العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ

لغة عاطفية مسيلة للدموع!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من طرَق الباب فعليه أن يسمع الجواب. ومن يتناول الشأن العام و»يتدخل» في السياسة، فعليه أن يسمع آراء الناس، لا أن يبكي ويتمسكن... فكلك (ثغراتٌ) وللناس أعين، وكما تدين تدان.

ثم إن من يتمتّع بدرجةٍ عاليةٍ من الصدقية مع النفس قبل الآخرين، فليس بحاجةٍ إلى إعلان تميّزه عن بقية خلق الله بأنه لا يحمل غلا أو حقدا على أحد، أو الدعاء لمنتقديه بأن يفتح الله بصيرتهم وينوّر قلوبهم (السوداء)! فالجدل السياسي لا يحتاج إلى هذه العبارات العاطفية المسيلة للدموع!

ثم ما الحاجة إلى الاستنجاد بكل تلك الروحانيات والأدعية الرقيقة واستغلال أجواء الشهر الفضيل، ما دمت تتمتع بكل تلك الثقة الزائدة بالنفس، إلى درجة أن توجّه دعوة مفتوحة وعاجلة إلى وزيرٍ محرَجٍ لتسجيل حلقةٍ خاصةٍ، سرعان ما يستجيب لك لتتولى معه الدفاع عن سياسته بوجه المتظلمين من وزارته. ويسبق الحلقة كلّ تلك الإعلانات التلفزيونية كل ربع ساعة، فضلا عن التبشير بالحلقة الموعودة في الصحيفة.

ما دمنا في حدود الجدال السياسي ونقاش الشئون العامة، فلنترك كلمات «حقد» و»ضغينة»، و»الله يهديهم»، «وسامحهم»، فهذا كلام غير سياسي، وغير صحافي، وخارج السياق. فنحن نناقش قضية متفجرة، تمس غالبية شعب البحرين، ستنعكس آثارها على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وإن كان رب ضارةٍ نافعة، فيجب أن تكون قضية إسكان «القرى الأربع» درسا لنا جميعا، لأنها أول مؤشر على ما نحن مقدمون عليه من أزمة.

القضية إذا أوسع من أربع قرى وعد أبناؤها بتوفير مساكن، ثم استيقظوا فجأة على إخلاف الوعد، واستبدال المعايير، وتغيير حتى التسميات. فمشكلة السكن التي تمس 44 ألف عائلةٍ بحرينيةٍ حاليا، سيكتوي بنارها كلّ شابٍ مقبلٍ على تأسيس أسرةٍ جديدةٍ، من مختلف المناطق والمذاهب والمحافظات. وسيزيدها تعقيدا تجنيس المزيد من أبناء الأوطان الأخرى، وما يتبع ذلك من استحقاقات سكنية وصحية وتعليمية تضيف أعباء جديدة على الموازنة العامة.

نحن مع السياسة الإسكانية الواضحة، والمعايير الثابتة، التي تُطبّق على جميع المواطنين دون استثناء، ودون محاباة، ودون لعبة ولاءات. ولا أحد يرفض مبدأ الأقدمية، وطالما نادينا بالتزامه في الوزارات والمؤسسات العامة، وخصوصا في مجال التوظيف والبعثات والترقيات، وعلى رأسها التربية والتعليم، أكبر وزارة تتحكّم في مستقبل البلد من خلال المخرجات التعليمية وسعة الشرائح التي تتعامل معها.

مشكلتنا التي لا نريد الإقرار بها، أن هناك مزاجية وازدواجية وعدم شفافية في تطبيق القوانين والمعايير، وهو ما يهزّ الثقة بالسياسات العامة وطريقة الإدارة التي تفتقر إلى العدل والإنصاف والمساواة بين المواطنين. هذه مشكلةٌ تنخر في عظام الوطن، طالما حذّر منها الكثيرون، وطالما قوبلت بالتشكيك والاتهامات الجاهزة، وكان حريا أن تناقش بمنتهى المسئولية، خصوصا ونحن مقبلون على وضعٍ متعدد الطبقات والإثنيات والجنسيات ذات المصالح المتعارضة إلى حد الصدام.

أحد مساوئ البرامج «الحوارية» ذات الصوت الواحد، أنها تورّط حتى المسئولين، فالوزير الذي ظهر على الشاشة لحلّ إشكال «البربورة»، خرج بعشرين «بربورة» أخرى، حين أعلن اعتماد مبدأ «الأقدمية»، ووزّع الوعود السخية ببدء مشاريع إسكانية جديدة، يعلم الجميع عدم وجود موازنة لها. وليس من مصلحة أي وزير أن يعطي انطباعا للجمهور بأنه يبيعهم أوهاما في الجو، أو أسماكا في البحر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 5:11 م

      الله يكثر من امثالك

      يعطيك العافية اخوي قاسم .. تسلم و يسلم لنا هالفكر الراقي عساك على القوة

    • زائر 14 | 1:24 م

      وزارة الاسكان على فوهة بركان

      كل التحية والتقدير لك أخ قاسم ولأهتمامك بالشأن المحلي الذي هو مسئولية الصحفيين الشرفاء ونحن في شهر رمضان يجب أن نعيش في جو الصفاء والسمو النفسي بعيد عن البغضاء والتجاذب اللفظي .. لقد قرأت مقالها اليوم والذي بعنوان "قنبلة الاسكان" ووجدته منطقي وعقلاني فمن المستحيل أن يستطيع الوزير أن يحل الأزمة السكانية لوحده حتى لو كان انسان خارق ولا أعتقد ان عشرة وزراء يستطيعون بناء هذة الوحدات السكانية الهائلة العدد في سنة واحدة وبدون ميزانية فالبنوك ترفض التمويل في ظل الأزمة
      المطلوب تكاتف الدولة

    • زائر 13 | 10:26 ص

      المدينة الشمالية

      ما حصل ويحصل الآن مقدمة لما يسحصل في المدينة الشمالية ،،، والنواب عليهم الحق فيما يحصل ان هم ترشحوا للأنتخابات المقبلة والسلام 

    • زائر 11 | 9:02 ص

      الاسكان

      تعرف لماذا وزارة الاسكان تاجل توزيع الوحدات الاسكانية عل المواطنيين في القرى, لانها تنتظر الضؤ الاخضر من بعض الجمعيات السياسية في البلد لان ممكن هذه او تلك الجمعية تود ان تحصل على بعض الوحدات لاجندتها وطبعا هذا يطبق على قرى الاتجاة المعاكس فقط...ابتظر لترى مايجرى....

    • زائر 10 | 7:59 ص

      شكرا" سيد ...

      عجبني مقال الأمس , وعجبني أكثر مقال اليوم لأنني عندما كنت اشاهد المقابله كل هذه النقط سجلتها في ذهني , ولما قرأت مقلك الأول تحسفت أنك لم تكتب ماكل ما هو بذهني لأنك دائم ما تكتب ما يجول في خاطري ولكن اليوم أسعدني هذا المقال وهذه النقاط, وعلى فكره في نقطه يمكن ماأخذت بالك منها وهي عندما قالت المذيعه الفاضله للوزير المحترم (وخلي بالك مثل ماقلت لكقبل الهوا والحين بع هذالكلام اللي بتقوله مسجل وأنت محاسب عليه ويمكن تكون فيه مسائله..) وأخيرا"ولايهمك من المحروقين منك

    • زائر 8 | 6:20 ص

      خفف عليهم ياسيد

      شوي شوي عليهم يسيد تراهم ما يستحملون كلامك إلي كانه مجاوي في جبودهم

    • زائر 7 | 5:31 ص

      الموطن هو الضحية

      مسرحياتالمذيعة والوزير مكشوفة وواضحة للعيان وما في داعي لأي لف ودوران

    • زائر 6 | 5:28 ص

      انا لله وانا اليه راجعون

      اتمنى ان يتم الغاء وزارة الااسكان ويقولنها صريحة للناس ان الدولة (ماليها شغل فيكم ) لا بيوت ولاهم يحزنونو وان زودتونها بنقطع الماء والكهرباء وتكدسوا في بيوتكم حتى تتقدم جدرانها بشكوى عنكم
      ياله من بلد مقبل على مصير لايعلمه الى الله

    • زائر 5 | 4:40 ص

      أحسنت سيدنا الكريم

      باركك الله ياسيد ، أنهم وكل أدواتهم وأحجارهم الشطرنجية البليدة اضعف من حروف كلماتك النابضة بالمسؤولية والاخلاص والدفاع عن المحرومين.
      رسالي.

    • زائر 4 | 4:35 ص

      زيد الفلفل المطحون

      سلم يراعك يا سيد، كل يوم زيد الفلفل المطحون عليهم، وخل دموعهم تسيل من مسيل الدموع ولا تأبه بالطفيليات والعوالق الين يعتاشون على آلام الفقراء والمظلومين. وليمت الحاقدون بغيظهم.

    • زائر 3 | 4:16 ص

      الكل يغني على ليلا...

      الكل يسعى لمصالحه وكلامك ماكول خيره لماذا التكلم باسم القرى الاربع لانك من بني جلدتهم والا ماهمك الموضوع واحسن لك صوم ولاتثير المشاكل يافتان وانت ماوصلت للقراء الا ب هالكتابات الطائفية.

    • مجرد سراب | 3:46 ص

      غريب في عقر داره

      اني حقا وانا اقرأ هذا المقال لقشعر بدني في كل كلمة اقرءها واتحسف على حالنا من اين والى اين سيصبح. وعندما تذهب الى اي وزارة سترى فيها المشاكل والفساد ..اخ. لكن احمد الله انه لازال هناك اقلام صادقة تحاكون الناس وما يشعرونه به وهذا اكبر ثناء بالنسبة لي. ولكن هناك من يخرج من الظلمات الى النور وهناك العكس. واصبح مسيل الدموع هو الحل بالنسبة لهم؟! ولكن قيل ان للعقل طريقة للنسيان وطريقتنا نحن هي الترقب للمستقبل القريب الغير البعيد بكل تفاءل رغم تلك الجراح والمصائب التي كسرت ظهور البسطاء منهم والكبار

    • بو الياس | 3:00 ص

      رحلة مملة

      لا خير في ود أمرئ متلون إذ الريح مالت، مال حيث تميل وما أكثر الكاتبات حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل.
      الاعلام المسموع والمقروء واصحاب الاقلام وجميع من تحضنهم وسائل الاعلام يوجد بينهم فروق اما ثقافية أو مهارية..ولكن هناك من يبيع قلمه بالرخيص وهناك الصحفي الوفي الذي تملي عليه المهنة الصحفية ان يتعاطى مع القضايا السياسية بكل صدق وأمانة وهناك من يتعاطى مع القضايا السياسية بتحصيل حاصل واحتمال راجح واحتمال مرجوح.وقد فقدت المذكورة حتى أناقة اللغة وفقدت الهدف ونحن بإنتظار جيل جديد مسكون بوطنيته

    • زائر 2 | 2:35 ص

      سبق السيف العدل

      ما هو مصير المواطنين امام جحافل المجنسين الذين لهم الاولوية في السكن والتوظيف والتعليم والخدمات الصحية وكل شىء ولا شىء للمواطن.

اقرأ ايضاً