تحتفل مملكة البحرين مع شقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربي بالأسبوع الخليجي لمكافحة التبغ والذي يصادف الأسبوع الأخير من شهر شعبان وقبل دخول شهر رمضان المبارك.

ولا تخفى عليكم الأضرار الجسيمة التي يسببها تعاطي التبغ الصحية منها والاجتماعية والاقتصادية، ولسنا هنا بسرد كل هذه الأضرار حيث تكفي الإشارة إلى أن هناك شخصا يموت في العالم كل 5.5 ثانية.

لم يقف العالم مكتوف الأيدي إزاء هذه الآفة فلقد انضمت 166 دولة حتى الآن إلى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ وصار لزاما على هذه الدول تنفيذ بنود هذه الاتفاقية. في حين أكملت مملكة البحرين السنتين منذ التصديق على الاتفاقية وتقدمت بتقديريها الأول الذي يعكس مدى التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقية وعلى رأس القائمة تأتي التشريعات ومراجعتها وتنفيذها حيث شهدت الأعوام الثلاثة المنصرمة تطبيق منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة وشمل ذلك المجمعات التجارية والمطار وصدر قرار رقم 83 لسنة 2006 عن وزير شئون البلديات والزراعة بشأن اشتراطات المقاهي والمطاعم التي تقدم التبغ ومشتقاته لأغراض التدخين، والقرار رقم 2 لسنة 2009 في شأن الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في الأماكن المخصصة للتدخين داخل المطاعم الصادر عن وزارة الصحة، وأخيرا القانون الجديد رقم 8 لسنة 2009 بشأن مكافحة التدخين والتبغ بأنواعه والذي يغطي معظم بنود الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.

في هذه الوقفة وبهذه المناسبة (الأسبوع الخليجي لمكافحة التبغ) أبعث رسائل ثلاث أولاها إلى المواطنين والمقيمين الكرام وأدعوهم فيها بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيل إلى التزود بالتقوى ومضاعفة الجهود للتخلص من عادة سيئة ابتلوا بها، وقضوا بها على صحتهم وصحة من حولهم.

فرمضان فرصة وكل مناسبة دينية هي فرص متكررة قيمتها في أن نفعل شيئا نغير سلوكا خاطئا يرضاه الله ورسوله (أدعوكم للتوقف عن عادة التدخين).

أما الرسالة الثانية فهي لشيوخ الدين الأكارم كافة، أدعوهم فيها إلى تكثيف وتكريس خطب صلاة الجمعة قبل وخلال شهر رمضان إلى تذكير ودعوة المواطنين إلى الاستعانة بفضائل هذا الشهر الكريم والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى والاستعانة به لترك هذه العادة الخطرة على عموم الصحة وتذكيرهم بالملايين الذين يموتون سنويا بسببها والتي لا تقارن بمجموعة الأمراض السارية الأخرى من مثل انفلونزا الطيور وانفلونزا A H1N1 والسل الرئوي والإيدز إلى آخر القائمة.

رسالتي الأخيرة إلى وزارة الإعلام والإعلاميين ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة أن يتعاونوا مع المعنيين في مثل هذه الحملات التي نتبناها مع الجهات الحكومية والأهلية في توصيل هذه الرسالة للمواطنين وأن يبادروا بأنفسهم في التحدث عن هذه المناسبة المواتية وتبيان الآثار المدمرة لاستخدام التبغ ومشتقاته.