرها 75 كيلوغراما أي أكثر من 10 أضعاف المنتج، ونقارن بين إجمالي ما يباع من المتر، من دينار ونصف إلى 40 إلى 60 دينارا، أمام هذه الفوارق يذوب فارق الكلفة التي تتطلبها تقنيات الزراعة من دون تربة.
ومثال آخر بالنسبة لزراعة محصول ورقي مثل الخس، فإنه عند مقارنة زراعته في الحالتين بالطريقة التقليدية 1 متر مربع يستهلك 1500 لتر مياه باعتبار عدم إمكانية زراعته في الحرارة العالية وينتج خلال السنة ما كميته 9 كيلوغرامات للمتر المربع ويباع بسعر 3 دنانير لإجمالي إنتاجية 1 متر، في حين عند زراعته من دون تربة 1 متر مربع يستهلك مياه وقدرها من 100 إلى 150 لترا من المياه، ويبلغ إنتاج المتر الواحد من 40 كيلوغراما في السنة ومن الممكن مضاعفته لو زرع رأسيا ليصبح 80 كيلوغراما، ويبلغ إجمالي بيعه ما يقارب 150 إلى 200 دينار، حيث تزرع أصناف متميزة بارتفاع سعرها ويلزمها التحكم في درجات الحرارة وهذا متوافر بالزراعة من دون تربة.
وهنا نتحدث عن 1500 لتر مقابل 150 لترا، وما بين إنتاج قدره 9 كيلوغرامات إلى 80 كيلوغراما، وبين إجمالي بيع للمتر بين 3 دنانير إلى 150 إلى 200 دينار، في ظل توقف بعض الدول عن تصدير الأعلاف الخضراء.
هل للزراعة من دون تربة حل إنتاجي؟
- بالطبع يعتبر الإنتاج الحيواني أحدى الحلقات المهمة للأمن الغذائي لأنه مصدر توافر البروتين الحيواني للجسم، ولكن بالفعل هناك أزمة في الإنتاج الحيواني نظرا لصعوبة وارتفاع أسعار العلف، حيث قامت كثير من دول الخليج بوقف تصدير الأعلاف الخضراء، وكذلك الأعلاف المصنعة من الحبوب حفاظا على مخزون المياه الجوفية، وبذا أصبح لزاما على كل دولة أما أن توفر أعلاف حيواناتها بنفسها أو استيرادها من الخارج تحت بند السياسة السعرية العالمية، وبذا أصبحت ربحية المشروع متذبذبة وتخضع لسعر عالمي مرتفع مما يزيد تكاليف الإنتاج، وحيث إن 70 في المئة من كلفة مشروع الإنتاج الحيواني تذهب لتوفير أعلاف التغذية، ولذا كان للزراعة المائية دور رائد وفعّال في توافر العلف الحيواني، وذلك بإنتاج العلف الأخضر بطريقة الزراعة في الأرفف.
دورة إنتاج العلف من البذرة حتى تقديمه للحيوان 7 أيام، ومن الممكن من مساحة لا تتعدى 100 متر مربع أن تنتج 2 طن من العلف أخضر يوميا، طن العلف الواحد لا يستهلك أكثر من 300 - 400 لتر مياه، والمعروف أن العلف خال من المواد الكميائية - نظيف للكلفة 2 (عمّال اثنين) لإنتاج 2 طن يوميا مع العلم بأن جمع العلف لا يتعدى ساعة واحدة - نسبة البروتين به 16 في المئة، 24 في المئة ويحوي الكثير من الفيتامينات وحمض الهيوميك، ويعمل على زيادة نعومة شعر الخيول ويزيد من إدرار اللبن عند أبقار الحليب، وهو يصلح لجميع الحيوانات من الخيول 10 كيلوغرامات للرأس يوميا، الأبقار 15 كيلوغراما للرأس يوميا، للأغنام 3 كيلوغرامات للرأس يوميا، للدجاج (60 - 80) غراما للرأس، للاسماك (10 - 15) غراما يوميا، والفكرة بوضع الحبوب مثلا الشعير في صواني على أرفف ونرش عليها الماء خلال ثلاثة الأيام الأولى لا نحتاج لإضاءة، ولكن من اليوم الثالث إلى السابع نحتاج لإضاءة وهناك الكثير من الأصناف غير الشعير ولكنه كمثال.
كما يضاف لمميزات إنتاج العلف بطريقة الهيدروبونيك أننا يمكن عمل تركيبات من العلف حسب عمر وحالة الحيوان وذلك بخلط أنواع من الحبوب بنسب مختلفة ومحسوبة بما يخدم عمر الحيوان واحتياجاته، وكل ما هو مطلوب من الشركات الإنتاجية الكبرى المنتجة للحوم البيضاء أو الحمراء عمل وحدة تغذية يقاس بها سرعة التمثيل الغذائي ويبدأوا بتبني الإنتاج لحل مشكلة الأعلاف والنزول بكلفة الإنتاج ولو بصورة نسبية.
ولتطبيق المثال على ما ينتج هنا، نرى أن البحرين تنتج ما مجموعه 35 ألف طن علف في مساحة تقدر تقريبا بـ 800 هكتار، وتستهلك ما مجموعه من 16 إلى 20 مليون متر مكعب من المياه، في حين أنه في حالة إنتاج الأعلاف بالزراعة المائية لإنتاج 35 ألف طن علف نحتاج مساحة وقدرها هكتار واحد، أي تستهلك مياه وقدرها 20 ألف متر مكعب مياه ويلزمها 50 عاملا لإنتاج نفس كمية الأعلاف المنتجة وهي 35 ألف طن سنويا.
وهنا نقارن بين 800 هكتار وبين واحد هكتار، ونقارن بين 20 إلى 25 مليون متر مكعب مياه وبين 20 ألف متر مكعب مياه، ونقارن بين 400 عامل وبين 50 عاملا فقط.
العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ