هل نستطيع العمل على إنجاز برامجنا في الحراك السياسي بهدوء من دون أن ينشغل أحدنا بمناكفة الآخر مهما اختلفنا في الآليات؟ ذلك ما لم يتحقق حتى الآن على مستوى عدد من التيارات السياسية في شارعنا البحريني.
من الطبيعي أن يختلف أشقاء المشوار السياسي عند منعطف يحتّم عليهم العمل كل على طريقته، مادامت تجمعهم أهداف واحدة، ولكن ليس طبيعيا أن يعكف أحدهما على تحميل الآخر أية إخفاقات سياسية طوال الطريق، مادام أنه ارتأى أن يشكل له كيانا خاصا يجد فيه ضالته لتنفيذ الأجندة التي يقتنع بها، وخصوصا إذا كانت الأرضية بين الكيانين ساخنة وقابلة للاشتعال في أية لحظة.
واستباقا لأي تعليق نقول إن هذا الطرح لا يعني تبريرا لأخطاء الآخر، ولا تكميم الأفواه عن نقد الآخر، وإنما مطالبة بتوجيه النقد البناء بأسلوب بناء مع احتمال «التأثير» لا «التوتير».
لعل استنطاق واحدة من العبارات «حمّالة الأوجه» هنا تفي بالغرض وتوصل الصورة واضحة: «سبق أن قلت إن الخسارة في إسكان النويدرات هي صورة مصغرة للخسارة الأكبر على المستوى الوطني، ونتيجة مشتركة لنفس المنهج، ودعوت إلى مراجعة منهج التعاطي مع السلطة وأساليب العمل التي ثبت بالتجربة وجود الخلل والقصور فيها».
قبلنا أم لن نقبل فإن هذا تلويح غير مباشر من شخصية رمزية كبيرة لها اعتبارها في الشارع بتحميل «الوفاق» المسئولية في أزمة «القرى الأربع»، وهو تلويح يضر أكثر مما ينفع وتشاغل داخلي لن يفضي إلا إلى المزيد من التجاذبات، وخصوصا أن الكيان الناقد في غنى عنه وليس بحاجة إلى نقد الأدوار مادام دخل مرحلة التأسيس لمنهج مغاير، وإنما الحاجة تكمن في تقديم البديل وإنجاز ما لم يستطع الآخر إنجازه من دون تجريح ولا مشاكسة.
مشكلة بعض تياراتنا السياسية أنها مازالت تعكف على الخوض في الثانويات وتنشغل بمماحكات (بعض) المحسوبين على القواعد الجماهيرية، في حين أنها تأخرت كثيرا ومازالت في بناء وتغذية هياكلها الفاعلة من أجل تحقيق أهدافها ومطالبها التي اضطرت إلى الانشقاق عن بعض أحبابها السياسيين بسبب الاختلاف على آليات تنفيذها.
كبير الاحترام والتقدير لكل يد تكدح وتجتهد من أجل استعادة حقوق المواطنين وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة في هذا البلد الطيب، مهما اختلفت آلياتها، بيد أن أي نفَس معطاء محب للناس وأي قلب كبير نابض بهمومهم باستطاعته التعالي على تجاذبات الشارع مهما بلغ مداها، وكما صبر عليها زملاؤه وسكتوا عنها على مضض بإمكانه أن يفعل ذلك (وهذا الرجاء)، لأن الهم الأكبر هو الإنجاز، والناس وسط هذه الإحباطات تنظر إلى من ينجز أكثر ومن يحقق رقما أكبر من المطالب ومستعدة أن تقف مع من ترى نتائج عمله واضحة أمام أعينها، مهما اختلفت الآليات.
عليكم أن تدركوا ضرورة الحاجة إلى احتواء الاختلافات من أجل تضييع الفرص على المتصيدين في المياه العكرة، وليس من مهمة أحد إصدار الأحكام على الآخر، بل مهمة كل تيار أن يستعيد بأسلوبه الخاص ما يعتقد أن غيره قد أضاعه، وأكبر إنجاز وطني وتاريخي في هذه المرحلة أن تتخطوا هذا الوضع المكهرب بقلوبكم الكبيرة وتكاتفكم خدمة للوطن من دون أن تتركوا للمتربصين بكم الدوائر أن يشمتوا بكم حين لا مناص عن الشماتة، واعتبروا يا أولي الألباب.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 2537 - الأحد 16 أغسطس 2009م الموافق 24 شعبان 1430هـ
كثر الله من أمثالك
أبو سجاد
بارك الله فيك، منصف بحق، وأتمنى تكتب إلى من يودن أخذ الوطن للمجهول بكتاباتهم وهرائهم، حاول أن تلم الشمل، وتجمع الشتات، بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك
ما زلنا نتعلم سياسة
مما لا شك فيه وبعد مرور 7 سنوات توصلت إلى مزيد من اليقين والى حقيقة ناصعة وهي أن الشباب ما يعرفوا يلعبوا سياسة و الدليل المزيد من الاخفاقات على جميع المستويات و شيوع الظلم و التمييز من قبل الحكومة و في كبد النهار و بدون خجل
مواطن مشتت الافكار
احنا غير الوفاق ما عدنا وهي صوتنا واملنا !!
احسنت
احسنت بارك الله فيك، لو عملنا وتحركنا بهذه الروح وهذه اللغة التي تتكلم بها لتجنبنا الكثير من الشروخ والتنافر في مجتمعنا ، ولكن وللإسف الشديد اللغة المقابلة كلفتنا الكثير ونأمل الا يستمر النزيف وان نلتفت جميعاً لوضعنا المأساوي قبل فوات الأوان .
الإنصاف
لا بد أخي الكريم أن لا تنسى بأن من استشهدت بقوله في الأعلى متهم وحده من دون الآخرين في مسألة التوقيع على الميثاق - أبو المشاكل - بحسب المتهمين له ، وهو الآن ساقط سياسيا وفكريا لدى الكثير من النخب المثقفة والعلمائية بسبب مواقفه المتشددة قبال السلطة، وعليه لا بد من أجل أن تكون كاتبا منصفا أن تأتي أيضا بفقرات من بعض ما يقال عن هذا الرجل في مجالس الغيبية والنميمة وتقول لأصحابها إجهروا بالقول إن كنتم صادقين