فصل الصيف الطويل والحار في البحرين تتخلله فترة راحة رياضية إجبارية، إذ تتوقف جميع الأنشطة الرياضية في الاتحادات والأندية ولا تعود إلا مع نهاية أغسطس/ آب، إذ تبدأ الفرق إعدادها للموسم الجديد.

ونظرا إلى طول العطلة الصيفية وغياب الأنشطة الرسمية فإن المجال يكون متاحا للأنشطة غير الرسمية ومن أهمها الدورات الصيفية المختلفة التي تحظى بتغطية جيدة في معظم الملاحق الرياضية؛ نظرا إلى غياب الأنشطة الرسمية للاتحادات الوطنية.

في هذه الفترة أيضا، تركز الصحافة المحلية على تحقيق السبق الصحافي المتمثل في الأخبار الحصرية المتعلقة بتوقيع العقود والانتقالات والتعاقدات المحلية والخارجية، إلى جانب إجراء المقابلات المطولة مع المتعلقين بالشأن الرياضي.

كل ذلك يمكن أن نسميه قضايا صيفية تعج بها الصحافة المحلية التي لا تغفل أيضا تغطية أخبار الانتقالات في الدوريات العالمية واستعدادات الفرق العالمية للموسم الجديد.

لكننا بتنا نشهد أيضا، ونظرا إلى كثرة الملاحق الرياضية المحلية، تسابقا من نوع آخر وقد يمكن أن نسميه تنافسا من خلال المناوشات التي تحدث بين الملاحق الرياضية أو بين بعض الملاحق والمواقع الالكترونية، وكل ذلك ناتج في اعتقادي عن فترة الصيف الطويلة وغياب البطولات الرسمية فينشغل المحررون الرياضيون في قضايا جانبية تملأ أعمدة ومقالات.

الصيف بدرجات حرارته المرتفعة انعكس على أداء الصفحات الرياضية التي تحاول كل منها إثبات أفضليتها وقدرتها على جذب القراء من خلال رفع درجة الحرارة على صفحاتها، وإذا كان ذلك في حدود اللياقة والمتعة الصحافية وتبادل الآراء والأفكار بل تضادها فلا بأس به بعيدا عن الإسفاف والتراشق الكلامي.

وباعتقادي أن كل ذلك سينتهي مع انتهاء الصيف، وستتوجه البوصلة مرة أخرى نحو تغطية البطولات المحلية المختلفة وتتبع أخبارها وأخبار فرقها ولاعبيها ومدربيها، فينشغل كل ملحق رياضي بأخباره وتحليلاته بعيدا عما يكتبه الآخرون.

الصيف أيضا هو فترة الإجازات والاستجمام، وتخفيف كاهل العمل، بل هو أيضا فترة الراحة للاعبين وللمسئولين عن الأنشطة الرياضية في الأندية والاتحادات، لأنه من دون فترة الراحة هذه لا يمكن للفرد أن يستجمع قواه وينطلق نحو الموسم الجديد الذي سيكون مضغوطا هذا الموسم لأنه لا بد أن ينتهي قبل انطلاق مونديال كأس العالم في جنوب إفريقيا صيف العام المقبل.

هذا الموسم وبالنسبة إلى جميع الألعاب لا مجال للمماطلة فيه ويجب أن ينتهي في الموعد المحدد له من دون تأخير أو تأجيل ما سيضع الجميع في الاتحادات والأندية تحت الضغط.

الصيف بدرجات حرارته المرتفعة، شارف على الانتهاء وكذلك ستنتهي معه قضاياه الصيفية، وستعود عجلة الأنشطة للدوران وعندها ستعود الصحافة أيضا لتغطياتها المعهودة بدلا من القضايا الحالية.