العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ

ماذا بعد حرب النجوم؟

محمد خليل الحوري comments [at] alwasatnews.com

تشن الولايات المتحدة الأميركية على مدى تاريخها حروبا معلنة وحروبا غير معلنة، وحروبا لها مسميات مختلفة، ابتداء من حربها النووية على اليابان، مرورا بالحرب الباردة في القرن الماضي بين القطبين الكبيرين، الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السابق، والتي كانت تدور رحاها آنذاك وراء الكواليس وفي الخفاء إذ كانت مجرد صراع وسباق للتسلح بين هاتين الدولتين العظيمين.

وهناك حروب أخرى، مثل حرب النجوم والتي أعلنتها أميركا في عهد الرئيس الأميركي السابق ريغان، وهي الأخرى مجرد مسميات مجازية ومزاجية الهدف منها فرض الهيمنة والتفوق الأميركي، وهي مجرد إجراءات احترازية لحماية نفسها وإثارة حفيظة الآخرين.

وكذلك الأمر في نشر الصواريخ البالستية على طول حدودها وإثارة مخاوف جيرانها والدول الأخرى كالصين وروسيا وغيرها. كما سعت أميركا طوال تاريخها إلى ابتكار وصنع الأسلحة الفتاكة والمدمرة كافة، كالأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية والقنابل الهيدروجينية، وغيرها من الأسلحة التقليدية والمتطورة من صوايخ وطائرات حربية متنوعة ومدافع ودبابات وبوارج حربية ومدمرات وغواصات وألغام أرضية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

وتشن الإمبريالية المتمثلة في الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية العالمية المتمثلة في «إسرائيل»، وخصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وانفراد الولايات المتحدة الأميركية بالسيطرة على مقاليد هذا العالم وتحكمها في مصيره، حربا خطرة ذات أبعاد وتأثيرات طويلة المدى، وهي ما يمكن أن نطلق عليه مجازا «حرب الجنس القذرة» بصورة مكثفة من خلال القنوات الفضائية المتخصصة والخاصة في بث الأفلام السينمائية الهابطة والخلاعية والجنسية، وغيرها من أفلام الرعب والجنس، وعن طريق الأغاني المصورة العربية منها والأجنبية المليئة بـ «الفيديو كليب» الهابط المليء بالمشاهد والحركات المثيرة والخادشة للحياء والتي ليست لها أية صلة بكلمات الأغاني بتاتا، والمجلات الخاصة بالجنس الرخيص، وكذلك عروض الأزياء والموضة وابتكار الموضات الفاضحة والماجنة، والتي هدفها نشر المفاسد والرذيلة، وتعرية المرأة بشكل أو بآخر والأخطر من ذلك نشر وبث تلك السموم عن طريق شبكات «الانترنت» حول العالم وعلى مدار الساعة، كل هذه المسميات والتصرفات والإجراءات والتي تندرج تحت مسمى واحد هو ما يعرف بالعولمة، والتي هدفها الظاهر جعل هذا العالم قرية كونية واحدة، وفي الباطن هو بث ونشر للمفاسد في أنحاء العالم كافة، بصورة سريعة ومخيفة، لتتمكن الإمبريالية والصهيونية العالمية من تمرير مخططاتها الشيطانية والسيطرة على هذا العالم وتخدير شعوبه .

وتجوب ملايين المجندات من الأجنبيات ومن بنات تلك البلدان الشوارع والمجمعات التجارية في العالم لنشر الرذيلة، عن طريق ما يرتدينه من أزياء وموضات ماجنة، والكثير منهن على غفلة من أمرهن، ولا يدرين أنهن بتصرفهن وتقليدهن الأعمى هذا يقدمن خدمة جليلة للإمبريالية والصهيونية العالمية، من دون أن يعين مخاطر ذلك على مكتسبات ومنجزات وحياة ومصير هذه الدول والشعوب، وخصوصا الدول العربية والإسلامية منها والتي يتحين فيها الأعداء الفرص للانقضاض عليها، وسلب ونهب خيراتها وثرواتها.

فلنتعلم ونأخذ الدروس والعبر مما يحدث اليوم في أفغانستان وفلسطين والعراق وغيرها من الدول، لنحمي أنفسنا ودولنا من أطماع الغزاة المستعمرين الذين يخططون ويرسمون، ويحيكون المؤامرات نهارا جهارا للقضاء علينا، وعلى مقدرات أمتنا العربية والإسلامية، تحت مسميات وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان، وهي مخططات صهيونية استعمارية، على الأمة العربية والإسلامية توخي الحيطة والحذر، واتخاذ الإجراءات الوقائية كافة لإفشالها، ومنع العدو من تنفيذها، لحماية هذه الأمة، لتعيش بعزة وكرامة تحت رايات الحرية والاستقلال بشموخ وإباء وبسعادة ورخاء ورد كيد أعدائها الحاقدين إلى نحورهم

العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً