الجوائز، عربيا تسْكر البعض. تدفعهم دفعا إلى النسيان؟ نسيان بداياتهم، ونسيان المنابع التي نهلوا منها، على رغم أنها مناهل عربية. الجوائز مفسدة وإخلال بالكثير من الثوابت التي انطلق منها ضحايا تلك الجوائز.
بحرينيا، ثمة من يكيل الدرسَ الأخلاقيَّ والسلوكي وحتى النصي. ثمة مهووسون بإسداء النصائح، على رغم أن كثيرا من النصائح وجه آخر من وجوه الخلل المعبِّر عن نفسه في صورة مناقضة لـ «افعل» فيما هو لا يفعل!.
بعض الذين راكموا الجوائز/ بحرينيا، مازالوا يعانون من فقر لغوي في مواجهتهم الجمهور. أخطاء ولحن في اللغة يدفعك دفعا ليس إلى مغادرة الصالة فحسب؛ بل إلى هدمها على رؤوسهم، والشعور بالأسى لجمهور تم استغفاله بالحضور.
***
هل الجوائز مفخخات من نوع آخر؟ هل هي محاولة لاستدراج إلى فراغ وجهل نقف على تفاصيله في حال مواجهة مع استعراض النص وتقديمه وإلقائه في صورته المشوهة لغويا؟ إذ تتوارى وتذوب الجماليات المكتنز بها، بفعل ذلك التشويه؟
كيف يمكن لأي غيور على اللغة أن يستسلم لوهم وثابت الجوائز التي تنهمر ذات اسم في رعاية اعلامية وذات حضور وتحشد له دوائر قرار؟ فيما النص ذاته على رصانته يقدم بعجمة تنتهك اللغة وجمالية النص، في حال توافر تلك الجمالية!
***
قبل نيل الجوائز، ثمة رزانة في التصريح لوسائل الإعلام. رزانة سببها التروي إلى أن تستتب الأمور والأوضاع. بعد نيل الجوائز ينبت لبعضهم ريش يعتقدون أنهم به قادرون على استفزاز الصقور! فيما هم ينتمون إلى عالمه الأرضي بامتياز! بكل ما يعنيه ذلك العالم من تراب ووحل ومؤامرات!
***
وفي الجوائز العربية، فتنة. فتنة الاعتقاد بالانتساب إلى الآلهة في مرحلة أولى. ومن ثم مشاركة الآلهة في تدبيرها لأمور الرعايا، وفي مرحلة ثالثة، الإدعاء بالألوهية، وإن جاءت في حدود ألوهية خلق النص في جانبه المتفرد الذي لا يشبهه نص!
هل أبالغ في تقديم هكذا صورة؟ على العكس. الحالات بحرينيا وعربيا تتجاوز ذلك بكثير!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2547 - الأربعاء 26 أغسطس 2009م الموافق 05 رمضان 1430هـ